شبكة ذي قار
عـاجـل











عُرِفت عقيدة البعث وادبياته الفكرية منذ نشأته الاولى بجوهرها التقدمي الانساني، ونهجها في الدفاع عن الحقوق الانسانية للمواطن وعلى رأسها حقه في الحياة الحرة الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية للملايين من ابناء الجماهير وخاصة الكادحة منها ، حتى ان العراق تحت قيادته لم يعد يصنف بموجب المعايير الدولية على انه من دول العالم الثالث في مجالي التربية والرعاية الصحية.

ولكن ومنذ عام ٢٠٠٣ وحتى اللحظة الراهنة استُهدِفت هذه العقيدة و المؤمنين بها وصدرت ضدهم العديد من قوانين الموت والاجتثاث الوحشية تحت شتى الذرائع وعلى رأسها الارهاب ..

والارهاب هو مظهر من مظاهر العنف والقسوة التي يمارسها الانسان على اخيه الانسان في المجتمع.وهي كممارسة لم تكن وليدة الحاضر الذي نعيشه اليوم بل حدثت منذ فجر التاريخ.وعلى الرغم من ذلك فان هناك خلافاً وتبايناً في تحديد الدوافع التي تقف وراءها ، فالعمليات الارهابية هي ممارسات تقف خلفها دوافع سياسية واقتصادية وشخصية.

ان مجموع ما نشر من دراسات وبحوث ومقالات حول الارهاب قد تجاوز الحد المعقول ، وقد تأسست معاهد ومراكز دراسات وبحوث ، لتحديد مفهوم واحد للارهاب ، لكنها فشلت جميعاً في ذلك.

لغويا يعرف الارهاب على انه جاء من : { كلمة رهبة من رهب، رهباً ورهبه خافه وأرهب فلانا خوفه وفزعه.والإرهابيون وصف يطلق على الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية }.

وقد اختلفت الاراء في تعريف مفهوم الارهاب ، والاختلاف ناتج عن تباين المعايير التي يعتمدها اصحابها لتحديد مفهوم الارهاب ، والسبب يعود الى ان الباحثيين ياتون من مشارب مختلفة ولديهم اولويات وافكار مسبقة ، تسيطر على اذهانهم في تحديد دلالات الارهاب.

وقد اهتمت منظمة الامم المتحدة بجرائم الإرهاب وعقدت ندوات ومنتديات ومؤتمرات، تمخضت عنها مقررات وعدة اتفاقيات منها :

• اتفاقية منع إبادة الجنس البشري لعام ١٩٤٨
• اتفاقية طوكيو لعام ١٩٦٣ المتعلقة بإدانة الأعمال غير القانونية على متن الطائرات.
• اتفاق مونتريال لعام ١٩٧١ المتعلق بإدانة خطف الطائرات.
• الاتفاق المتعلق بإدانة اختطاف الدبلوماسيين لعام ١٩٧٣.
• اتفاق إدانة احتجاز الرهائن لعام ١٩٧٩.

حيث لم يؤشر يوماً ما على ان بعثياً قام أو أقدم على أي من الاعمال المبينة آنفا سواء بامر من الحزب او بتصرف شخصي ، كما فعلت على سبيل المثال المليشيات في العراق بتعاملهم من السفارات الاجنبية داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

• اتفاق منع التعذيب لعام ١٩٧١.

وفي هذا الصدد فان التعذيب الذي يتعرض له ابناء العراق والامة العربية على يد الاسلامويين والمليشيات فاق الوصف في هذا المجال فسلخ الجلود ونحر الرؤوس وطبخ الاجساد ورمي البشر من البنايات الشاهقة وحرقهم قد فاق كل تصور.

• الاتفاقية الشهيرة، المعروفة باتفاقية قمع تمويل الإرهاب الموقعة في نيويورك بتاريخ ١٠ / ١ / ٢٠٠٠ وهي الاتفاقية التي أكدت على القرار رقم ٤٩ / ٦٠ الصادر بتاريخ ٩ / ١٢ / ١٩٩٤ والمرفق بالإعلان المتعلق بالتدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي وقد استمدت بعض أحكامها من اتفاقية مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ( العابرة للحدود ).

اصدرت الحكومة الامريكية ابان الاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ م قائمة باسماء ٥٥ عضواً وهم قادة الحزب والدولة والنظام الوطني في العراق ، ولم توجه الحكومة الامريكية تهمة الارهاب إلى أي منهم ، بل قالت عن بعضهم انهم مطلوبين " للعدالة ".

وكذلك الامر مع الحكومات العميلة المتعاقبة في العراق والتي اصدرت الاف القرارات بحق اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي استناداً الى قانون اجتثاث البعث وقانون المساءلة والعدالة سيئ الصيت ، حيث كانت التهمة الموجهة هي انه { مطلوب للعدالة }.

وهذا يعني ان المحاكم المختصة تنظر بالشكوى المقدمة التي هي ليست بحاجة الى قانون يستند إلى الاتفاقيات المشار اليها اعلاه ، وبالتالي فمن حق اي بعثي ان يدافع عن نفسه ضد التهم الموجهة اليه.هنا نتحدث عن القانون وسيادة القانون وفي ظل دولة تحترم القانون.لكن المادة اربعة ارهاب التي طوعها العملاء في استهداف و اعتقال واغتيال وخطف وتغييب اعضاء الحزب ، ونصب المشانق والقتل والسجن ، كانت بدوافع سياسية وحقد اعمى لاعلاقة له بالقانون ، بل هي عار على الديمقراطية المزعومة.

مما تقدم اريد ان اقول ان حزب البعث العربي الاشتراكي لم يوضع ولن يوضع على قوائم الارهاب دولياً.وان من حق اعضائه المغيبين والمهجرين والقابعين في سجون العملاء الدفاع عن النفس والتمتع بكامل حقوق المواطنة ومطالبة أي نظام جديد بإلغاء ( قانون المساءلة والعدالة ) ، وكذلك قرار بريمر باجتثاث البعث لأنهما يتنافيان مع الحد الأدنى مما نصّت عليه تلك المعاهدات وخاصة المواثيق الدولية للحقوق المدنية ومع الحد الادنى من حقوق الانسان وممارسات اي نظام يدّعي الديمقراطية.

وبالتالي يحق لهم ألمطالبة بتعويضهم عما خسروه من حقوق، كما أنه يحق لأبناء وأحفاد من اغتالتهم واحتجزتهم وهجّرتهم الحكومات العميلة المتعاقبة بالحق الشرعي والقانوني.

ولقد آن الاوان ان يقف الشعب وطلائعه وقفته العادلة فينصف البعث على ما قدم في سبيل العراق وشعبه من تضحيات و انجازات حضارية وانسانية حتى اصبحت تجربته التنموية العملاقة يشار اليها اليوم بالبنان و مفخرة يفتخر بها كل عربي لا بل كل انسان تقدمي تحرري في العالم.





الاثنين ١٤ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة