شبكة ذي قار
عـاجـل











في السابع من نيسان الخالد عام ١٩٤٧ تم الإعلان في دمشق الفيحاء عن تأسيس حزب البعث العربي؛ حزب الأمة الجسور الذي حمل لواء الكفاح من أجل وحدة الوطن العربي وتحريره من القيود الاستعمارية والاستبدادية، وارساء قيم العدالة الاجتماعية المتمثلة بالاشتراكية العربية.

إن تاريخ ٧ نيسان ١٩٤٧ لم يكن اليوم الأول في عمر البعث المديد، بل كان نقطة تحول تنتهي به المرحلة التأسيسية وتبدأ الانطلاقة الفعلية لنضال الحزب على الصعيد القومي خارج القطر السوري.

لقد بدأت نواة منظمة البعث العربي في التشكل أواخر عام ١٩٤٠ بقيادة فيلسوف الحزب وقائده المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق واتخذت مسمى جماعة الاحياء العربي منذ مطلع عام ١٩٤١، ومنذ اليوم الأول لميلاد الحزب بادر الرعيل الأول للبعث في القطر السوري للنضال ضد الاحتلال الفرنسي.

وما هي إلا أشهر حتى لبى البعثيين نداء الواجب ليعلنوا قيام حركة نصرة العراق في اليوم التالي لاندلاع ثورة الثاني من آيار عام ١٩٤١ التحررية ضد الاحتلال البريطاني، وقاتلوا مع أحرار العراق ضد الغزاة المعتدين.

ومنذ أواسط عام ١٩٤٣ عمل البعثيين تحت مسمى حركة البعث العربي ومن ثم حزب البعث العربي في أواسط عام ١٩٤٥ تلبيةً لمتطلبات المرحلة، ومنذ تلك الأيام تعرض البعثيين للقمع وزج بهم المستعمر وعملائه في المعتقلات، وكان لهم شرف تأسيس فرق الجهاد الوطني لمقاومة العدوان الفرنسي في آيار ١٩٤٥.

وبدأ الحزب في عام ١٩٤٦ التفكير بعقد مؤتمره القومي الأول تعميقاً للديمقراطية في الحزب وتوسيعاً لدائرة صنع القرار الحزبي، فتشكلت لجنة تحضيرية نجحت بعقد المؤتمر التأسيسي في مقهى الرشيد في دمشق خلال الفترة من الرابع إلى السادس من نيسان عام ١٩٤٧ وقد أقر المؤتمر الذي أسهم في فعالياته ممثلي بعض الأقطار العربية دستور الحزب ونظامه الداخلي وانتخب قيادة للحزب.

وبعد المؤتمر التأسيسي تكونت نواة للحزب في العراق ولبنان والأردن، ولم تمضي إلا بضعة سنوات حتى أصبح للبعث رايةً خفاقة في كل قطر من أقطار الوطن العربي.

منذ خمسينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا ما من كفاح لتحقيق الوحدة العربية أو جهاد ضد مستعمر وأدواته المحلية أو نضال لنيل الجماهير حقوقها المشروعة، إلا وكان البعثيين في طليعة الصفوف أول من يضحي وآخر من يستفيد مقدمين مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين في سجون أعداء الأمة.

وفي أواخر عام ١٩٤٧ توجهت قيادة الحزب وكوادره وعلى رأسهم عميد البعث الرفيق أحمد ميشيل عفلق إلى فلسطين لقتال العدو الصهيوني، ليصبح الحزب الوحيد الذي تتوجه قيادته وكادره المتقدم جميعاً إلى جبهة القتال وظلوا مرابطين حتى انتهت الحرب.

إن البعث هو أول حزب تقدمي يربط بين القومية والاشتراكية، وتعزيزاً لتوجهاته التقدمية أضاف الحزب كلمة الاشتراكي لاسمه في أواخر عام ١٩٥٢.
وفي المؤتمر القومي الثاني للحزب المنعقد في حزيران عام ١٩٥٤ تقرر استحداث القيادتين القومية والقطرية؛ قيادة قومية رمز لوحدة الحزب وقوميته تقود المنظمات الحزبية الناشئة، وقيادة قطرية تقود الحزب في القطر الذي بلغ تنظيمه الحزبي مستوى القطر.

إن حزب البعث هو أول من دعا على لسان أمينه العام الرفيق أحمد ميشيل عفلق في السابع عشر من نيسان عام ١٩٥٦ للوحدة بين مصر وسوريا، التي تحولت لقضية شعبية وسياسية حتى تحققت في الثاني والعشرين من شباط عام ١٩٥٨ وقد قدم الحزب مهراً غالياً كان شرطاً لتحقيق الوحدة وهو حل تنظيماته الحزبية في الجمهورية العربية المتحدة.

لم يكفر البعث بالوحدة بعد وقوع الانفصال في الثامن والعشرين من أيلول عام ١٩٦١، بل ازداد قناعةً بضرورة قيام الوحدة الاتحادية الديمقراطية الشعبية وأنها الحل الذي يحفظ كرامة الأمة وينقذها من التشرذم والتخلف.

لقد فجر البعث ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ في العراق وبعدها بشهر ساهم بثورة الثامن من آذار في سوريا، وعلى الفور بدأ الحزب بطرح الوحدة الاتحادية على القيادة المصرية فنتج عن ذلك توقيع ميثاق السابع عشر من نيسان الوحدوي بين الأقطار الثلاثة.

إلا أن مؤامرات الاستعمار وأدواته تدخلت لاحباط الوحدة، فوقعت ردة الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٦٣ في العراق وبعدها في سوريا ردة الثالث والعشرين من شباط عام ١٩٦٦.

إن وجود نظام فاشي رجعي عميل تشرب الخيانة حتى الثمالة ينتحل اسم البعث في القطر السوري حمل الحزب مسؤولية تاريخية لابراز معدنه الأصيل، وهذا ما تحقق بثورة البعث المجيدة في السابع عشر - الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ التي حققت للعراق والأمة منجزات عملاقة في شتى المجالات؛ فتعرضت للمؤامرات تلو المؤامرات ولكن صناديد البعث أحبطوا هذه المؤامرات وكان لهم بطولات خالدة في قادسية صدام وأم المعارك.

لقد جن جنون الغرب الاستعماري وحليفيه في إيران والكيان الصهيوني لصمود نظام البعث فارتكبوا جريمتهم الغادرة بغزو العراق واحتلاله في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، ودمروه ونهبوا ثرواته وفتكوا بشعبه بمعونة العملاء الغادرين.

ويسجل التاريخ بأحرف من ذهب للبعث أنه من فجر المقاومة فور وقوع الاحتلال وقدم أكثر من مئة وستين ألف شهيد قرباناً لتحرير العراق.
وما يزال الحزب في جهاده الملحمي لتحرير العراق من الاحتلال الإيراني وعملائه، مسنوداً بجماهير الشعب والأمة رغم شراسة المجرمين.

تحية عز وافتخار لرعيل البعث الأول وعلى رأسهم الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق.
تحية مجد وخلود لشهداء البعث البواسل وعلى رأسهم الرفيق القائد الخالد صدام حسين.
تحية ولاء وعرفان لصناديد البعث الأبطال وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم.





الاحد ٣ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة