شبكة ذي قار
عـاجـل










إن أبرز ما تميز به العراق قبل غزوه في العشرين من آذار عام ٢٠٠٣ هو الوئام والتكاتف الذي يسود مكونات شعبه القومية والطائفية، فلم يكن يعرف المواطن العراقي شيئاً عن الطائفية أو العنصرية؛ ولا يرى لها أثراً على أرض الواقع سواءً من النظام الوطني أو من جماهير الشعب.

لقد أغاظت الوحدة الوطنية لشعب العراق الغرب والصهاينة وحكام إيران؛ وأخفقت محاولاتهم لاثارة القلاقل والفتن في العراق، كما لم تجد أكاذيبهم التي تتمحور حول اتهام سلطة البعث بالتمييز الطائفي والعنصري أي صدى لدى أبناء العراق.

وبعد احتلال بغداد في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ أرادت الإدارة الأمريكية فرض الطائفية كأمر واقع في العراق بصياغتها لعملية سياسية على أساس المحاصصة الطائفية والقومية، قبل أن تسلم العراق لقمةً سائغةً لإيران التي هيمنت عليه ونهبت ثرواته وفتكت ميليشياتها بالمواطنين على الهوية الطائفية بمعونة حكام المنطقة الخضراء العملاء.

لقد جرب الشعب طيلة السنوات الماضية حكم من يزعمون أنهم ممثلي الطوائف والقوميات في العراق، فوجدهم حفنة من اللصوص والقتلة لا يهمهم إلا ارضاء أعداء العراق ونهب المال العام.

إن حكام المنطقة الخضراء يعلمون علم اليقين أن لا سبيل لهم للبقاء في الحكم سوى بث الطائفية والوقيعة بين أفراد الشعب وتمزيق الوحدة الوطنية، كي لا يتوحد الشعب ويثور ضد حكمهم الفاسد.

وكلما ثار شعب العراق ضد حكومات المنطقة الخضراء العميلة أخرجت طغمة الفساد وكلاء المدعو علي السيستاني لاحداث الفتنة الطائفية، وتخدير الجماهير ومنعها من دعم أحرار العراق واسنادهم.

إن ما يميز ثورة تشرين عن ما سبقها من الانتفاضات الجماهيرية السابقة ضد حكام المنطقة الخضراء، أن العمود الفقري لها هم أبناء الجنوب العراقي والفرات الأوسط الذين كانت تعول عليهم الأحزاب الحاكمة لدعمها ومساندتها.

لقد أثبت شعب العراق بثورته الجسورة أنه لا يقبل بالاحتلال الإيراني وعملائه ويرفض ولاية الفقيه المزعومة، وأنه لا يمكن أن يتبنى الطائفية أو يتعايش مع سلطة طائفية.

إن قوات المنطقة الخضراء وميليشيا الحشد التي كانت تزعم أنها تدافع عن أرض العراق وشعبه، أثبتت أن مهمتها الأساسية هي قتل أحرار العراق وتوفير الحماية للإيرانيين وعملائهم في العراق.

ويواصل شعب العراق البطل يحدو ركبه صناديد البعث الميامين بقيادة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم ثورته التحررية الظافرة ضد الاحتلال الإيراني وعملائه، مسترشداً بتراث ملحمة قادسية صدام المجيدة ومنازلة أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم وتضحيات شهدائه الأبرار.

إن يوم التحرير الناجز قادم لا محالة، ولا يمكن لحكم تحميه حراب الأجنبي أن يقهر إرادة الشعب التواق للحرية.

وما ضاع حق وراءه مطالب.
 





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة