شبكة ذي قار
عـاجـل










على صفحات قلوبنا تظل صورتك تتراقص أمام عيوننا ، وتظل مقاطع أسمك الخالد لحن ناي حزين على شفتي فلاحة عراقية عاشقة لأرضها ..

أبي وقائدي : أشعر بالفخر والزهو لانتمائك العربي الذي يجمعني بك .. كيف لا والعراق وبلاد العرب بأكملها مدينة لك أيها البطل الذي فجر أروع ملاحم النضال والصمود والتحدي في تأريخ البشرية ، تلك الملاحم التي هزت عروش الاستعمار ، وأيقظت روح الأمة ، وأحيت المشاعر الثورية التحررية في كل بقاع أرض العروبة ، فبلغت بذلك قمة المجد والسؤدد ، وأعتليت منصة الخلود ..

لقد كنت بطلا شهما بكل ما تحمله الشهامة ، واحتلت صورتك البهية خيال أبنائك من المحيط الى الخليج فهاموا بك عشقا أيها القائد العربي الأصيل .. يا أروع رجال الدنيا ..

أرفع رأسي وأتطلع الى صورتك الشامخة كشموخ جبال أربيل ، واهرامات الجيزة ، وأسد بابل ، وملوية سامراء .. أنظر الى عينيك الحانيتين فتنبض الدماء في عروقي سعيدة ساخنة ، فكيف لا أذكرك وأمجدك بذكرى ميلادك الميمون ، وقد كنت القائد والزعيم والرئيس المؤمن والملهم المحرر الذي حمل شعلة التحرير والحرية ليس في العراق فحسب ، بل في كل أرجاء الوطن العربي من حيث تشرق الشمس والى حيث تغيب .. فاذا عالم الأحرار يذكر صلاح الدين وعمر المختار وجمال عبدالناصر وجيفارا كعظماء وثوار ، فأنت أيها القائد الخالد قد جمعت كل أولئك في نبلك وشرفك وزعامتك وحنكتك وشجاعتك وكبريائك ..

نحتفل اليوم ومعنا كل أحرار العراق والعروبة بذكرى ميلادك الميمون ، ولا يزال الفراغ واليتم والحرمان يخيم على العراق والعرب منذ رحيلك ، فقد عجزت الأمة أن تنجب مثلك ..

لقد عاد ورجع الينا المستعمرون الجدد تحت مسميات عديدة ليدنسوا ويحتلوا العراق وأجزاء واسعة من الوطن العربي ، وأصبحوا كالوحوش الكاسرة برا وبحرا وجوا ، وأنتهكت الأعراض ، وسبيت النساء والأطفال والشيوخ .. ملايين الأرامل والثكالى ، وملايين الأطفال ، وآلاف الأجنة المشوهة زرعوا في قلب وطنك الكبير ..

نحتفل اليوم بذكرى ميلادك ، وقد أصبحنا شتات قوم بعد أن وحدتنا تحت رايتك ، يحكمنا رعاع همج سقطوا في بئر الاستسلام والخنوع في زمن التردي والسقوط .. نحتفل اليوم وكلنا أمنيات أن تعود الينا لتمسح على جروح الأرامل والثكالى والأيتام بيدك الأبوية الكريمة في بلاد النهرين ، وبلاد الأرز لبنان ، وفلسطين الجريحة ، وسوريا المستباحة ، واليمن المنكوبة ..

نحتفل ونناجيك من خلف الغيوم والغمام ، علك تسمع مناجاتنا ، وتقر عيوننا ونحن نتطلع الى وقع خطاك الواثقة ، وأنت تعود الينا وتحررنا من تسلط وظلم الاحتلال وعملائه وأتباعه .. نحتفل وهناك شيء كبير وعظيم نحتاجه أنه الفرح والشموع ، وأنت الفرح والأمل والرجاء ، وأنت النور والضياء الذي غادرنا ذات صباح ليحل الظلام فينا ليل نهار .. فعد الينا أيها البطل لتعيد وتشعل قناديل الحرية من جديد بيدك التي خطت أعظم ثورة في تأريخنا المعاصر ثورة ١٧ - ٣٠ تموز المجيدة .. نحن في انتظارك فهل أنت قادم ؟؟ يا أروع وأشجع الرجال.
 





الثلاثاء ٥ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة