شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ المتغيرات الحقيقية يجريها الشعب وليس الاحتلال.
۞ الفساد والتحلل لا ينتج غير الفساد والتهتك.
۞ تدوير النفايات عملية مقبولة إيرانيا وأمريكياً.
۞ ما هو تحت الطاولة ، وما تحتها مكشوف تماماً أمام الشعب العراقي.

المرشح الجديد المرفوض شعبياً هو ( الكاظمي ) ، وإن ترشيحه تم عادة من خلال أروقة لا تنتج غير الوجوه المرهونة للاحتلالين الإيراني والأمريكي .. والمعادلة البائسة هي أن لا مرشح يمر إلا من خلال توافق الاحتلالين الإيراني والأمريكي ، على الرغم من أن كافة المنافذ والروافد إلى الأمن والاستقرار في العراق مسدودة بفعل التهديد الإيراني الميليشياوي المسلح ، فإن القبول الإيراني - الأمريكي بالحل الوسط أو بالأحرى مسك العصا من الوسط بشأن الحالة في العراق ، وهي طريقة توافقية كسابقاتها سلطوياً ، وهي حالة متوجسة خائفة ومرعوبة من الشعب تريد أن تعبر الركود الذي يسوده العفن والتفسخ .. ومع ذلك فإن حالة الحلحلة الراهنة والحديث عن ( مصير ) ميليشيات مسلحة تمثل الدولة الإيرانية العميقة في العراق ، والتي تتمسك بها إيران بكل صلافة ، على الرغم من مأزقها الكبير وظروفها غاية في الانهيار ، إلا أنها ما تزال تناور وتخاتل بهدف جر الاحتلال الأمريكي إلى مفاوضات تريدها طهران ، فيما يسعى الاحتلال الأمريكي في الوقت ذاته إلى فرض شروطه لجر إيران إلى طاولة المفاوضات في إطار ما يسميه الأمريكيون بـ ( التوازن المشروط ).

وتؤكد كل تراشقات الكلام والتصريحات وصواريخ الكاتيوشا ، أنها تصب في هذا الجانب ولا تخرج عن صورة الاطار المرسوم للأمر الواقع ، الذي يتناسى الجماهير المنتفضة التي قدمت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعاقين والمحتجزين والمختطفين .. في الوقت الذي تجري فيه العملية السياسية الفاسدة تدوير القمامة من بيت سلطوي إلى بيت سلطوي آخر ، حيث يتم في نهاية المطاف قبول المرشح بعد رفضه واتهامه ، لكي تبقى ( المنجزات ) و ( المكتسبات ) المتحصلة عن السرقات والفساد والسطو على الممتلكات العامة والمال العام مستمراً لغايات انعاش الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من الانهيار ، وما العراق سوى الرئة التي يتنفس منها ، ومن أجل بقاء نفوذ الطغمة التشيعية الفاسدة ، التي اصابها التصدع والانهيار ، أما الشعب العراقي فليذهب إلى الجحيم كما قال ( قاآني ) خليفة سليماني ( إلى الجحيم طالما أن النتائج تخدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) ، فيما يستمر الاحتلال الأمريكي في لعبته الكبرى مع إيران وذيولها ( اللاحرب واللاسلم ) ، كما قلناها سابقاً ، في خياراته التي تصب في مجرى تحريك الواقع السياسي الراكد لقبول شروط التوازن القائمة على إبقاء نفوذ إيران منزوعة المخالب والأنياب وعلى مقاسات تشير إلى ما يسمى بالتوازن وتجميع ( مكونات ) القوى ومن منطلق لا يخرج عن عباءة المحاصصة المبطنة وتشكيلات مجالس المحافظات أو مجالس المستشارين الاقتصاديين أو مكاتب المستثمرين والخبراء المنتشرة في الوزارات والمرتبطة بخيوط القوى السياسية التي تدير العملية السياسية الفاسدة وقواها من جهة ، والمرتبطة بالبنك المركزي العراقي وبالمصارف وبمكاتب الصيرفة المعنية بغسيل الأموال على المستوى المحلي والعالمي وخاصة المثلث الخطير جداً المتمثل بـ ( بغداد – بكين – طهران ) وتدوير البترو - دولار وتعويم العملات المحلية وامتصاص الدولارات وتحويلها إلى طهران ، فيما يتعرض النفط والغاز العراقي إلى أكبر عمليات نهب في التاريخ.

قال ( بومبيو ) وزير خارجية الإدارة الأمريكية في تصريح له حول حراك المرشح ( الكاظمي ) بعد أن رفضت جماهير الشعب العراقي المنتفض ( الزرفي ) وأرغمته على الانسحاب ( إنه سيدعم ترشيح الكاظمي إذا تمت الموافقة على شروط ) ، ثم أعقب كلامه بتصريح آخر بعد بضعة أيام اشار فيه بومبيو إلى أنه ( يدعم ) الكاظمي.

فما الذي حصل ؟ ، هل تمت الموافقة على الشروط الأمريكية الخاصة بإنهاء الفصائل الميليشياوية المسلحة المرتبطة بالولي الفقيه والإبقاء على ما يسمى بالدولة العميقة المفرغة من القوة المسلحة ؟ ، وهل أن الميليشيات كلها معنية بهذه الشروط باعتبارها كيانات لا تستقيم مع الدولة المدنية التي تتشكل فيها الجيوش النظامية وليس الميليشيات المسلحة؟ ثم ، كيف يمكن تصريف الميليشيات وكيف ينتزع سلاحها ، فيما كانت إيران قد بذلت جهوداً وخططت لترسيخ البديل للجيش النظامي على غرار الحرس الإيراني ؟.

هذا الوضع البائس لن يدوم طويلاً لسبب مهم ، وهو تجاهل الشعب العراقي وتجاهل ثورته الجبارة المباركة ، وشروطها ورفضها للبرلمان والدستور الملغوم والعملية السياسية الفاشلة والفاسدة والمأزومة التي سقطت وما عادت تصلح حتى في تدوير نفاياتها .. كما أن الثورة ترفض النزعات الطائفية والعنصرية ، فإذا كان التوافق الاستراتيجي الذي يأخذ المثلث ( الايراني – الصيني – الروسي ) بنظر الاعتبار ، فإن هذا التوافق بعد أن ضعف في العراق ، اتخذ منحى التوازن في القوى ، الذي تريده أمريكا ، لأنها لا تريد أن تقطع شعرة معاوية مع طهران وذلك بإبقاء ما يسمى ( توازن القوى ) في الداخل العراقي وبهدف إرجاع الشريك الإيراني إلى سكة التوافق دونما تغول أو تجاوز على المصالح الأمريكية.

لقد انكشف كل شيء ، وما عادت اللعبة الإيرانية الكبرى تنطلي على أحد ، لا سياسياً ولا مذهبياً ، كما أن التدليس الأمريكي الرخيص قد وضع الشعب العراقي أمام خيارات غير مسبوقة ، لأن الثورة قد اكتملت مراحل نضجها ولا مفر من التغيير أبداً على طريق التحرير الكامل والشامل والعميق ! !.





السبت ٢٥ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة