شبكة ذي قار
عـاجـل











في الحادي والعشرين من آذار، تحتفل جماهير الشعب العراقي سنوياً بعيد الربيع في العراق، والذي تغيب فيه الفروقات العنصرية ويتعزز به تعاضد العرب والكُرد وسائر القوميات المكونة للنسيج الوطني الرائع.

ولقد سعى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه للتعريف بالقضية الكردية والدفاع عن مطالب الشعب الكردي العادلة، وحارب في الوقت نفسه التوجهات المشبوهة التي تستغل معاناة الكُرد لتحقيق أهداف القوى الدولية الكبرى.

وبعد ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣، أقرت سلطة البعث الثورية ولأول مرة في تاريخ العراق الحقوق القومية للشعب الكردي على أساس اللا مركزية، مع ضمان التواجد الكردي في الحكومة والمناصب السيادية والتنفيذية ومؤسسات الدولة كافة.

ومنذ اليوم الأول لثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ وضعت سلطة البعث التقدمية في مقدمة مهماتها العاجلة حل القضية الكردية حلاً شاملاً ديمقراطياً حضارياً، يسهم في وقف نزيف الدم العراقي ويفتح الباب أمام إعمار المنطقة الكردية التي أنهكتها حركة العصيان المسلح.

إن بيان الحادي عشر من آذار عام ١٩٧٠ التاريخي لحل القضية الكردية في العراق الذي أصدره مجلس قيادة الثورة بجهود الرفيق الشهيد صدام حسين هو ثمرة لنضال الشعب العراقي، وتأكيد على صدق مبادئ البعث الإنسانية المناهضة للعنصرية؛ وجدية سلطة الحزب في السعي لتلبية مطالب الشعب الكردي العادلة.

ثم أصدر مجلس قيادة الثورة قانون الحكم الذاتي الخالد في الحادي عشر من آذار عام ١٩٧٤ الذي لم يجني مثله الكُرد في البلدان المجاورة، وخصوصاً في إيران التي كانت تدعم العصيان التخريبي في شمالي العراق بينما تقمع الكُرد وتنكل بهم وتحرمهم من حقوقهم المشروعة.

وفي الخامس من تشرين الأول عام ١٩٧٤ انعقدت الدورة الأولى للمجلس التشريعي لمنطقة الحكم الذاتي، كخطوة غير مسبوقة في تاريخ الكرد سبق بها العراق دول الجوار.

وتعززت هذه الخطوة التاريخية في الثامن من تشرين الأول عام ١٩٧٤ بصدور مرسوم جمهوري نص على تشكيل المجلس التنفيذي لمنطقة كردستان، بعد اعتماد المجلس التشريعي لقائمة المرشحين لعضوية المجلس التنفيذي.

لقد أزعج نيل الكرد حقوقهم المشروعة الدوائر الامبريالية الغربية والصهيونية فحاكت المؤامرات ضد وحدة العراق وسيادته على أراضيه، فحاولت تحريك الجيب العميل معتمدةً على النظام الإيراني المجرم ولكن صناديد الجيش العراقي أفشلوا هذه المؤامرات وقدموا التضحيات في منازلة قادسية صدام المجيدة فداءً للشعب ومكتسباته الوطنية القيمة.

وفي أيلول عام ١٩٨٩ أُجريت أخر انتخابات للمجلس التشريعي لمنطقة كردستان للحكم الذاتي قبل سيادة الأوضاع الشاذة غير الطبيعية التي أفرزتها تداعيات حوادث صفحة الخيانة والغدر من صفحات المواجهة في ملحمة أم المعارك الخالدة، وقد تمت بحرية وشفافية ونزاهة شهد لها المراقبين الدوليين الذين قاموا بتغطيتها.

وبعد احتلال العراق في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ عانى الكُرد مع إخوانهم من أبناء الشعب العراقي من جرائم قوات الاحتلال وعملائها، كما باتت مكتسباتهم عرضة لتهديدات حكام المنطقة الخضراء الذين تسيرهم إيران وتدفعهم للتراجع عن نصوص بيان ١١ آذار الخالد.

ويواصل شعب العراق المجاهد وفي مقدمته أبطال البعث الميامين كفاحه العادل من أجل تحرير العراق من الاحتلال الإيراني وعملائه القابعين في المنطقة الخضراء.

إن تلاحم العرب والكُرد وجميع القوميات المكونة للفسيفساء العراقي الجميل هو الضمانة الأكيدة لتحقيق النصر المبين.

وما ضاع حق وراءه مطالب.
 





الجمعة ٣ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة