شبكة ذي قار
عـاجـل










يصادف ١٧ / نيسان / ٢٠٢٠ ، ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين والعرب الشرفاء ، أَلا وهي ملحمة تحرير مدينة الفاو فى أروع وأعظم معركة فى التاريخ الحديث كما سميت بعملية ( رمضان مبارك ) لانها صادفت في الاول من رمضان لعام ١٩٨٨، وببركة شهر رمضان المبارك توكل الرفيق الشهيد ورفاقه والقادة العسكرين الميامين بوضع خطة محكمة لاستعادة الفاو وتحريرها مِنْ رجس المحتلين الفرس المجوس ، وباشراف مباشر مِنْ لدن الرفيق الشهيد صدام حسين ورفاقه المناضلين والقادة العسكرين الميامين ، وبدأت عملية رمضان مبارك مساء يوم ١٦ / نيسان / ١٩٨٨ بهمة عالية وايمان عميق مِنْ قبل المقاتلين الاشاوس ، وبعد مرور ٣٥ ساعة على المعركة التي يوصف الخبراء العسكريين بمعجزة عسكرية ، وفى اليوم الثاني أي ١٧ / نيسان / ١٩٨٨ رفع العراق وَمَنْ خلفه العرب برمتهم اعلامهم عاليا إِيذاناً بأنتصار العراق العربي على العدو الفارسي الصفوي المجوسي ، وهذه الهزيمة الكبرى تعتبر مفتاح لبقية المعارك التي تلتها وامتدت لاربعة اشهر وفى النهاية أقرت إيران الهزيمة مِنْ دون تردد بِإعلان ( الخميني ) آنذاك عَنْ قبول وقف إطلاق النار فى الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت فى عام ١٩٨٠ وبقيت نارها ثماني سنوات ، واعترف الخميني حينها بتجرع السم حين قبل بوقف إطلاق النار ، بعد الهزائم التي ألحقها الجيش العراقي بالقوات الايرانية خصوصاً معركة اعادة السيادة لمدينة الفاو ، مدينة الفداء وبوابة النصر االعظيم.

إِنَّ عملية ( رمضان مبارك ) وهو الاسم الذي أطلق على معركة الفاو والتي وصفها قادة ومخططون عسكريون عرباً وأجانب بِأنها – معركة بالغة الضخامة ونموذجية وتتميز بِأهميتها على جميع المستويات – وهي بحق أهم واكبر معركة عسكرية خاضها العرب فى تاريخهم الحديث ، ان الدراسة المعمقة للمعركة التي دارت رحاها يومي ١٦ - ١٧ نيسان ١٩٨٨ ، والتي خاضها مقاتلو العراق الشجعان فى قوات الحرس الجمهوري والفيلق السابع والقوات المتجحفلة معها وصقور القوة الجوية وطيران الجيش ومن ورائهم كل قطعات الجيش العراقي الباسل ، وباشراف المباشر مِنْ لدن الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه المناضلين وقادة الجيش الميامين ، تحت رؤية نابعة مِنْ إيمان عميق بقدرة الامة على استعادة أمجادها ، ستكشف انها كانت معجزة عسكرية وفق جميع السياقات والمقاييس.

فهي واحدة مِنْ أعظم المعارك فى التاريخ إذا ما أخذت بنظر الاعتبار حجم الاسلحة والافراد ومساحة أرض المعركة والخسائر البشرية وسرعة حسم المعركة بالنصر لرجال أمة العرب رجال العراق العظيم.

واليوم بعد مرور ٣٢ سنة على اعظم الملاحم البطولية وهي ذكرى ملحمة تحرير الفاو ، ليس لمجرد كونها تاريخاً لتضحيات كبيرة بذلت ، أو لانها محفورة فى ذاكرتنا الشخصية كأفراد تعايشنا مع تلك الاحداث عن بعد او قرب ، إنما للتذكير بها كشاهد للحاضر والمستقبل أيضاً ، وكما يبدو إِنَّ توقيت المعركة لم يكن فقط لِأغراض إِستراتيجية أو تكتيكية.

