شبكة ذي قار
عـاجـل










في مسلمات الشعوب، والقوانين السماوية والوضعية، يعتبر الإحتلال جريمة بحق الإنسانية، وخرق فاضح للقانون الدولي، وإنتهاك للسيادة الوطنية، وحرية الشعوب، وأن المقاومة لهذا الاحتلال بكل أشكالها مشروعة وقانونية.

الوطن العربي الذي يعاني منذ عقود من تقسيم وتفتيت، واعتداءات أجنبية متواصلة في أكثر من بلد عربي، توجت بإحتلالات إستيطانية بالأحواز عام ١٩٢٥ وفلسطين عام ١٩٤٨، في الأولى تم "شطب" هذه الدولة وألحقت بالقوة بكيان إيران، وفي الثانية أقيم كيانا هجينا بدلاً عنها، وفي كلا الحالتين يمكن توصيف من قام بهذا الإحتلال البغيض بأنه عدوان ضد الأمة العربية.

لا يمكن أن نعادي الكيان الصهيوني لأنه يحتل فلسطين، وأن "نتغاضى" عن إيران و إحتلالها الأحواز، وتصبح كل التبريرات التي يسوقها البعض مرفوضة جملة وتفصيلاً.فلا يوجد إحتلال مرفوض، وإحتلال "قابل للنقاش"!

في السنوات الأخيرة، بدأت تعلو أصوات شاذة، تدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حتى قبل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الأساسية في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة إلى الأرض التي طرد منها.وبذات الوقت جاهرت أحزاب وقوى ومنظمات بعلاقاتها مع إيران، بل تمادى البعض بإعلان "عمالته" لإيران من رؤية مذهبية بغيضة أو لمصالح شخصية، متناسين أن من يحتل أرضاً بالأحواز لا يمكن أن يساهم بتحرير أرض أخرى في فلسطين.

من الضروري أن يرتقي الوضع العربي، خاصة الشعبي والحزبي والنقابي، إلى مستوى التحديات ولو ضمن الأطر الممكن القيام بها، فكما يتم رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، من الضروري رفض العلاقة مع نظام إيران الذي لم يكتفي بإحتلال الأحواز و الجزر الأماراتية، بل تمدد وفق توافق امريكي للسيطرة على دول عربية، العراق وسوريا ولبنان واليمن، مما بات يشكل حالة خطورة تشابه خطورة الكيان الصهيوني إن لم يكن أكثر.

نعرف أن أولويات الصراع يجب أن تتوجه للدفاع عن فلسطين وحق الشعب الفلسطيني، ولكنه لا يمكن أن يكون ذلك تبريراً للسكوت عن إحتلال الأحواز، فالأرض بكلا البلدين هما أرض عربية، والشعب في كلا البلدين هما عرب مثلنا، فكيف ندافع عن الأول ونصمت عن الثاني!!

إن الأختراق الخطير الذي تمثل مؤخراً بما تم توصيفه بـ "دراما التطبيع" من خلال مسلسلات تحاول تجميل الكيان الصهيوني، وإصباغ حالة إنسانية على من خان بلده وعمل من أجل الكيان الصهيوني، من الضروري مقاومته، والقيام بـ "الحجر الوطني" على كل من يساهم بالتطبيع، كما جرى بـ "الحجر الصحي المنزلي" لمقاومة فيروس كورونا، فخطر التطبيع أكبر وأقسى من خطر الكورونا، وخطر العلاقة المريبة والمشبوهة مع إيران يشابه خطر الكورونا.

نحن لسنا ضد أي شعب في العالم، بالعكس نحن من دعاة العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين شعوب العالم كله، و التبادل الحضاري و الثقافي و الفني، شريطة أن يكف العدوان عنا، وأن تعود أرضنا المحتلة والمغتصبة ..

فهل ما نطالب به عادل ومشروع أم لا؟؟!!

إفتتاحية مجلة "كل العرب" عدد حزيران ـ يونيو ٢٠٢٠





الاحد ٩ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة