شبكة ذي قار
عـاجـل











من هناك، من قرانا الواقعة بين النأي والقرب البعيد، تبدأ الحكاية، بل هي بدأت مع انبثاق فجر التكوين الرباني للخليقة، من هناك صارت المرأة العربية عموماً والعراقية بشكل خاص أيقونة للحب والإلهام والنماء والتطور والثورات والعصف العقلي المنتج للآلة والغذاء والسعادة. نِسَاءُ العَرَبِ قَوَانِينٌ صَارِمَةٌ فِي القِيَمِ والأَخْلَاقِ في الريف والزمن السحيق والبعيد كانت نساء العرب عموماً والعراق خاصة كارزمات تشع بقدرات القيادة في البيت والعشيرة وفي إدارة الثروة وتدبير الشح والعوز، كُنَّ قوانين صارمة لتربية الأولاد وإعادة تدوير القيم والمثل وتجديد الرسالة عبر الأزمنة. المَرْأَةُ العَرَبِيَّةُ صِنْوانُ الرَّجُل منذ قرونٍ مضت كانت المرأة عند أمتنا أيقونة الجمال والعشق، وكان يُزينُ كفَّيها تشقق الراحات الشاقية في البيت والفلاحة وتربية المواشي وفي إعداد موائد الطعام للزوج الحبيب العائد هو الآخر من جهد الفلاحة الجهيد وسهر الليل يسقي الزرع وينتظر المال والحلال أو القلة القليلة من ممتلكاته، وأولها وأهمها الكرامة، لكيلا تدوسها قدم اللصوص والسراق والعابثين وللأخوة والأولاد وكل من يحتويهم بيت العائلة. حُضُورُ المَرْأَةِ دَيْمُومَةٌ مُنْذُ الأَزَل المرأة الماجدة حاضرة اليوم كما في الأمس البعيد والقريب، وكما في القرى النائية والبعيدة في المدارس والدوائر والجامعات وخطط التنمية، إنها الأم والمعلمة والباحثة والمديرة والوزيرة. مَاجِدَاتُ الأُمَّةِ سِفْرٌ صَفَحَاتُه مُشْرِقَةٌ كانت السيدة خديجة الكبرى وأم المؤمنين عائشة والصديقة الزهراء فاطمة والحوراء زينب رضوان الله عليهن عناوين خالدة في سفر الأمة، وهن وسواهن آلاف كُنَّ ولا زلن ملهمات فروسية الفرسان وحكمة الحكماء وعلم العلماء وصبر المحتسبين، وهُنَّ حلقات الوصل بين ذاك الزمن المجيد وبين أزمنة أتت لاحقاً، ظلت ماجدات الأمة يلعبن في ساحات الحكم والسياسة والبرلمان والمقاومة والجهاد، ولنا أن نُذَكِّر هنا ببنات العراق الفدائيات اللواتي فجرن أنفسهن في دبابات الاحتلال الغزو الأمريكي، وبنات الجزائر وفلسطين وسوريا والأحواز اللواتي كُنَّ وما زلن عيون الفعل الجريء والمنتجات الخالدة، وكانت قادسية العرب الثانية التي صدوا فيها أطماع الفرس بقيادة الفارس صدام حسين حقبة أخرى لحضور المرأة وأدوارها المثيرة للتقدير والإعجاب. المَاجِدَةُ العِرَاقِيَّةُ فِي مُوَاجَهَةِ الإِرْهَابِ ونقف اليوم بكل الفخر والاعتزاز أمام بطولة ماجدات العراق في ثورة تشرين الباسلة المتواصلة، فهن جزء عضوي فيها، ويشاركن الثوار في كل فعاليات الثورة، وفي خدمة ساحات الاعتصام بالإسعاف والطبخ والتصدي للمليشيات المجرمة، ويتعرضن للاستشهاد والخطف والاعتقال والتنكيل ولحملات تشهير قذرة يُدِرْنَ لها رؤوسهن الواثقة بالله والمؤمنة بحق الوطن فيدخلن الغيض والرهاب والخيبات إلى صدور الجبناء.

تَحِيَّةٌ لِمَنْ يَحْمِلْنَ مَضَامِينَ الشَّرَف
تحية للمرأة، نصف التكوين البشري وديمومته،
وتحية للماجدة العربية والعراقية، وليجزي الله أمهات الشهداء والمغيبين في السجون والمعتقلات والمهجرات مع الأهل والنازحات يحملن مضامين الشرف والعفة والطهر والقدسية جزاء الصابرين المحسنين المؤمنين المحتسبين.





الثلاثاء ١٥ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة