شبكة ذي قار
عـاجـل










مخطئ من يظن أن الكاظمي شخص، فالكاظمي هو حالة وليس شخص، تم اختياره كحل وسط بين الكتل السياسية البهيمة في سلطة الاحتلال.

الحالة هو أن تأتي بشخص عميل خدم المحتل، ضعيف الشخصية، وسينفذ كل ما يريده المحتل، وهو تحت سيطرة المحتل وبإمكانهم إزاحته وإسقاطه متى شاءوا.

هذه الحالة التي تصارع عليها المحتلين الأمريكي والإيراني منذ عام ٢٠٠٣ سرت على جميع من تسلموا السلطة باستثناء "المجرم نوري المالكي" الذي لم يكن ضعيف الشخصية بل كان قوياً إلى حد قتل عشرات آلاف من العراقيين خلال ثمان سنوات قضاها في الحكم، أكلت الأخضر واليابس في البلاد، وهو الأكثر عمالة من أي رئيس حكومة آخر، ولأن مرحلته كانت تتطلب ذلك، لأن العملاء تصارعوا فيما بينهم كما تتصارع الكلاب السائبة والحيوانات على تسيد المناطق.

والمتتبع لعملية تشكيل الحكومة الأخيرة التي جاءت بعد رفض اثنين من العملاء والرضا بالثالث، والذي هو أصلاً كان مرشحاً لها منذ ترشيح علاوي، وكان منافساً قوياً له، وللتذكير فإن مكتبه في جهاز المخابرات الذي يترأسه قد أصدر بياناً ينفي فيه ترشيحه لرئاسة الحكومة وكررها عند ترشيح الزرفي أيضاً حتى وصلت إليه ولكنه لم ينفها هذه المرة.

نعود مرة أخرى لحالة الكاظمي، الذي تسلم المهمة والعراق تحت وطأة الوباء والحظر الصحي الشامل ويئن تحت وطأة الانهيار الاقتصادي بسبب الحظر العالمي الشامل، والضعف الاقتصادي العالمي، وضعف الطلب على النفط الذي هو شريان الاقتصاد العراقي الوحيد، واستلم الحكومة والشعب الثائر يعتصم في الساحات يطالب بإسقاط النظام ويعاني أغلبيته من انقطاع أرزاقهم بسبب الحظر والخوف من انفجار بركان غضب الجائعين على النظام.

قبل أن يدخل الكاظمي غرفته في بناية مجلس الوزراء، أدخلته الدعاية الصفراء هذه الغرفة وأصدرت القرارات وعقدت الاجتماعات قبل أن يلتقي بوزرائه الذين أغلبهم لا يعرف أين مكتب رئيس الوزراء، وتوالت علينا القرارات الصفراء الثورية، حتى شاعت بين الناس وتداولت وعاد الأمل لكثير من البسطاء الذين فهم مدير الدعاية سهولة انقيادهم لها، عززها الكاظمي بزيارة فورية لمديرية التقاعد قبل أن يجلس على كرسي الحكم وتمشيته لمعاملة أو معاملتين وإطلاقه رواتب المتقاعدين، الشريحة الأكثر تضرراً والأكثر مساساً بالعطف والتعاطف الشعبي، وهو الأمر الذي دبر له قبل تكليف الكاظمي ليصل إلى ما وصل إليه بعد تكليف الكاظمي واستلامه مهامه.

كمتابعين نشعر إن كل القرارات المزورة والهالة التي جاءت مع الكاظمي كانت مدبرة لتحسين صورته، ورغم أن مكتبه نفاها جميعاً لكن أثرها بقي بين الناس، وإلا فهل يعقل أن القناة الحكومية الرسمية تنقل خبراً عن اجتماع لمجلس الوزراء وصدور قرارات مصيرية عنه ثم تعتذر لاحقاً لكونه خبر مفبرك وكاذب.

ومن عمل في الإعلام يعرف جيداً طرق استلام الأخبار وتحريرها ونشرها، وما ينشر من أخبار عن الحكومة ترد مباشرة من المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء بشكل رسمي.
كل هذه الهالة التي صاحبت استلام الكاظمي ستلقي ظلالها على المشهد العراقي بأكمله، وكل ما صاحبها هو ليس من شخص الكاظمي ولا من جهة حكومية، بل هناك ماكينة تدار من الغرف المظلمة تدير هذه الحالة وهي حالة التلاعب بإدارة العراق وفق منظور كل مرحلة، وما الكاظمي إلا أداة ووسيلة للوصول إلى الأهداف المخطط لها من قبل الاستعمار ودول الاحتلال.





الاربعاء ٢٧ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة