شبكة ذي قار
عـاجـل












   



 أيها الرفاق المناضلون في حِزبِنا حيثُما كُنتم في وطنِنا العربي الكبير وفي بلادِ المهجر أيها الأصدقاء والحلفاء.
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
اليومْ تمرُ الذكرى الثالثةْ والسبعون لتأسيس حِزبِنا حزبُ البعث العربي الاشتراكي ، وأمتُنا العربية تمر بأخطرِ وادقِ مَراحِل نِضالِها وكِفاحِها واشدَها تعقيداً ، وسَطَ تحدياتٍ خطيرة للغاية وغير مسبوقة منذ قرون مضت وفي مُقدمتِها التَحدي الاستعماري الفارسي الاستيطاني الذي تمادى في غيه وأوغل في جرائمه ومعه وبنفس المستوى التحدي الصهيوني العنصري البغيض ثم التحدي الاستعماري الغربي القديمُ والحديث ومن أهم عوامل التحدي هو ظاهرة التلاقي الاستراتيجي بين هذه الاطراف الثلاثة التي عَقَدت عَزمَها على تصفية حساباتها القديمة والحديثة مع امتنا العربية فدخلت في صراعٍ مصيريٍ ومتواصل مع الامة منذ بداية القرن الماضي الى اليوم وهو في تصاعد، ولو نظر اي انسان منصف سَليم الفطرةْ الى ما جرى ويجري في العراق وفلسطين وسوريا واليمن وفي ليبيا وفي الاحواز وفي بقية الاقطار العربية لهالهُ الحجم الضخم للظلم الواقع على شعبنا وامتنا ، و من ابرز مظاهره هو التدمير الشامل لحياة شعبنا وفي كل مناحي الحياة وميادينها وتلغيم وتفخيخ مُستقبَلهِ بالكثير من القنابل المدمرة ، وانتم تعلمونْ ان حِزبَنا حزبُ الرسالة الخالدة الذي ولد أصلاً للتصدي للتحديات المصيرية التي واجهت الامة العربية ولازالت تواجهها وتزداد قساوة وضراوة ولإنقاذ الامة وتحقيق ثورتها الكبرى التحررية النهضوية الانسانية لإعادة الامة الى دورها التاريخي الطليعي في مسيرة الانسانية نحو التحرر والتقدم والتطور والتحضر.ولكن القوى الاستعمارية الكبرى المهيمنة على العالم تتعمد وبإصرار تعبئة كل قوى الشر في الأرض خَلفَها للتصدي لثورتِنا وإيقافِ نهضتِنا الوطنية والقومية والإنسانية ، فكلما نهضنا وظهرت في أمتنا مراكز وقواعد تقدم علمي وحضاري تعرضت للتخريب والتدمير وَوضَعتْ أماَمها عشرات التحديات المصطنعة والمفبركة.

لقد شهدت امتُنا العربية مسلسلا مترابطا ومستمرا لإجهاض نهضتنا الحديثة وتمثل ذلك في عدة خططُ نُفذت منها أجهاض وحدة سوريا ومصر عام ( ١٩٦١ ) والتي كانتْ الأمل الأكبر والأعظم للأمة العربية في ذلك الوقت نحو تحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية ثم تسخير النظام العربي الفاسد ودفعه لاضطهاد القوى الوطنية والقومية التحررية ثم الإجهازعلى تجربة القائد العربي جمال عبد الناصر ثم ضرب البعث في سوريا بردة ( ٢٣ شباط ) المشؤومة ومحاصرة المقاومة الفلسطينية واضعافها ومنعها من التصدي للكيان الصهيوني بالسلاح، ثم بداية التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض العروبة عام ( ١٩٧٧ ) وتنصيب نظام الملالي الصفوي في ايران عام ١٩٧٩ ليكون الخنجر الفتاك الغادر في خاصرة الامة العربية ثم تتويج تلك التحديات المتسلسلة والمتلاحقة بفرض الحصار الجائر الظالم على العراق قاعدة الأمة المحررة ثم غزوه وتسليمه لإيران الصفوية لتحقيق المزيد من التخريب والتدمير والتفتيت ولمزيدٍ من الخمئنة والفرسنة ثم غزو سوريا واليمن وليبيا وبشتى الوسائل والطرق والسيطرةُ المحكمة على لبنان من قبل ايران الصفوية.

ايها الرفاق المناضلون يا ابناء امتنا العربية المجيدة
كلُ تلكَ المؤامرات والتحديات والمواجهات كانت مصممة لإيقاف واجهاض اي نهوض عربي تقدمي تحرري حضاري انساني ينهي حالة التخلف والتشرذم ويمهد لقيام كيان عربي موحد وقوي في عالم لايرحم الضعفاء.

من هنا أيها الرفاق تفرضُ علينا ضَرورات المرحلة وخطورتها وتحدياتها المصيرية ونحن في العراق بفضل الله وبأصالة شعبنا وعمقه التاريخي والحضاري نخوض معركة الأمة كلها علينا أن نُعيدَ التذكير بمسارات الخلاص الوطني والقومي فنقولُ ان البعث العربي الاشتراكي لم يكن ظُهورَهُ حاجةً سياسية مرحلية كغالبية الأحزاب السياسية التقليدية التي كانت ولا زالت تَظهرُ مَرحليا ثم تختفي، أما حزبنا فقد كان وسيبقى حزباً رسالياً خالداً أبد الدهر لأن الرسالية تعني الديمومة ما دامت الامة العربية وتعني التطور والتجدد والانبعاث والنهوض الحضاري الإنساني الشامل والعميق للامة وحسب متغيرات البيئة الوطنية والقومية والدولية، وهكذا يبقى البعث الرسالي ملبياً لتطلعات الأمة بكلِ عُمقِها وشمولِها وفق ضرورات ومتغيرات العصر ولذلك يجب على الحزب الثوري الرسالي ان يضع استراتيجيات لمراحل مُتعددة وفي جَميعِ الميادين للتنفيذ وانجاز المهام الملحة وفقاً لعقيدته ومبادئه وأهدافه وان يضع استراتيجية عامة بعيدة المدى تحدد الخطط المرحلية المطلوبة ما دام الصراع بهذا المستوى من التعقيد والخطورة ولا يتحمل الهبات والمواقف الانية المجتزئة ، ولهذه الحقيقة فأن بعث الأمة الرسالي الحضاري الإنساني اليوم يناضل ويكافح ويجاهد ويقدم التضحيات السخية ليس من أجل استبدال نظام بنظام ، وليس من أجل الترقيع والتلميع لأنظمة بالية أكل عليها الدهر وشرب ، بل من أجل التغيير الشامل والعميق لواقع فاسد ومتخلف ومريض وأمراضه مزمنة وصولا إلى إقامة حياة سليمة ومتجددة وناهضة نحو التطور والتقدم والازدهار ، فالبعث ووفقا لما تقدم ووفقاً لعقيدته حدد هدفه الأساس الرئيس وهو انبعاث الأمة من رقادها وسباتها الطويل و المخيف والقاتل الذي تعج فيه الأمراض والفساد والتخلف والتفتت والعمالة والخيانة والتسليم المطلق المذل المهين للأجنبي والاستسلام له ، وأعلموا أيها الرفاق ان أهداف البعث وطبيعته وسمته الثورية التحررية الرسالية هي التي حددت أعدائه وخصومه واصدقائه وحلفائه ومؤيديه ، فالأعداء والخصوم هم من يتضرر ويخشى ويخاف حد الرعب من تحقيق أهداف البعث الرسالية ، ومن استئناف الأمة العربية لدورها الحضاري الإنساني بين الأمم ، تلك الاهداف السامية التي حددها البعث بدقة وعن علم ووعي وحكمة ، وهي الوحدة العربية والحرية والاشتراكية ، ثالوث البعث المقدس ، ان اهدافَ البعث في وحدة الامة الشاملة من محيطها الى خليجها وحسب معطيات التطور الإنساني والبيئي والحضاري لمسيرة الانسانية ، ثم حرية الامة وتحررها واستقلالها ، وحرية ابنائها ، ثم نظام حياتها الشامل القائم على العلم والمعرفة وتجارب الامة وتجارب الامم الاخرى وكل ذلك كفيل بتسريع مسيرة الامة نحو استعادة دورها الحضاري الانساني بين الامم.

ايها الرفاق المناضلون
يا أبناء امتنا المجيدة
ان مثل هذه الاهداف العظيمة قطعا سَتُشكلُ تهديداً خطيراً للأنظمة الفاسدة والمتخلفة والمستغلة مثلما تشكل تحدياً خطيراً للقوى الاستعمارية العالمية والإقليمية والتي خططت وعملت بجد لنهب ثروات الامة العربية والاستيلاء والهيمنة على ارضها وموقعها الاستراتيجي المتميز بين الامم ، ولاستعباد شَعبِها وتغيير هوية وطنها ، وهكذا وجد الحزب نَفسَهُ منذُ تأسيسه الى اليوم في مواجهة شاملة مع قوى متعددة وقوية وظالمة وباغية متناقضة فيما بينها ولكن يجمعها الحقد الاعمى على امتنا وشعبنا و يجمعها الطمع في خيراتنا ، لقد اكتسب حزبنا أهم صفاته وسماته المتميزة بين حركات التحرر في الأمة عبر نضال شاق ومرير فأصبح اليوم قوة ثورية مناضلة صلبة الإرادة والتصميم ، مبدعة في الأداء سخية في العطاء لا تخضع ولا تهادن ولا تساوم ولا تنحني أمام الأعاصير ، قدمت قوافل من الشهداء على مذبح تحقيق أهداف الأمة ولذلك فأن جبهةَ الأعداء لا تقتصر على الامبريالية والاستعمار والانظمة الفاسدة العميلة فحسب بل هناك احزاب ومنظمات سياسية تحسب نفسها انها وطنية وقومية ولكنها ادركت بوقت مبكر ان البعث بعقيدته العربية الاصيلة المؤمنة وبمبادئهِ وبأهدافه الثلاث الوحدة العربية وحرية الامة وتحررها والطريق البعثي العربي الخاص لبناء الاشتراكية القائم على العلم والتجارب الوطنية والقومية والدولية وعلى معطيات واقع الامة ومجتمعها وما حصل من تطور هائل في حياة الامم والشعوب فَوجَدت هذه القوى الوطنية القومية والاسلامية في عناوينها العريضة وهي بعيدة كل البعد عن الدين والوطنية والقومية في حقيقتها وفي جوهرها فناصبت البعث العداء ووقفت الى جانب الغزاة في كل اقطار الامة وخاصةً في العراق.

ايها الرفاق المناضلون
يا ابناء امتنا العربية
ان البعث اليوم استناد الى عقيدته وفكره وتجاربه بسمينها وبغثها قد وضع حتى تفاصيل مَشروعِه القومي التقدمي النهضوي القابل للتطبيق فأنهى الشعارات الفارغة التي لا مضمون لها ولا تمس شيئا من الواقع ، واؤكد في هذه المناسبة العزيزة أيضاً ان البعث كعقيدة ومبادئ وأهداف وقيم ومثل ومنهج حياة شامل وعميق للأمة ليس محايداً بين الالحاد والإيمان وإنما هو مع الايمان، والدين عند البعث عموماً منذ سيدنا ادم عليه السلام هو رسالات العرب السماوية والدين الاسلامي الحنيف هو رسالة العرب الخاتمة لرسالات السماء والخالدة ابد الدهر.

ايها المناضلون
يا ابناء امتنا العربية المجيدة
بهذه العقيدة الايمانية الانسانية وبهذه المبادئ الكريمة وبهذه العزيمة والاصرار والهمة الايمانية حقق البعث للامة أول خطوة نحو وحدتها الشاملة الوحدة بين مصر وسوريا كانت تلك الخطوة المباركة تمثل أمل الأمة وجماهيرها فشكلت تلك الوحدة وذلك الانجاز القومي التاريخي بشرى بعهد جديد وهو بداية نهوض الأمة وانبعاثها الحضاري ولكن اعداء البعث والامة ردوا وبشكل سريع على اجهاض ذلك الانجاز التاريخي المجيد بحركة الانفصال في ٢٨ ايلول ( عام ١٩٦١ ) لكن بعثكم المجيد رد على الانفصال بقوة ففجر ثورة شباط ( عام ١٩٦٣ ) ضد الدكتاتورية الشعوبية في العراق وبعد شهر فقط من ثورة شباط رد البعث على نكبة الانفصال بثورة اذار المجيدة في سوريا فأرعب قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ، فَدُبرت الردات السوداء المقيتة وأولها ردة تشرين السوداء التي نفذها ناكر الجميل عبد السلام عارف ثم ردة شباط التي قادها حافظ الأسد والذي تبين فيما بعد أنه كان عميلاً ذليلاً للفرس الصفويين.

وبعد زمن قصير جداً على هذه الردات فجر البعث ثورة ١٧ - ٣٠ تموز المجيدة ولأن القيادة التي فجرت الثورة اكتسبت الخبرات من مسيرة ثورتي شباط وآذار بدأت بترسيخ أركان الثورة وقامَ البعثُ بثورةٍ شاملةٍ وعميقة لإعادة بناء العراق كقاعدة لنضال الامة ، وشرع البعث فوراً بإنهاء الاستغلال بمجموعة من القوانين على رأسها قانون الاصلاح الزراعي الجذري الذي فجر الثورة الزراعية التي يشهد على مستواها وانجازاتِها القاصي والداني والتي لا تزال شوامخها قائمة الى اليوم ولم يستطع الغزاة وعملائهم تدميرها وخاصة السدود العملاقة ومشاريع الري الكبرى والبزول الستراتيجية ، واصلاح الاراضي واستثمارها حتى صار الريف العراقي جاذباً لأهل المدن وهكذا أنهى وقضى على الآفات الاجتماعية الثلاث البطالة والفقر والامية ، ثم أشاد صرح التعليم المجاني والاجباري حتى صار يضاهي مستوى التعليم في أرقى دول العالم ، وحقق الطب المجاني وبنى الطرق الستراتيجية ، وفجر الثورة الصناعية الثقيلة والخفيفة ، المدنية والعسكرية ، وخاصة الصناعات الالكترونية الاكثر تطوراً وتعقيداً ، وبنى الجيش الوطني الذي تميز بالجمع بين العقائدية والمهنية ، وسلحه بأفضل الاسلحة والمعدات الحديثة وبأكثر العلوم والنظريات العسكرية المتطورة ، فلعب هذا الجيش العظيم دوراً تاريخياً ورائداً في حياة العراق والامة ، حيث حافظ على حرية البلد واستقلاله ونهوضه وصد أكبر وأخطر غزو للفرس على الامة في العصر الحديث ،

ايها الرفاق المناضلون
يا أبناء أمتنا المجيدة
إن في مقدمة ما أرعب قوى العدوان الامبريالية والاستعمار والصهيونية العالمية وكيانها الغاصب في فلسطين ومعهم ذيلهم الفرس المجوس هو قوة الجيش العراقي ومستوى ادائه وتضحياته ، ثم التطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتربوي والسياسي ، وكان من أهم عوامل ارعاب ورعب الامبريالية والاستعمار والكيان الصهيوني والفرس الصفويون هو التقدم العلمي والتكنولوجي الهائلين ، فتخرج من جامعات العراق ومعاهده ومراكز البحوث والدراسات ومن ارقى الجامعات في العالم آلاف العلماء والباحثين والمتخصصين وفي كل ميادين الحياة وخاصة في ميدان الصناعات العسكرية والصناعات المدنية الثقيلة ، فخلقت تلك النهضة انساناً جديداً في العراق مبدعاً وثائراً أمسك بناصية العلم والتقدم والتطور والبناء الحضاري ، وبعد أن أفشل العراق وجيشه العظيم وشعبه المجيد كل محاولات التصدي له بالنيابة قررت قوى العدوان والرذيلة غزوه مباشرة فاصطنعت قضية الكويت المؤلمة والمثيرة وغير المسبوقة وجعلتها منطلق القتل للمشروع الوطني العربي النهضوي الذي قام بنيانه الشامخ في العراق ، فحاصروا العراق حتى جردوه من جميع اسلحته المادية والمعنوية ثم ألحقوا الحصار بغزوٍ دولي وعربي تقوده امريكا وبريطانيا ، ثم حولوه الى غزو فارسي صفوي شامل وعميق وخطير جداً على العراق وهويته ومستقبل أجياله.وفي هذه المناسبة أؤكد وليعلم مناضلو البعث واصدقاء البعث وحلفاءه وأحرار الأمة وجماهيرها ان أسباب الغزو الحقيقية هي ليست اخطاء البعث وهفواته وإنما هي انجازاته الحضارية وانتصاراته التاريخية ، فلا تسمحوا لأحد في الكون أن يزوّر التاريخ ويقول ان سبب الغزو هو اخطاء البعث ، فأخطاء البعث رغم انها مؤلمة وما كان لقيادة البعث ان ترتكبها ولكنها لا تساوي نقطة في بحر انجازاته وانتصاراته ، واعلموا ايها الرفاق ويا جماهير امتنا العربية ان كل الذي تحقق في العراق من تطور وتقدم في كافة نواحي الحياة وكل ما تحقق من انتصارات وطنية وقومية ما كان له ان يتحقق ابداً لولا البعث وقيادته التاريخية الباسلة التي اعتمدت التخطيط بعيد المدى المرتكز على عقيدته الوطنية القومية الانسانية واستراتيجيته بعيدة المدى ، القائمة على أساس ان الامة العربية امة واحدة ذات رسالة خالدة ، شعبها واحد ووطنها واحد ، وارثها وتاريخها واحد ، ولغتها وثقافتها واحدة ، وعقيدتها في الحياة واحدة هي عقيدة رسالتها الخالدة ،وامنها وامن وطنها وامن شعبها واحد لا يمكن تجزئته ، وامالها وتطلعاتها واحدة ، واقتصادها واحد وثرواتها ملك لشعبها ، ولها دور مشهود ومفروض عليها في مسيرة التقدم والتطور والبناء الحضاري الانساني في الأرض وبناء على هذه الحقيقة حوصرت الامة من قوى الشر والظلام والرذيلة في كل الأرض منذ سقوط الدولة العباسية والى اليوم.

واستنادا لهذه الحقيقة كذلك مطلوب منا ايها الرفاق ان نضع صورة الأمة وحزبها الرسالي حزب البعث العربي الاشتراكي كعقيدة ومبادئ وأهداف وقيم ومثل أمام شعبنا على الدوام لكي لا يشوش العدو ولا يضلل ولا يزور على حقيقة الأمة وحزبها ورسالتها الخالدة بما ينفث من سموم ، ويدق ويقرع من طبول لكي يشيطن الأمة وبعثها.

يا رفاق العقيدة والسلاح والدرب الطويل
هكذا كان البعث قبل الغزو وهكذا كان البعث قبل الثورة والحكم مناضلاً عنيداً وجسوراً ثابتاً في ميادين النضال والكفاح ، مبدعاً في ادائه وسخياً في عطائه على طريق تحرير الامة وتوحيدها وبناء مستقبلها واقامة مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد.

اما بعد الغزو والاحتلال فقد صَنَع حزبُنا حزبُ الرسالة تاريخاً جديداً مجيداً للامة وأدى دوراً جهادياً وبطولياً لم تشهده الأمة العربية منذ عصر الرسالة الأول ، فالبعث بعد الاحتلال كان ولا يزال معجزة الأمة العربية في قدرتها على البقاء والثبات والنهوض والعطاء والتجدد والانبعاث مهما جار عليها الزمن ومهما تكالب الاعداء.

ايها الرفاق المناضلون في حزبنا
ايها الاصدقاء والحلفاء
يا جماهير امتنا العربية
اعلموا ان البعث العربي الاشتراكي بقيادته الباسلة وبجيشه العظيم لم يسلم ولم يستسلم للغزاة ولم يُلقِ السلاح في معركة التصدي للغزو والعدوان وانما انتقل من الحرب الرسمية الى حرب التحرير الشعبية فوراً وبدأت عمليات المقاومة النوعية منذ اليوم الاول لاحتلال بغداد وتصاعدت بشكل سريع ، وهب شعب العراق العظيم وقواه الوطنية والقومية والاسلامية الى حمل السلاح والالتحاق بالمقاومة فرادى وجماعات ، وبدأت بتشكيل الفصائل والجيوش والكتائب حتى وصل عددها الى اكثر من مئة فصيل وصار العدو الغازي يُضرب حيث يتواجد على ارض العراق من اقصى جنوبه الى اقصى شماله وانتشر جيش العراق المجيد على جميع هذه الفصائل يدرب ويخطط ويقود حتى وصلت عمليات المقاومة الى اكثر من خمسمئة عملية في اليوم واعترف بوش ، اقول للتاريخ لكي لا يزور لقد قاتلت الى جانب البعث وجيشه وقواته المسلحة الكثير من الفصائل وخاصة الاسلامية وكانت تحظى بدعم مادي ومعنوي وسياسي واعلامي وحتى أمني من جهات دولية وعربية عدة الا البعث ومقاومته وقواته المسلحة كانوا موضوعين ولا يزالون تحت الاجتثاث والحصار من جميع القوى التي اشتركت في غزو العراق واحتلاله او معاونة الغزاة عراقية وعربية ودولية ولم يحظى البعث بأي دعم ولا مساعدة ولا تأييد ولا مهادنة الا من شعب العراق العظيم الذي فاض على الحزب ومقاومته وقواته المسلحة باكثر ما تجود به النفس البشرية ، الكثير من المواطنين باعوا منازلَهم ومزارعَهم وقدموها الى جيش رجال الطريقة النقشبندية ولذلك كانت مقاومة البعث معجزة من معجزات العصر ، ان مقاومة البعث كانت ولا زالت متفردة في تاريخ الشعوب ليس لها مثيل على الاطلاق كل حركات التحرر في العالم وكل حروب التحرير في العالم كانت تتميز بأمور أساسية لا يمكن لأي مقاومة ان تظهر على الارض بدونها ، وهي العامل الاول ان مقاتليها غير معروفين لدى الغزاة المستعمرين وعملائهم تبدء الحرب بعدد من المقاتلين لا يتجاوز عدد أصابع اليد او اكثر بقليل في اغلب الأحوال ثم تنمو وتكثر ، العامل الثاني تحظى بدعم دولي واقليمي مالي وسياسي واعلامي وامني واقتصادي واسع وتسليح وتدريب وتجهيز لكل متطلبات الحرب الشعبية كما حصل للجزائر وفيتنام وافغانستان وحتى المقاومة الفلسطينية ، العامل الثالث الارض وطوبغرافيتها المساعد على الحركة في الظهور والاختفاء.

لا تمتلك مقاومة البعث اي من هذه المرتكزات بل قاتلت وانتصرت في بحر خضم من الاعداء وفي ارض مكشوفة ومواجهة مباشرة وبمقاتلين معروفين وقيادات معروفة حتى كان لها أعداء ممن كان يقاتل الغزاة الى جانبها ، وقد حوصرت مقاومتنا حصارا شديد من قبل كل القوى الرسمية العراقية والعربية والدولية وبدون استثناء اي جهة منها ، لكنها ورغم كل تلك المعوقات والمصاعب الكبيرة حطمت جيوش الغزاة بأيمانها بالله والوطن وبثباتها وبتضحياتها السخية قدم البعث اكثر من ١٦٥ الف شهيد مدني وعسكري على مذبح الانتصار التاريخي على جيوش الغزاة.لقد قرر بوش الصغير كما قال عام ( ٢٠٠٦ ) الانسحاب هرباً من العراق فانقذتهم الصحوات حتى عام الهروب المخزي في زمن اوباما ونكاية في شعب العراق ومقاومته وجيشه سلمت الادارة الامريكية المهزومة العراق لايران الفارسية الصفوية لكي تستمر بتنفيذ مشروعهم بتدمير العراق وتجريده من كل اسلحته المادية والمعنوية وتدمير كل عوامل حياته الانسانية ، فمسيرة البعث بعد الغزو والاحتلال لا تقارن بحروب التحرير في العالم ولا تقارن بمسيرة الحزب قبل الاحتلال وقبل ثورته وحكمه وانما تفردت في تاريخ البشرية ولم يتقدم عليها الا مسيرة جيل وحزب الرسالة الاول ، لقد بلغت الخسائر الامريكية المعلن عنها من منظمات ومراكز بحوث ومعلومات امريكية رسمية في عدد القتلى ٧٥ الف قتيل من الجيش والقوات التي رافقت الجيش واكثر من مليون معوق جسدياً ونفسياً ، وفي الجانب المالي طبقاً للخبراء الاقتصاديين الامريكيين ٣ ترليون دولار ، اما ترامب فقد اعلن رسمياً ان خسائر امريكا في العراق بلغت ٧ ترليون دولار وقد وصل الاقتصاد الامريكي الى حافة الانهيار ، هذه هي المقاومة العراقية المعجزة.لقد اعلن بوش رسمياً في بداية الغزو ان قواته ستبقى في العراق نصف قرن على الاقل اذكر بهذا التصريح الرسمي لبوش الصغير لكي لا تسمحوا ايها المناضلون ايها المجاهدون يا ابناء العراق ويا ابناء العروبة لاحد من العملاء والخونة او من المضللين او من المتخاذلين ان يقول أن امريكا انسحبت من العراق ، امريكا هربت من العراق ولو لم تهرب في ذلك الوقت لانهارت من الداخل كما انهار الاتحاد السوفيتي ولتشظت وتفتت.

ايها المناضلون في حزبنا
يا جماهير امتنا العربية
هذا هو حزب البعث العربي الاشتراكي بعد الغزو والاحتلال ان من المآثر العظيمة لحزبنا ومقاومته وقواته المسلحة بعد غزو العراق واحتلاله كتبت لحزبنا وامتنا تاريخاً بأحرف من نور، انه انجاز تاريخي متفرد في تاريخ الأمم كلها ، اذ لم يسبق لا حاضراً ولا ماضياً في جميع الحروب الكونية وحروب التحرير الوطنية لشعب مثل شعبنا ولحزب مثل حزبنا ولجيش مثل جيشنا العظيم ان يفعلوا مثل ما فعل حزبنا وشعبنا وجيشنا ، لقد خضنا حرباً عالمية بكل معاني شمولها وعمقها وقوتها وعالميتها مع اقوى دول العالم واقوى الجيوش على الاطلاق ولم نستسلم ولم يتوقف القتال ومقاومة الغزو لا ساعة من الليل ولا ساعة من النهار ، في نفس اليوم الذي أُحتلت فيه بغداد التحم الجيش مع الحزب ومع الشعب لمواصلة القتال طبقا لقواعد حرب التحرير الشعبية فانطلق في اليوم الثاني لاحتلال بغداد الاف من المقاتلين ولم تمض الا اشهر معدودة حتى وصل عدد المقاتلين من الحزب والجيش وقوى الامن الوطني اكثر من ربع مليون مقاتل وكانت الجيوش الغازية تتلقى الضربات في كل مكان تتواجد عليه في ارض العراق.هذا هو حزب البعث وثوره وتجربته قبل الاحتلال و هذا هو حزب البعث بعد الاحتلال.تحت الاجتثاث وتحت الحصار والحظر ادى البعث دوره التاريخي الرسالي ولا يزال ثابت وراسخ في ارض العراق الطاهرة ولا زال شامخاً شموخ نخيل العراق يلاحق العملاء ليل نهار ، من ظله ومن اسمه ومن عنوانه ترتجف فرائسهم وكلما عثر احدهم او جفل صرخ بصوت عالي جاءنا البعث ويقول هذه العثرة والجفلة بسبب البعث.

يا ابناء شعبنا العراقي العظيم
ان كل الذي حصل لحزبنا وثورته وشعبنا من تضحيات بلغت ما يقارب الثلاثة ملايين بعد الغزو والاحتلال فَدُمرت كل معالم الحياة في العراق كالخدمات الاساسية وهي الدواء والصحة والكهرباء والماء والنقل والغذاء مثلما دمرت الزراعة والصناعة ولوثت وسممت البيئة ووضع العراق على طريق التقسيم الطائفي والتفتيت وكل ذلك تم بغطاء ومعاونة مباشرة من امريكا وبعض خونة النظام العربي انتقاما من وقوف البعث وجيشه وشعبه ضد اطماع الامبريالية والاستعمار والصهيونية في أمتنا ، وبسبب ما حققه البعث من انجازات عظيمة على طريق التقدم والتطور والنهوض الحضاري وما انجزه من انتصارات تاريخية دفاعاً عن الامة ومصالحها العليا فهو الذي تصدى لأخطر غزو فارسي عنصري طائفي بغيض على الأمة وقدم في هذه المعركة مئات الالاف من الشهداء لكي تبقى بوابة الأمة الشرقية متينة ورصينة وأمينة ، اما اليوم فنقول لشعبنا العراقي العظيم وأمتنا ان العملية السياسية التي صنعها الغزاة لكي تكون لهم الأداة القذرة المسمومة التي تنفذ مشروع الغزاة في تدمير العراق وتفتيته طائفياً وعرقياً وتُنهي دوره التاريخي الانساني في الامة وفي العالم خسأوا وخسئ عملائهم عناوين العملية السياسية البغيضة لقد ارتكبوا بحق شعبنا ووطننا جرائم لم يسبقهم لمثلها في تاريخ الانسانية أحد ، قتلوا ثلاثة ملايين عراقي وشردوا الملايين دمروا كل معالم الحياة في العراق الاف المصانع التي بناها البعث فككوها ونقلوها الى ايران دمروا الاف المشاريع الزراعية التي انشأها البعث اضعفوا النسيج الاجتماعي والقيم والمثل التي كان يقوم عليها المجتمع ، اشاعوا في المجتمع كل الموبقات والرذائل حتى لم يبقوا للانسان العراقي الا الركوع والخنوع والموت او الثورة العارمة بوجوههم الكالحة ، فثار شعبنا العظيم في بغداد والانبار وصلاح الدين ونينوى والتأميم وديالى وقمع بوحشية وخسة من قبل الحرس الثوري والميليشيات الصفوية التي هجمت على ساحات الاعتصام وخاصة اعتصام الحويجة وارتكبت تلك المجزرة الرهيبة واغلب القتلة كانوا وحسب شهود عيان لا يعرفون التحدث باللغة العربية ، وتواصلت الانتفاضات الشعبية والثورات حتى نضجت وتكاملت شروط الثورة الشعبية المباركة والشاملة فانطلقت في بغداد وفي مدن الفرات الاوسط والجنوب في ( ١١٠ تشرين الاول ٢٠١٩ ) لتعبر عن اصالة شعبنا العراقي العظيم وعمقه التاريخي الحضاري المجيد وعن مبادئه وقيمه ومثله الكريمة ولكي يعيد هذا الشعب العظيم امجاد ذي قار والقادسية وميسان والأبلة والمثنى وخالد وابوعبيدة الثقفي وعتبة ابن غزوان وعياض ابن غنم ثم كربلاء الحسين ونجف الامام علي عليه السلام لكي يقول شعب كربلاء والنجف لخونة الوطن والامة ولعملاء ايران وامريكا ( هيهات منا الذلة )
ان ثورة الشعب بشيبه وشبابه بنسائه ورجاله في الجنوب والفرات الاوسط اعادت الى شعب العراق عزه ومجده وزهوه واظهرت حقيقتهُ وعبرت عن ارادته التي لا تلين ووضعت تحت أقدامها كل التقاليد والمشاريع والقوانين والأنظمة التي جاء بها الاحتلال لتدمير العراق فرفعوا شعارهم التاريخي المبدئي والاستراتيجي ( ايران بره بره كربلاء تبقى حرة وبغداد تبقى حرة والبصرة تبقى حرة والنجف تبقى حرة ) هذا هو شعار الثورة لا هيمنة ولا سيطرة ولا استعمار ولا عملاء وخونة ولا فاسدين ومفسدين على أرض العراق هذا هدف العراق وشعبه ومقاومته وانتفاضته ، هدف عقائدي ومبدئي واستراتيجي واخلاقي سيتحقق حتما بعون الله وقوته وبإرادة الشعب وهمته عاجلاً ام اجلاً ويذهب الخونة والعملاء الى مزابل التاريخ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.

أيها المناضلون الاحرار في امتنا
هكذا تحققت مرة أخرى احدى اهم ثوابت النضال وهي التي عبر عنها الشاعر العربي بقوله اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ، واقول في هذه المناسبة الجليلة كل الخزي والعار لانسانية حكام الغرب ان كان عندهم ذرة إنسانية وديمقراطيتهم وحضارتهم الساكتين والصامتين على ما يجري في العراق ومدلسين على قيمهم ومبادئهم ودساتيرهم وقوانينهم وهم يتفرجون على ثورة شعبية عارمة سلمية تطالب بأبسط حقوقها وهي الحرية والاستقلال ولقمة العيش الرغيد وقدمت الثورة اكثر من سبعمائة شهيد واكثر من خمسة وثلاثون الف جريح ومئات المخطوفين والموقوفين ولم يتحرك ضمير الغرب ولم تتحرك انسانيته فيقول كلمة الحق ويقف بقوة الى جانب ثورة الشعب السلمية ويقدم لها الدعم الذي تفرضه عليه مبادئه وقيمه ودساتيره وقوانينه وعهوده ومواثيقه ،تباً لكل القوى العربية والدولية الرسمية التي اعطت ظهرها لأعظم ثورة شعبية سلمية في التاريخ ، ان هذا الموقف الدولي والعربي المشين والمخزي من ثورة شعب العراق يؤكد بشكل قاطع التأثير الامريكي والصهيوني الهائل على العالم برمته الكبار فيه والصغار والا يحق لنا ان نتسائل اين الصين وروسيا واين دول العالم الاسلامي واين الامم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية مما يجري في العراق ؟ ! ! !.

ايها المناضلون يا جماهير امتنا
ان ما حصل للعراق هو جزء لا يتجزء من المؤامرة الدولية الكبرى على الامة العربية بل هو الخطوة الاولى لتدمير الامة وتفتيتها فانظروا ما حصل للامة بعد احتلال العراق وتدميره تمدد وامتد الغزو الفارسي للعراق ليشمل سوريا واليمن ولبنان ووضع منطقة الخليج العربي برمتها تحت التهديد المباشر بغزوها وامتدت يده الاثمة الى مصر والجزائر والمغرب وتونس لولا شعبنا العربي في مغرب الوطن ويقظة حكامه وقادته ، وبسبب هذا التغول الفارسي واحتلال اربعة اقطار عربية وتهديد اهم منطقة في وطننا العربي منطقة الخليج العربي انهار النظام العربي الرسمي برمته واستسلم لقوى الامبريالية والاستعمار وتخلى عن اهم واعز مقدسات الامة ومصالحها العليا تخلى عن فلسطين قضية الامة المركزية تخلى عن العراق قضية الامة المركزية تخلى عن سوريا واليمن وليبيا والصومال والاحواز كلها قضايا مركزية قطرياً ثم قومياً ومع كل هذا الذي حصل للامة فأننا نقول للغزاة المستعمرين واذنابهم وعملائهم ونقول باسم الشعب لكل المتخاذلين والمهزومين والمستيئسين ، ان شعبَ العراق العظيم لن يستسلم ولن يُقهر ولن يتراجع عن ثورته منذ اليوم الاول للغزو والاحتلال فهي ثورة مستمره شعبية عارمة مسلحة عند الحاجة الملحة لاستخدام السلاح ، وسلمية حضارية إنسانية عندما تجد عدم الحاجة الى السلاح ، وسوف تمضي الثورة حتى النصر وتحرير العراق من الاحتلال الفارسي الصفوي البغيض وعلى الاخوة القادة العرب ان يعوا خطورة احتلال ايران للعراق فان استمكنت ايران من العراق واستقرت ستفتح ابواب الوطن العربي امامها وسوف لن تستثني احداً من حكامه وسيخسر الجميع ويندم الجميع حين لا ينفع الندم.ان ثورة الشعب العراقي العظيم التي امتدت اكثر من ستة عشر عاماً هي اليوم في قمة أوارها ولهيبها وعنفوانها وادائها وتضحياتها فهي فرصة تاريخية للعرب حكاما ومحكومين احزاب ومنظمات وجماهير لدعم الثورة بكل وسائل الدعم لتحرير العراق وطرد ايران وانهاء تغولها واحتلالها لبعض الاقطار العربية وتهديدها لمناطق من وطننا وخاصة الخليج العربي ودوله.

يا أبناء امتنا العربية
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
ان حزبنا كما كان على امتداد تاريخه وسيبقى يقف بقوة وبكل امكاناته مع شعبنا الفلسطيني ومقاومته وقيادته للتصدي لصفقة القرن ودحر المؤامرة الكبرى على فلسطين وندين بشدة مؤامرة القرن على الامة وعلى فلسطين ومن يقف خلفها ويصفق لها ،كما وان البعث ومقاومته يقف الى جانب شعبنا العربي السوري ومقاومته لتحرير سوريا من الاحتلال الفارسي والروسي والامريكي ويقف الى جانب شعبنا اليمني وجيشه ومقاومته وقيادته الشرعية بقوة وندين الصمت الدولي على كل ما تفعله ايران وعملائها في اليمن ، نقف بقوة الى جانب شعبنا في ليبيا وجيشه الوطني ونشجب وندين كل التدخلات الخارجية.نقف بقوة الى جانب شعبنا العربي بالاحواز وندين الصمت العربي والدولي على ما يفعله المستعمر الفارسي في شعبنا في الاحواز.نحي نضال شعبنا في لبنان والصومال وارتيريا والاحواز نحي صمود شعبنا اليمني وقيادته البطلة امام الاستعمار الفارسي وعملائه واذنابه نحي شعبنا في اقطار الامة ونستصرخه للنهوض والتصدي لاعداء الامة من الغزاة والمستعمرين على كل شبر من وطننا العربي

نحي شعبنا السوداني المجيد ونحي جيشه وقواه الوطنية والقومية والإسلامية نحي ثورتهم ونبارك لهم انتصارهم التاريخي العظيم نحي شعبنا الجزائري ونحي ثورته ونحي قواه الوطنية والقومية والاسلامية التي ساهمت في طرد النظام الفاسد المتخلف.

ايها المناضلون في وطننا الكبير
يا جماهير امتنا
ايها الاخوة القادة العرب
ان الحَل الامثَل لإيقاف تدهور الامة وتراجعها امام الهجمة الدولية الشرسة التي تقودها ايران الصفوية وبغطاء ودعم امريكي اوربي هو بان يتداعى الاخوة القادة العرب وان يكونوا متجردين من الضغائن والاحقاد والحساسيات واضعين امام اعينهم مصالح الامة المهدد وجودها ووجودهم وان يتناسوا ويتجاوزا كل الخلافات الجانبية وخاصة دول الخليج العربي المستهدفة مباشرة من ايران وينهوا خلافاتهم ويُعيدوا علاقة الاخوة والجيرة بينهم ويضعوا مع اخوانهم العرب الخطط اللازمة للحفاظ على منطقة الخليج العربي ودوله وفي المغرب العربي قد ان الاوان لإنهاء الخلاف والتقاطع بين الجزائر والمغرب وهما القطران الاساسيان في مغرب الوطن ولا يستغني مشرق الوطن عن دورهما في مسيرة الامة نحو الاستقلال والتحرر والتقدم.

ايها المناضلون العرب
يا جماهير امتنا العربية
ايها القادة العرب
اقول كلمة الحق المبين عسى ان تكون شاهدة عليكم في الدنيا والاخرة ان ايران ماضية في قضم العراق شبراً شبراً وقرية قرية ولقد ذهبت الى مدى بعيد في خمئنت وفرسنت شعب العراق وذلك لتعميم مذهب الولي الفقيه الفارسي وبمزيد من التغيير الديمغرافي او دين الولي الفقيه الفارسي لقد ادخلت اكثر من ستة ملايين صفوي الى العراق واعطتهم الجنسية العراقية وهي ماضية في هذا المشروع الخطير بقوة ، واعلموا يا ابناء العروبة حكام ومحكومين ان استحوذت ايران وتمكنت من العراق وطبقت فيه دستورها سوف تكون منطقة الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في مهب الريح امام الغزو الفارسي وسوف تقف امريكا والغرب عند مصالحهم الاستراتيجية ان وفرتها لهم ايران وستوفرها قطعاً ، واعلموا ان اكتساح الامة من قبل الفرس وتدميرها وتفتيتها هو هدف استراتيجي مشترك بين امريكا وحلفائها والفرس وحلفائهم ، لايتوهم أحد من أبناء أمتنا فيظن ان امريكا سترد الفرس وان اوروبا ستقف في وجه الفرس ، لا يقف في وجه الفرس الا ابناء الامة بوحدتهم وباستعدادهم وباستثمار قوى الامة المادية والمعنوية سيتحطم المشروع الفارسي الصفوي في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان وستتحطم كل المشاريع الاستعمارية في وطننا ، وفي هذه المناسبة ندعوا قوى التحرر في أمتنا الى التداعي فوراً لاقامة جبهة الكفاح والنضال لايقاف التدهور الذي يحصل للامة وللتصدي لقوى البغي والعدوان على كل شبر من ارض وطننا الكبير.

واعلموا ان الذي يجري اليوم في امتنا العربية مخيف ومرعب لم تشهده الامة منذ قرون عديدة فهذه سوريا العروبة والتاريخ والحضارة تجري فيها عمليات تدمير ممنهج هدمت ودمرت مدن بكاملها وهجر اكثر من خمسة عشر مليون من اهلها وقطعت ارزاقهم ومصادر حياتهم قتل اكثر من ثمنمائة الف من اهلها وتحولت الانتفاضة الشعبية الوطنية السلمية الحضارية الى صراعات طائفية وعرقية واقليمية ودولية الحقت بسوريا وشعبها افدح الخسائر ، اننا في البعث نؤكد مرة أخرى باننا ندين بقوة جميع القوى التي تدخلت في سوريا والحقت بها هذا الدمار الهائل وفي مقدمة القوى الغازية ايران وروسيا وامريكا وتركيا ونؤكد ونكرر دعوتنا لايقاف القتال والذهاب الى الحل السياسي السلمي الذي يضمن تحقيق اهداف الثورة في تحرير سوريا وصيانة وحدتها الوطنية واعادة دورها القومي الطليعي في مسيرة الامة.

اما اليمن فاننا نرى فيه بعد العراق حجم ونوع الخطر الفارسي الصفوي على الامة وكيف تسللت اليه ايران ونشبت مخالبها في خاصرته ودمرت كل معالم الحياة فيه وبغطاء دولي وتدليس عربي للاسف ، لذلك فاننا نؤكد مرة أخرى وقوفنا الى جانب شعبنا اليمني وقيادته الشرعية وندعم كل جهد وجهادٍ عربي او دولي يهدف الى تحرير اليمن واعادة الشرعية اليه ويعيده الى دوره في مسيرة الامة التحررية.

واما ليبيا فهي المثل الصارخ على ما يفعله اعداء الامة بها فبعد الغزو الاطلسي لليبيا واسقاط نظامها الوطني ادخلوا فيها كل قوى الارهاب الظلامية فقسمت ليبيا الى مقاطعات وكانتونات وعشائر وقبائل واقاليم ومدن عاثت فيها قوى الارهاب والظلام فساداً وتدميراً ، ان القوى الدولية التي احتلت ليبيا مصرة على اعادة الاستعمار اليها لنهب ثرواتها واستعباد شعبها فتقوم هذه القوى بمنع السلاح عن الجيش الوطني وتمرير مختلف الاسلحة الى الميليشيات الارهابية سرا كما تفعل بعض الدول وعلناً كما تفعل تركيا.أما شعبنا في الجزائر فقد أنتفض بكافة فئاته الشعبية ضد الفساد والاستبداد فأسقط النظام الفاسد وسجل مأثرة تاريخية أضيفت الى تاريخه النضالي المجيد فتحية لحزبنا في الجزائر ولجماهير الانتفاضة ولشعبنا الجزائري الذي اعاد الجزائر الى مسيرتها الوطنية والقومية التحررية.

أما شعبنا في لبنان قد فجر انتفاضة وطنية ليس ضد الفساد فقط والافقار المنظم بل انها في المقام الاول انتفاضة وطنية ضد إلحاق لبنان برباط التبعية المقيتة لايران وحكم الولي الفقيه.

انها قامت على هدف اسقاط حكم الاقطاع الطائفي وهي من جهة ثانية انتفاضة تحرر وطني حقيقية ضد الهيمنة الفارسية على لبنان.فأننا نحيي شعبنا العربي في لبنان ونحيي انتفاضته الشجاعة الباسلة ونححي حزبنا ومناضليه ونحيي دوره في انتفاضة الشعب اللبناني المجيد.

وفي الختام أقول لشباب الامة الواعي المتحفز الناهض وأقول لجماهير الامة إن المؤامرة الكبرى على الامة العربية هدفها الاساس إلغاء هويتها ومسخ عقيدتها وتزوير تاريخها وفصلها عن تراثها وماضيها المجيد ، ثم قلعها من جذورها العميقة لكي تجف وتتيبس وينتهي دورها الحضاري الانساني في الحياة الى الأبد ، خسئوا وباءوا بغضب من الله ولعنهم الله ولعنهم اللاعنون ، نسوا وتناسوا ان الامة العربية محفوظة بحفظ الله القوي العزيز الذي وهبها سبحانه من الصفات والسمات والمميزات ما يجعلها قادرة على الانبعاث والتجدد والنهوض والتقدم وما يجعلها محصنةً بعقيدتها وبكتابها الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبمبادئها وبمنظومة اخلاقها وقيمها ومُثلها من كل امراض العصر والعصرنة والعولمة.فليحذر اعداء الامة وعملائهم واذنابهم أشد الحذر فأن أمتنا عصية على الاعداء بما تملك من القدرات والامكانات المادية والمعنوية وما تملك من رجال ونساء وما تملك من عمق تاريخي وحضاري وقيمي ومن اكثر تجليات الامة في ثباتها وفي حصانتها وفي تصديها لأعدائها هي في ولادة حزبها الرسالي حزب البعث العربي الاشتراكي ، فأن البعث عبر مسيرته الطويلة التي مضى عليها ثلاث وسبعون عام قد حقق انتصارات فكرية وعقائدية وثقافية وتربوية هائلة ومخيفة ثقيلة على اعداء الامة و أعداء عقيدتها ومبادئها ، فهو الوحيد في الامة من ربط ربطاً عضوياً بين وحدة الامة وحريتها وعدالتها الاجتماعية أي ربط بين الاشتراكية والقومية وأكد على حقيقة ان الاشتراكية يجب ان تكتسب سماتها ومعالمها وحيويتها وتراثها من ظروف الامة الزمانية والمكانية ومن بيئتها الوطنية والقومية الخاصة وليس من منطلق أممي يغيب خصائص وسمات وتقاليد واعراف الامة وشعبها ، وقد اثبتت الاشتراكية الاممية فشلها المريع.ان اشتراكية البعث قومية عربية مؤمنة ان عقيدة البعث مرجعيتها عقيدة الامة العربية وفكر البعث هو فكر الامة المتجذر والمطبوع والمولود من عقيدتها وفكرها ومبادئها وقيمها وتراثها وهو منفتح على فكر الامم كما هي اشتراكيتنا منفتحة على تجارب العالم بكل انواعها واشكالها وألوانها تأخذ من تجارب الامم ما يتلائم مع عقيدتها ومبادئها وقيمها وترفض كل ما يتقاطع مع عقيدتها وفكرها وقيمها ومبادئها وتقاليدها واعرافها وبيئتها.وليحذر الذين يحاولون جر الامة الى الحاقها بركب العولمة وسلخها عن بيئتها وعقيدتها ومبادئها وقيمها ومثلها وتاريخها وحضارتها وخصائصها الخاصة.

تحية وتقدير واعتزاز واجلال لروح القائد المؤسس والى كل من قضى نحبه وهو على العقيدة وعلى الدرب ولم يغير ولم يبدل مات شهيداً أو مات مجاهداً أو مناضلاً.تحية اعتزاز وتقدير لارواح الرفاق القادة أبو هيثم وأبو عدي وأبو هدى تحية للابطال الرابضين في سجون الغزاة وعملائهم ، تحية للمرابطين على ارض العراق يواجهون قوى الغزو والاحتلال وقوى الخيانة والعمالة تحية لثوار العراق رجاله ونسائه شيبه وشبابه والى النصر الموزر بإذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





السبت ١٨ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة