شبكة ذي قار
عـاجـل










عيد الفطر، تلك الفرحة والمناسبة التي يتوج فيها الإنسان بتاج المغفرة ويقلد فيها سوار الرضوان من ربه، وهي التي تكون لاحقة لجملة من المصاعب والمشاق التي يتجلد المؤمن فيها روحياً ومادياً إيماناً واحتساباً.

وفي هذه الذكرى والمناسبة العظيمة التي تحيي شعيرتها أمتنا العربية والإسلامية لا يسعنا إلا أن نتقدم لشعبنا العربي من المحيط إلى الخليج بأحر التبريكات وأعز التهاني لهذه المناسبة العظيمة.

فكم تمنينا لو أن أمتنا العربية وهي تحيي شعيرتها مثلها كمثل الجسد الواحد المتماسك في بنيته المتعافي من كل علة من شأنها أن تصيبه، ومتوازن روحياً، متحدة فيه روح المادة مع مادة الروح، ليكون توليفة سوية تضمن له حياة أطول وأقوم، وتكفل له حسن البقاء وإيصال رسالته لنفسه وللإنسانية جمعاء.

ولكن صدق الشاعر العباسي العربي أبو الطيب المتنبي في قوله :

ما كل ما يتمنى المـــــــــــــــــــــرء يدركه ***** تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.
فبأي حال عاد فيه عيد الفطر على أمتنا أبما سلف أم وعد في سويداوات القلب، أم لأمر منه ثورة وتجديد.

إن المتأمل في حال وواقع أمتنا العربية لا يخفى عليه الهوان والضعف تارة والتشتت والفرقة تارة أخرى، وفي أغلب الأحيان تناحر على الطائفية وقتل على الهوية ونحر على الدين والمذهب وصراع رجعي بين بيادق ووكلاء للاستعمار في الأرض العربية مراعين وراعين في ذلك مصالح أسيادهم من الإمبريالية العالمية أو من القوى الإقليمية التي تلعب دور الاستعمار والتوسع.

فلنأخذ مثلاً العراق المكلوم الذي يعاني منذ أكثر من سبعة عشر سنة من مرارة الاستعمار وحيف الطائفية وضيم الوكلاء فيه، حيث صار وأصبح مسرحاً وملعباً للصراعات الدولية.

العراق ومنذ سقوط نظامه الوطني عام ٢٠٠٣ وهو يحتضر الاحتضار الأعسر البطيء، من تشريد للشعب ونهب للثروات وسرقة مال العراق ونفطه وارتهانه للصناديق الدولية وجعله في تبعية، حيث انعكس هذا داخلياً، فأصبح العراق من أفقر الدول، وشعبه جزء منه يعيش بدولار واحد يومياً حسب المنظمة المالية الدولية.

وازدادت فيه البطالة وهو ما من شأنه أن يجعل شبابه عرضة لإغراءات إقليمية وزرع الإرهاب فيه وتأجيج نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد للتناحر وخدمة مصالح الأجنبي فيها باسم الدين.

ومن منطلق إيمان الشعب وشباب العراق الثائر بثورية الدين وأنه مكمن الثورة في التاريخ وحيث أنه لا يفهم الدين حق فهمه ومرماه إلا الثوريون، آمن الشعب العراقي بالتغيير والثورة على كل أشكال التخلف والرجعية والتكبيل من مراجع ودجل وكذب، وخرج للشارع كافراً بتلك التقسيمات المذهبية المقيتة رافعاً شعار الوحدة الوطنية قائلاً "إحنا سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه"

لقد امتثل الشباب فعلاً تلك الصورة الحية للدين، دين الوحدة لا الفرقة، دين الثورة لا الخضوع، دين الحرية لا العبودية، دين المساواة في النضال والشراكة في الثورة، وبدين الجمع لا دين الجندرية والذكورية والتفرقة.

وخرجوا رجالاً ونساء شيباً وشباناً، بصوت واحد نريد وطن نعيش فيه، يضمن حقوقنا ويؤمن بقاءنا وتكون فيه راية هويتنا العربية هي الخفاقة والرائدة، فكان الله في عون ثوار تشرين لنكس هذه الغطمة الحاكمة والمتصرفة بإذن الأجنبي والتافهة والمبدرة ظهرها عن الشعب.

كل عيد وشعبنا العربي بخير وأمتنا نحو الأفضل.
المجد لثوار العراق ولبنان لكنس الاستعمار الصفوي المجوسي.
الخلود لشهداء أمتنا العربية، وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين.
 





الثلاثاء ٤ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صهيب المزريقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة