ذكرنا في اليومية الماضية ان الثورة الشبابية التي فتحت عيون العراقيين على حجم المأساة العراقية جراء تسلط الرعاع والمنبوذين والغرباء ومزدوجي الجنسية على حكم البلاد وتعرضه الى اكبر نكبة في تاريخه الحديث والمعاصر قد فرضت نفسها وتجذرت في نفوس الشعب الذي التف حولها بكل شرائحه وطبقاته ودفع للان دماء زكية وارواحا طاهرة أبيه في سبيل اسقاط هذا النظام الفاشي الفاسد السارق لأموال الشعب والقاتل لشبابه والذي ارتمى باحضان الاجنبي الامريكي المحتل والايراني صاحب نظرية الاستعمار الجديد في التوسع والسيطرة على مقدرات الشعوب من خلال نظرية تصدير الثورة اللااسلامية بعباءة دينية طائفية مقيتة غريبة عن الهوى والجذر العربي حامل رسالة الإسلام المحمدي الحنيف ، فالثورة الان مطلوب منها إرساء ووضع مقومات النحاح والديمومة والبقاء التي ذكرناها في اليومية الماضية وفي مقدمتها الطليعة ونقصد بها المجموعة الأولى الي التقت ونسقت وجمعت الصفوف واعلنت يوم الانتفاضة وساعتها وحددت اهدافها وعلى هذه الطليعة ان تبلور وجودها في كل ساحات الاعتصام ومحافظات العراق ومن خلال مبدا نظام القيادة والسيطرة والتوجيه والالتزام بالخطط والتعليمات القادرة على تحقيق النجاحات في كل الساحات لان الثورة تواجه عدوا يمتلك المال والسلاح والقوات الأمنية بمختلف أنواعها تسندها الميليشيات المسلحة والدعم الايراني المباشر ، وان من اسباب القوة والمنعة هي ان تكون للثورة قيادات تخطط وتبتكر وتنفذ وتوجه في الزمن واللحظة المطلوبة وحسنا ما فعلتم من خلال التنسيقيات التي بدأت أعمالها مبكرا ومن ثم عملتم على وحدتها في العمل ، ويتم الاختيار على اساس الخبرة والبناء النفسي المترشح من المعاناة القاهرة التي مر بها الشعب العراقي والدرجة العلمية إضافة إلى الصفات الشخصية التي تؤهله للنجاح في دوره المسنود اليه وان تكون هناك قيادات ظل تتفهم طبيعة عملها والزمن الذي تظهر فيه لان المواجة تتطلب ذلك ، وكذلك وجود المستشارين لاهميتهم في الرأي والخطوة الصحيحة والقرار الصحيح ، فأنتم يا ثوار العراق اصبحتم الان كيانا عراقيا لا يضاهيكم احد في بناءكم التنظيمي وقيام مؤسساتكم البديلة لمؤسسات النظام المهزوم ، وان السلطة بعملائها الآن اصبحت تحت أقدامكم وهم ينتظرون يومهم الأسود خلف قضبان العدالة لما اقترفوه بحق الشعب وشباب الثورة.

٢١ / ٣ / ٢٠٢٠