إِنَّ سبب ما دعاني أكتب عن تحرير مدينة الفاو ، يعود لِأكثر مِنْ سبب لكن أهمها إسقاط الحاضر وبِأثر رجعي للنيل مِنْ أثر تلك المعركة ، وهي محاولات أهدافها باتت معلومة وفجة مِنْ قِبَلْ دعاة المشروع الايراني الصفوي المجوسي وإِعلامهم الخائب أو مِنْ بعض الذين يتقصدون الانتقاص مِنْ الامة العربية ودولها التي وقفت مواقف مُشرفة مع العراق فى حربه الشريفة والعادلة ، بل واقول المقدسة نتيجة لِمهازل الاحتلال والدور الذي لعبته الطغمة الصفوية المجوسية الحاكمة فى إيرن وادواتها فى تدمير الشعب العراقي الابي والانتقام مِنْ هزيمتها المنكرة فى حرب الثمان سنوات وانهيارها الكلي أمام ضربات الجيش العراقي العظيم.

لذلك لملحمة الفاو طعم النهضة العربية والتلاحم العربي فى الملمات لدفع الاطماع التوسعية ، وهي مدرسة فى فن الصمود والقتال والتدريب والادارة ، بُذلت فيها جهود لتوفير مناخ وبيئة ومسرح مشابه لموقع العمليات فى مدينة الفاو.

إِنَّ بعض قادة وخبراء عسكريون مِنْ الاشقاء والاصدقاء نصحوا القيادة العراقية ان يتريثوا بشأن تحرير مدينة الفاو ، بوصفها النقطة الاصعب فى الجبهة العراقية الايرانية بِأسرها، وقد أختارتها جهة خارجية ، وعولت عليها كمقدمة لِإِسقاط النظام الوطني فى العراق ، بيد أَنَّ القيادة العراقية الحكيمة ، ارتأت ضرب المؤامرة في بؤرتها ، وقلب المعادلة لتكون معركة الفاو كمقدمة لهزيمة المخطط التوسعي.وبالفعل تلاحقت معارك النصر إِلى هزيمة شاملة وكان على القيادة الايرانية أن تستخلص منها الدروس والعبر ، وان تتجنب مأزق ومستنقع الذي وقع فيه اليوم ولا تستطيع الخروج منها بسهولة.

لذلك يجب على القيادة الايرانية الغشيمة أن تدرك إِنَّ العراق قيادة وشعباً يمتلك شحنة معنوية بما تمتلك مِنْ خصائص تكون لدى شعبها عبر العصور ، يفترض على ايران ان تكون على معرفة بها ، تجنبها الانزلاق لان تطيع شهواتها ورغبتها بالتوسع المساندة مِنْ جهات تناصب العراق والامة العربية العداء ، وإِنَّ هذا التورط سيحكم سياستها لعقود قادمة ، سوف تجد مِنْ الصعوبة الافلات مِنْ تبعاته ومستحقاته.

وقاد إِنغماس إِيران وصرف جهودها فى مجال الخارج ، إلى تجاهل حقائق ومعطيات داخلية كثيرة فى مقدمتها الاشكاليات الاجتماعية ، الاقتصادية ، وحقوق الشعوب الاخرى ضمن الجغرافية الايرانية.

ويجب على إيران أن تفهم جيداً إِنَّ إنتصار الارادة الوطنية التي ترجمتها العسكرية العراقية إلى فوز باهر ، إنما هو جوهر مادي يدخره الشعب العراقي ويضيفه إِلى خصائصه وتكوينه الوطني والنفسي.

المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية
عاش الجيش العراقي الباسل صانع الانتصارات والامجاد
ونبشر الشعب العراقي العظيم الابي الشجاع ، نصرك الكبير آت ، آت.





الجمعة ٢٤ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د.أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة