شبكة ذي قار
عـاجـل











لم تكن تعدد أزمات الأمة سببا بإنتكاساتها فحسب وانما تواطؤ الأنظمة الكسيحة الرافضة إلى وضع إمكانيات مواردها وطاقاتها وجهودها في معركة المصير إضافة إلى محاولات إطفاء لهيب الحماس المشتعل بصفوف الجماهير الطامحة من أجل التغيير والنصر.وكما تسببت بتبدد نهوضها وتعثر نضالها بعد أن خسرت خندقا من خنادقها الأمامية بإحتلال العراق قلعة النضال والبطولة الصمود عام ٢٠٠٣ والذي كان درعها ومتنفسا لها وخسارة معاركها الأساسية التي حسمت للعدو على صعيد الميادين العسكرية كانت وليدة سوء التخطيط المرتبط بضعف وعدم استقلال قرارها السياسي الذي عمق من أزماتها ونقلها إلى موقع العجز لتتراكم التناقضات وتفاقم السلبيات لكي تستبيح مواقعها حيث رمت تلك التناقضات ضلالها على الأوضاع برمتها من جانب , ومن الجانب الآخر إرتباط تلك الأنظمة بعلاقات وثيقة مع دول تبحث عن إقتناص الفرص منها التجارية والاحتكار والصفقات السياسية ذات الابعاد والاهداف المعادية ومنها المربحة والنشاط الذي مورس من قبلها بالبحث عن مصالحها دون التقيد بمصالح الأمة وأبنائها ونهوضها ومستقبلها , واحتلال العراق وشل قدراته العسكرية المتمكنة وتمييع قدرات قواته المسلحة لم يكن إعتباطيا أو بحجة البحث عن ماهو محرم من أسلحة دمار شامل لم يمتلكه العراق أصلا ناهيك عن أن الكيان الصهيوني يحتفظ بترسانة من المحرمات منذ عام ١٩٦٣ بمن فيها الأسلحة البايولوجية سواء كانت جرثومية أو كيمياوية حيث إستطاع الكيان الصهيوني عام ١٩٦٧ من إضافة السلاح النووي الى ترسانته والذي لم يعلن عنها رسميا حتى يومنا هذا ليس كعامل ضغط ضد العرب وخندقها الضعيف فحسب , وإنما كتهديدا عسكريا لقلب جميع الموازين وفرض سياسة تختلف عن سابقاتها على الحكومات المتواطئه وإجبارها على إتخاذ إجرائات قمعية بضرب القوى الحرة في الداخل الرافضة لتلك المنهجية وتطويق خندقها وتطبيق سياسة أو نهج العنف الدموي لكي تكتمل مشاريع إنتهاك الحرمات ومشاريع الإرهاب القديم والجديد وجر شعوب الأمة إلى التطبيع الممنهج

بالتأكيد لم تكتفي القوى المعادية من العبث بالأمة بهذا القدر ومصيرها ومصالحها وخصوصا الكيان الصهيوني والدائرة الأمريكية مساهمة من قوى إقليمية تبحث عن أساليب لتوسيع الصراعات والخلافات داخل الوطن العربي خصوصا وتطعيمها , بعد أناطة هذا الدور لنظام المعممين في طهران ولأجهزته الدموية المتخصصة لهذا الغرض وبناءا على خبرتها بتلك الممارسات لتفكيك القدرات وتقويض المعنويات وتحجيم نشاط الخنادق الحرة ووضع جميع الانشطة المناهضة لتلك الأبعاد تحت المراقبة مستعينة ليس بعملائها فحسب وإنما بأنظمة تحالفت معها مثل نظام الأسد والذي إستباح قيم الشعب العربي السوري بعد أن إصطنع الأزمات وأطلق عنان بعض القوى المعروفة بحبها وميولها للقتل وولائها لمنظومته لدفن تطلعات القوى الوفية لأمتها والإستعانة بمن أعلن ولائه لتلك السلطة التي مثلت أقبح سياسة بتاريخ الأمه وساهم بنحر الوطنيين ليسيروا على نفس المنهجية التي سار عليها النظام مما صعدت تلك الممارسات من معاناة الأمة وأبنائها وزادة من الطين بله لتكون سببا بتشابك الأحداث في سوريا الجريحه حيث سفكت وجرت دماء غزيرة مثلما ارتكبت في حماه عام ١٩٨٢ ولازالت بعد أن إندفعت قواته ومرتزقتة وأخرى ومن ناصرها لإزهاق الآلاف من الأرواح باحثة عن المزيد من العنف وإراقة الدماء البريئة مدعومة تلك الفصائل المأجورة من النظام الصفوي وميليشياته ومن أجهزة سريةلاتعرف سوى النحر مساهمة من قوات أجنبية تفننت قاذفاتها بتهديم البنى التحتية ولم تترك دارا إلا وهدمته حيث لم يرتكب مثل هذا التدمير سوى في الحرب العالمية الثانية بقصف برلين وتدميرلابيزج وكما دمرت دريزدن ومدينة كيمنتس بعد ٣٦٣ طلعة وغارةً جويةً خلال الحرب العالمية الثانية.وقُصِفت من قبل قاذفة سلاح الجو الملكي بين عامي ١٩٤٠ و١٩٤٥، ومن قبل سلاح الجو الثامن التابع للقوات الجوية الأمريكية بين عامي ١٩٤٣ و١٩٤٥، والقوات الجوية الفرنسية بين عامي ١٩٤٤ و١٩٤٥ كجزء من حملة الحلفاءللقصف الإستراتيجي لألمانيا.

أما الفوضى العارمة التي قادها بطل ربيع الناتو الصهيوني برنار هنري ليفي والإقتتال الدامي في ليبيا بعد إغتيال زعيمها معمر القذافي على أيدي عملاء الموساد وجواسيسها ومخابرات قطر وفرنسا وغيرها من الدول التي ساهمت بإطاحة هيبة الأمة أعطت الدلاله بأن الكيان الصهيوني لم يكن مهتما بألشأن العربي فحسب وانما للإطاحة بزعمائه بتمويل العملاء المحليين وثانيا دعم التخبط السياسي والذي يحصل ولازال في عالمنا العربي إشارة إلى الأحداث المتعاقبة ومنها في تونس العربية بعد أن أثبتت أن ساستها يفتقرون إلى إمكانية النهوض بهذا البلد العربي بعد أن تجاهل سياسيوها مصالح أبنائها وأدخلوا رؤوسهم بمعمعة التناحر والصراع السياسي لعوامل ليست غائبة على القاري منها مواقف التيارات الدينية المتشددة التي حالت العبث باستقرار البلد.والآخر مآرب إنتهازية إبتعدت عن خط التوازن والتقييم السياسي العقلاني والذي يمكن البلد من استعادة طاقاته وإمكانياته ويحافظ على مكانته بالخندق المناهض للقوى المعادية للأمة ومصالحها

وبالرغم من تعاقب الأزمات وخطورتها ونسيج الخراب والكوارث والدمار الذي حيك بأقبية الساسونية الفاشية بمباركة الدائرة لأمريكية والعبأ الكبير الذي تحملته الأمة بمن فيها العراق بعد أن دمرت بنيته التحتيه لم يفقد المناضلون الأمل بصناعة الثورة وصناعة نسيجها على أيدي المخلصين من أبناء الوطن الأشداء .. الثورة حقيقة ومعنى تحتضن جميع القوى الخيرة والمناضلة من قوى قومية وطنية باسلة أثبتت وطنيتها ووفائها لوطنها وأمتها من خلال معادنها الأصيلة وقفت بوجه الطاغوت الفاشي الأمريكي والصفوي عندما ذبح الوطن وأحتل عام ٢٠٠٣ على أيدي الجبناء والمارقين ومن ساهم بذلك من عملاء للصهيونية العالمية مرتزقة فقدوا ضمارهم وعزتهم إن كانت الضمائر تتكلم لتحدثت عن افتقارهم لها وافتقارهم للعزة والقيم .. ثورة لاتعتمد على البندقية وعتادها ( العتاد هو رصاصة البندقيه ) فحسب وإنما تعتمد على التعبئة الفكرية التي تنطلق من التضحية في سبيل الامة ومستقبلها والبلورة التي تحلل واقع الأمة المرير ومعاناة أبنائها متسلحة بالمباديء وبالفكر النير السياسي السليم الذي يعتمد على طليعة او قيادة قومية وطنية بحته تسير في إطار توحيد القوى المخلصة دون تمييز تتعامل ضمن روية وخط سياسي ثوري تنهض بخندق الكوادر المقاتلة خندق يجمعها متكاتفة متضامنة في سبيل إنقاذ الوطن من خلال تضحاياتها وإصرارها وعزيمتها مثل ضحت ولازالت تضحي فصائل شريفة في سبيل الوطن وكرامته .. وإنتقاء الكوادر أمر ضروري يجب أن يعتمد على وفائها وصمودها وإستعداها وهدفها الأساسي الذي لايختلف عن أهداف الطليعة ورؤية القيادة وهدفها القومي والوطني المرتبط بالولاء للوطن وليس لدولة أقليمية ذات مصالح ومآرب وأبعاد تستهدف مصالح الوطن وأمنه وإستقراره وكيانه

في الحقيق إن كل كلمة نيره تطلق من منبر مخلص ومن توجه نزيه ونظرة شمولية لأوضاع الوطن والأمة وأزماتها والصراعات المتعاقبة والرؤى الضيقه والحلول المتعسرة وإندفاع القوى المحتلة بمن فيهم القوى الصفوية لتضييق الخناق على الأمة وشعوبها والإنفراد بها لتهديم آمالها وطموح أبنائها وتطلعاتهم ومثلما يراها حزب البعث العربي الاشتراكي ومن فكر سياسي قومي وطني حر تعادل ليست رصاصة واحده تطلق من بندقية وجهت فوهتها لصدر الأعداء لصناعة الثورة بل رصاص كثيف , وتحليل المعاناة وأهداف القوى الكبرى ومطامعها وأسبابها وأضرارها الجسيمة ومشاريع الصهيونية العالمية ومطامع الدول الأقليمية ومنها إيران وأهدافها التوسعية والفوضي العارمة وصراع التيارات والأحزاب البليدة المتعددة والمستوردة على أرض ألوطن وسلبياتها وتأثيرها على المجتمع العراقي والهجوم الفكري المغلوط والسياسي الانتهازي ذات الأبعاد النازية والمآرب الهدام وغيره ومقاومته لايمكن أن تنهض بها البندقية ورصاصتها لوحدها فحسب.وعدوك لايواجهك أحيانا وجها لوجه والميادين عديدة ومتنوعة وأبوابها للمناضلين حتى وإن كانت ضيقة لكن تضحيات المناضلين والمخلصين جديرة بأن تعثر على الطرق المناسبة للوصول إلى خندق الثورة من خلال أيضا أقلامها الحرة وفكرها النير ورؤيتها السليمة وتجاربها الثورية التي لابد وأن تستغلها لتوصيل أهداف الثورة وأسبابهاإلى أبعد نقطة يجدها قادتها ضرورية , أما حشد التعبئة فهي إحدى مهمات ألقلم القومي الحر والوطني الوفي وحتى الديني الغير متشدد بعيد عن التبعية ومنابرها الإنتهازيه المتلذلذه لابد من أن يلعب دوره النزيه للوقوف إلى جانب القوى المضحية ودعم أهداف الثورة في سبيل الوطن والولاء له فقط وليس لغيره .. ولا يخفوا على أحد أن البندقية والقلم لابد من ان يقفا بخندق واحد لالتحشيد العزائم فقط وإنما دون الفكر النير والقلم الحر لتحليل الواقع وقرائة المرحلة قرائة دقيقة وصحيحة ليكون الوعي في الثورة والإيمان بها وأهدافها ناضجا ناهيك عن أن البندقية رغم من أنها عامل الى جانب القلم مهم ومنجز ولكن قبل التفكير بإطلاق الرصاصة التي ستصل لربما إلى مئات الأمتار ولكن إستقراء آفاق المستقبل والتحليل للأحداث المتشابكة وتهيأة الحاجة الضرورية لاتصنعه البندقية فحسب وإنما الوقوف على الواقع الرديء من خلال التعبئة والمسلكية ووعي وتفهم وقناعة وبرمجة العمل السياسي لتهيأة الضروف الملائمة للتغيير يعتمد على القوة الفكرية النيرة وتحليلاتها الدقيقة المضحية مثلما ناضل من أجلها حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي وشق طريقه الصعب واستطاع ان يجتاز الكثير من المراحل الصعبه.ونحن واثقون من ان تلك الرؤى تعتبر عاملا مهما ومكملا لقوة وتأثير البندقية ورصاصتها .. أما الضرف التأريخي والمرحلة التي يعيشها الوطن وما نسعى اليه كمناهضين لقوى الإحتلالين الأمريكي والصفوي ومآربهم التآمرية والتوسعية هو إفشال أية مخططات إو إجرائات أو ممارسات بحق الوطن وأبنائه وقواه المناضلة وخندقها القومي وإفشال أبعاد الوجود الصفوي والذي يعتبر مصدرا للقلق ولايبعث الطمأنينة بقلوب ونفوس العراقيين.والرد على جرائمه وجرائم منظومة السلطة العميله بكل الطرق مسألة ضرورية لإعادة للوطن هيبته وعزته وكرامته





الاثنين ٣ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة