شبكة ذي قار
عـاجـل











وددت أن اشير إلى أن هذه المقالة بأنها ليست دراسة لواقع ألامة , أو تحليل لمعاناتها ودموية أوضاعها الداخلية وتراكم الفوضى والفساد السياسي الذي تعاني منه , أو عن سطوة أعدائها ألتي إجتاحت أمنها ووجودها وإقتصادها والإستيلاء على ثروتها التي بعثرت بين السرقة والنهب وبين الحرمنة واللصوصية , ورغم من أن ضرورة طرح جميع تلك الأحداث لوضع النقاط على الأحرف من خلال بساط المناقشة الموضوعية ومناقشة أضرارها الجسيمة وأبعادها المؤثرة ونتائجها السلبية , إرتأينا وإن سمح القاريء الكريم ونرجوه عذرا بأن ننتقل إلى ضفة مشابهه ضفة اخرى تعج بها المعاناة وتتحدث عن مرارة المأساة.والتطرق الى جمل من التغييرات والأحداث المرعبه وخصوصا عن معاناة العراق ومحاولة سلخ جلد كيانه عن جسده بعد أن كثر ذباحيه رغبة لانظمة فاشية منها الكيان الصهيوني والنظام الفاشي الايراني , أما كفاح أبنائه بانطلاقة الثورة الشبابيه التي بدأت تنتزع الحقائق من خزائن أكاذيب السلطة وفضح علاقاتها المشبوهة , ماهو إلا الرد الحاسم على مراوغتها وفساد رموزها المنتشر ووهمية إدعائاتها ومنهجية ممارساتها

لقد أسفرت جميع تلك المنعطفات بأحداثها المتنوعة وتحول الكثير من الصراعات إلى صراعات ليست سياسية وإنما شبه فصائل مستهترة ومتهوره وتطورها إلى دموية أسفرت جميعها إلى زيادة الطين بله , وأعتلى أبطالها منابر العمالة والخيانة دون العودة إلى ماستؤول اليه تلك الممارسات وإنعكاساتها على الوطن ومستقبله.أما تعزيز المناهج المعادية ألتي أضرت بمصالح الأمة وأبناؤها وموقف بعض الفصائل المحلية ومنها قوى حسبت على خندق اليسار؟؟ موقفا معاديا فقد ترك أثرا سلبيا كبيرا وبصمة مؤلمة كانت ولازالت أضراره واضحة وحتى على الخندق الوطني , وبما أن التطرق إلى جميع الأوضاع مسألة ضرورية وملحة تتطلب منا نقل الحقائق وذكرها والتطرق إلى الأحداث برمتها أتقدم للقراء الأفاضل بشديد الإعتذار إن تكرر نقلها لأنها تتحدث عن واقع مؤلم وفي غاية الأهمية ناهيك عن ساحة الوطن الجريح التي هي حبلى بالأحداث اليومية ودماؤها وشهدائها وأبطالها اللذين وقفوا وقفة الضراغيم متحدين الأجهزة الفاشية وكلاب السلطة المجرمة

في الحقيقة فوجئت بسؤال من أحد الأخوة العراقيين الذي أدار ظهره إلى الوطن مجبرا بسؤال وجيه لربما يطرأ على كل سامع.وتحول السؤال إلى جدل عقلاني وإلى أسئلة عديده منها المتعلقة بمرارة ومعاناة شباب الوطن وثورتهم التشرينية المباركة ألتي إنطلقت.وكانت الحوار بين عراقيين لربما يختلف بعضهم عن الآخر في المأكل والمشرب ولكن في الاحاسيس يقترب بعضهم للآخر دون تمييز.والاسئلة التي ترددت.أولا من هي الثورة وماهي جنسيتها.والسؤال الثاني ماذا يراد من الثورة.والسؤال الثالث من هم قادة الثورة

كان ردي ليس حذرا وليس خديعة , وإنما واقعا عرفته الشعوب وخنادقها الجليلة يرتبط بنهج ثوري لمعالجة ليس قضايا الضعف وإنما للحاجة الماسة والملحة وحالة تحتمها الأحداث لتكون مناهضة لبربرية ونازية السلطة الحاكمة التي رأى فيها الثوريون بأنها ليس غولا يهدد حياة الأمة ومستقبل أبنائها فحسب وإنما كارثة صنيعة القوى العدائية لإستهداف كيان تلك الأمة ومستقبلها وقيمها ونهضتها.أما الثورة فهي ليست نصا مسرحيا ينتهي دوره , أو قصيدة تلقى ويهتف لها من يهتف , أو مقالة قرأت ووجدت مكانها فوق الرفوف العالية.وإنما الثورة قرار وعمل تأريخي بعد نضوج الفكر الوطني والقومي التحرري يتخذه قادتها إنطلاقا من المصلحة الوطنية والقومية والحاجة الماسة للتغير ضمن أسس وأهداف سامية , أولها تحقيق إستقلال البلاد من النفوذ الأجنبي يليها الإستقلال السياسي والخروج من جميع الأحلاف والمعاهدات والإتفاقيات التي لاتصب مصالحها بمصلحة الوطن وأبنائه مثل حلف بغداد سابقا عام ١٩٥٥ الذي ضم آنذاك تركيا , وإيران , وأفغانستان , وباكستان , والعراق الذي كان صنيعة أمريكية وبريطانية لمواجهة مخاطر المعسكر الشيوعي في وقته قبل تأسيس حلف الناتو

أما جنسية الثورة لابد من أن تكون وطنية بحته ولا تنجز إلا من قبل أبنائها وروادها كما لاتوجد ثورة مستعارة أو مقترضه وإنما الثورة هي إنطلاقة ثورية من أجل مستقبل أفضل وعمل تأريخي بطولي في سبيل الدفاع عن المطالب والحقوق وفي سبيل عزة الوطن وسيادته ولوضع حد لمعاناة شعب ووطن , لالتغيير الوجوه المتسلطة فحسب وإن ما يعد ضروريا هو تبديل وجه العراق سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وإعادته إلى الخندق العربي لكي ياخذ دوره القومي والوطني وإبعاده عن النهج العدائي والتبعي .. أما الحديث عن التصور الصحيح وتحليل المرحلة مابعد إنتصار الثورة لربما سابق لأوانه رغم من أننا متفائلون بأن الثورة الشبابية في الوطن قاربت على الإنتصار لدحر أعدائها وأعداء الوطن الجريح والذي بات وشيكا

سؤال ... من هم قادة الثورة

أما من هم قادة الثورة.نستطيع القول إن قادة الثورة هم المعنيون بالأمر وهذا يعني أن الجماهير هي من تصنع الثورة وهم قادتها هم الطليعة الثورية التي ضحت من أجلها ونزفت دمائها وأستشهد أبطال من أجلها فهم طريقها ومشعلها ونورها وصمامها *والتحرير وذي قار وا لنجف وكل العراق ميادينها * ومن يريد أن يتشرف بالتعرف على قادتها إسما وعنوان ماعليه إلا أن يكون جزء من تلك الميادين للتعرف على أبطالها وأبنائها الميامين إسما وعنوان لأنهم مفخرة الوطن

بالتأكيد أن طريق الثورة لن يكون سهلا والتعامل مع أية أزمة قد تنشأ لابد وأن يكون مدروسا لكي لاتنشط القوى المعادية مرة اخرى وتهدد مسيرة الثورة سواء كانت الشبابية أوغيرها التي ضحوا من أجلها وسقط شهداء في سبيلها ومن أجل الحفاظ عليها لكي يعيد الشباب دوره والمساهمة ببناء الوطن بعد المعاناة ومرارتها حيث لم يسعى النظام الهزيل في الوطن إلى إيجاد الحلول البديلة الذي صنعها الضعف الإداري أولا.وثانيا عجز السلطة على إدارة شؤون الدولة لكونها منهمكه بصراعات داخلية في سبيل المناصب داخل وخارج قبة مايسمى بالبرلمان للحصول على مكاسب مادية وإدارية وسياسية ومنافع شخصية ناهيك عن إبتعاد السلطة عن ممارسة مسؤوليتها إتجاه الوطن وأبنائه وهذا ماإعترف به الكثير من رموزة السلطة القمعية ونظامهم المتهري .. ولكن الأخطر من ذلك أن السلطة وعملائها يتربصون ومنذ بداية الثورة الى الانزلاقات والأخطاء العفويه لاسمح الله التي تحدث قد تكون تقريرا لمصيرها , والنظام الفاشي في هذه الحالة سيحاول بحقها وشبابها إنتهاج نهجا دمويا بتحريك عملائه من الداخل والخارج بممارسات ومحاولات لاسقاطها وتفجير ألأزمات لأن الثورة بحد ذاتها هي إطاحة بمصالح سلطة الاحتلال وتحجيم قدراتها وإطاحة بمكاسبها المادية والسياسية , مما يعبتر ذلك خسارة فادحة لفسادها ولمن كان مولعا بتهريب الأموال وغيرها

لقد أصبح كنس وإسقاط السلطة واجبا وطنيا وضروريا , والبدأ بمرحلة جديدة يسترد بها الوطن عافيته أمرا ملحا بعد أن مورست بحقه وأبنائه أنواع الممارسات وآخرها القتل المتعمد بحق شبابه الوفي التي جائت تلك التصفيات بناء على توصيات النظام الصفوي في طهران وتنفيذا لرغباته ناهيك عن ذلك النفوذ الفاشي داخل الوطن والتحكم بالقرار السياسي الذي حقق لهم ليست مكاسب سياسية فقط وإنما مكاسب مادية وتجارية تتحكم بالأسواق وصناعية وعسكرية , كما إستطاعت ومن خلال دعمها للصراعات السياسية والطائفية تضييق الخناق على الوطن وراحت تصول وتجول بالساحة العراقية وتفعل ماتشاء تنفي وتصفي خصومها تعتقل وتقتل من تشاء وخصوصا القوى المخلصة من قوى وطنية قومية وفية لوطنها ومن وقف ضد سياستها الدموية والمجرمة والخطيرة





الخميس ١٧ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة