شبكة ذي قار
عـاجـل










في البدء لابد أن نحذر من عدم الالتزام بالوقاية من فايروس كورونا ومن كل الفايروسات الأخرى، ومن رؤية صحية خالصة لابد من اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة وعوامل الوقاية من هذا المرض الذي لم نجد على مر التاريخ أن مرضاً قد اختلف الناس في صدقيته مثل هذا المرض.

فالواجب الإنساني والأخلاقي يحتم على كل متخصص بإيصال الحقيقة إلى الناس بدون تزييف أو خداع أو انحياز في هذا المرض بالذات، والسبب أن العالم مازال مذهولاً من سرعة انتشاره ونتائجه المفاجئة والسريعة على العالم أجمع، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى بسقوط دول وقارات، كانت نظرة العالم إليها أن من المستحيل سقوطها لعدة أسباب، أهمها التقدم العلمي والأنظمة الحكومية والقانونية والتشريعية القوية ومتانة اقتصادها كدول القارة الأوربية على سبيل المثال.

لو تعمقنا في تحليل هذه الأزمة العالمية سنجد هناك اتجاهين مختلفين تميزت بهما أغلب دول العالم بالتعامل مع الفايروس، وهو الاتجاه الحكومي للبلدان الذي استشعر بالخطر ولم يقنع الشعوب به مما سبب سرعة الانتشار، وسبب هذه الفجوة أن الحكومات جميعها تخفي حقيقة الأزمة عن شعوبها وعن العالم، أو تحاول التضليل وتركز على النتائج المترتبة لانتشار الفايروس وخطورته دون إعلان سبب الانتشار في فترة واحدة في كل بقاع الأرض، وبين شعوب العالم وبالأخص شعبنا العراقي، كمثال نتكلم عنه، لأنه يخص بلدنا وشعبنا فأكاد أجزم أن الأغلبية الغالبة من الشعب العراقي لا يثق بوجود الفايروس ولا يصدق أي من هذه الادعاءات والتخويفات ويعتبرها مبالغة معدة لأغراض سياسية.

والموضوع له جوانب أخرى مهمة لكي نفهم ماهيته وحقيقته، فعلمياً أثبت الطب وجود فايروس الكورونا منذ عقود طويلة وهو عبارة عن سلسلة من الفايروسات من نوع السارس والأيبولا القاتلة وصلت إلى كوفيد ١٩ الذي يواجهه العالم اليوم، وبعد مضي ثلاثة أشهر من الحظر والحجر والإصابات والوفيات، مازال العالم يتخبط بين إيجاد العلاج وفشله ونجاحه ولم يؤشر لغاية اللحظة أية نهاية مبشرة للعلاج بشكل حاسم، كل المؤشرات والأدلة العلمية التي ثبتها العلماء والصحة العالمية أن هذا الفايروس المطور الذي احتار فيه العلماء هو مصطنع، ومن صنع البشر، ولم يأت من فراغ ، وهو الأمر الأكثر ترجيحاً، لاسيما والاتهامات المتبادلة بين الدول الكبرى بتصنيعه ضمن الحرب الجرثومية، وسواء تم الهجوم أم حدث خطأ أدى إلى تسربه في الهواء وانتقاله بين البشر.

كان بودي التعمق أكثر بهذا الموضوع وانتشار الأخبار والتصريحات والاتهامات المتبادلة لكني أجد نفسي في طرح الموضوع ضمن ما يحدث في بلدي، وهو الأمر الذي أعطيه الأولوية في الموضوع، ليس هذا فقط بل تداولت علينا فيديوهات وتصريحات وأخبار لم نعد معها نميز الصادق من الكاذب في هذه الأزمة، حتى أن أكثر الأخبار التي جذبتني والتي تقول أن الفايروس مصنع بشرياً وموجه لتقليل عدد سكان الأرض، والمتوقع منه أن أغلب الذين سيسقطون فيه هم الكبار من عمر ستين عاماً فما فوق لضعف المناعة لديهم ولأنهم أصبحوا عالة اقتصادية على الدول الكبرى، وعالة اجتماعية لرفض عوائلهم من احتضانهم، وخاصة في الغرب.

قرأت قبل أيام تصريحاً منسوباً للرئيس الروسي بوتين لم أتأكد من صحته يدعو رؤساء العالم إلى احترام البشرية وعدم المضي في تقليل سكان الكرة الأرضية بنشر هذا الفايروس.

أعود لمناقشة الأزمة عراقياً، وأؤكد أني ومنذ أول يوم للازمة ومن خلال علاقاتي في العراق كله وفي خارج العراق لم يؤكد أي شخص تكلمت معه وجود أي حالة إصابة ضمن منطقته ومعارفه، والكل كانوا يسمعون ولكنهم لم يشاهدوا، باستثناء صديق واحد أكد لي إصابة عدد من أقاربه، واستغل الكثير هذه الأزمة ليجيرها لصالح قضيته ويفتعل الأخبار المفبركة والكاذبة، حتى أن بعضهم ذهب إلى أن المستشفيات تغص بالمصابين ولم تعد تتحمل الأعداد الكبيرة، وأن مستشفى اليرموك قد امتلأ ويرفض استقبال المرضى، وعند تدقيقي للتأكد من صحة ما قيل تبين أن مستشفى اليرموك غير مشمولة باحتضان مرضى الفايروس، ولا يوجد فيها مصاب واحد، واستفسرت من طبيب صديق في مستشفى الكرامة التي يوجد فيها طابق مخصص لمرضى الفايروس وتبين أنه لا يتجاوز عددهم خمسين حالة أغلبهم كانت إصاباتهم خفيفة بالإنفلونزا العادية وتماثلوا للشفاء.
نعود للموضوع من الجانب السياسي في العراق فمن المؤكد أن النظام العراقي قد استغل هذه الأزمة بأبشع صورها، وعمل على ترسيخ سلطته وقوته من فرض الحظر وقطع المناطق والشوارع ومنع التجوال وانتشار كل القوات الأمنية في المناطق والشارع والساحات، وبالغ بالكذب وأعداد الإصابات والوفيات ليضمن تحقيق هدفه، حتى أن الأدلة الموجودة عند الناس إن الوفيات الطبيعية سجلت بالمستشفيات على أنها نتيجة الفايروس، ولكثرة الإشاعات والأخبار الكاذبة والمفبركة والتوقعات التي لا حدود لها من قبل البعض، نسأل الله أن يحفظ العراق والعراقيين، وأن يخلصنا من فايروس سارس وفارس، ومن كل ذيولهما المسببة للخراب والدمار.





الاربعاء ١٢ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة