شبكة ذي قار
عـاجـل










تجمع ثوار الناصرية صباح يوم الأربعاء الماضي في ساحة الاعتصام وفق الاتفاق الذي تم بينهم في الليل للقيام بمسيرة احتجاج أمام الدوائر الحكومية، وإذا بهم يتفاجؤون بقطع كفوف رمز الناصرية الكبير ورمز العراق ورمز ساحتهم الشاعر الكبير والمجاهد ضد المحتل الانكليزي محمد سعيد الحبوبي!

فغضبوا غضبتهم المعروفة بأهل الناصرية وبشجاعتهم لينقضوا على الفاسدين ويجبرونهم على الاستقالة، ويبقى الألم والحسرة تعصر قلوبهم على تخريب تمثال رمزهم الكبير والذي استلهموا منه شجاعته في التصدي للمحتل وحب العراق، وما هي إلا ساعات حتى تطوع بعض الشباب من الفنانين في النحت والتي لا تخلوا الناصرية الشماء منهم لترميم التمثال وإعادة نحت كفوفه بأفضل مما كانت.

رمزية التمثال ورمزية الحبوبي ورمزية الساحة والثورة قابلتها رمزية التخريب، فلقد اتضح للثوار أن الأمر دبر بليل من قبل خونة العراق والناصرية وخونة شعبهم المندسين من قبل السلطة الغاشمة والأحزاب الفاسدة العميلة لإيران.

دهاء وذكاء ثوار الناصرية جعل رسالة الميليشيات تصل إليهم وفهموها بأن قطع كفوف الرمز الكبير الحبوبي تعني قطع أيادي الثوار وقطع كل من يخرج ثائراً على السلطة العميلة حتى لو كان الحبوبي نفسه.

لن تمر على أحرار العراق وشرفائه عملية تخريب تمثال الحبوبي مرور الكرام، فهي نهج وسياسة عامة انتهجتها السلطة منذ العام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا، وواضح تأثير الخط الفارسي في تخريب كل ما يمت بصلة لحضارة وثقافة وتاريخ العراق، فقاموا منذ الأيام الأولى بعد حرق الوزارات والدوائر الحكومية والمكتبات العامة بتخريب كل النصب التاريخية والفنية التي تتغنى بمجد بغداد وتاريخها العظيم، فمن تفجير تمثال أبي جعفر المنصور وهدم نصب اللقاء إلى التغيير والتحوير في نصب السفينة بمنطقة علاوي الحلة، إلى قطع أصابع الشاعر أبي نواس، وقبلها سرقة تمثال السياسي العراقي عبد المحسن السعدون، والتحريف بساحة النسور، وغيرها الكثير ..

الحبوبي اختاره ثوار الناصرية رمزاً عظيماً لثورتهم التي ستنطلق من ناصرية العراق إلى باقي محافظاته، لتكون الناصرية مركز الثورة وانطلاقتها، كما الشاعر والسياسي والعالم الفقيه محمد سعيد الحبوبي ابن النجف الأشرف المولود في العام ١٨٥٠م الذي ترك مدينته وفضل الإقامة في الناصرية ليكون المحرض الأول للثورة ضد المحتل الانكليزي عام ١٩١٤ م وقائدها لطرد المحتل بعد فتوى مرجعية النجف في تلك الفترة عندما كان ولاء المرجعية للوطن والدين، وسجلت فتواها المباركة بأحرف من نور.

مازالت قوى الشر والظلام لم تفهم أن العراقي يضام ويظلم ويسكت مؤقتاً لكنه عندما ينهض، فإن التاريخ المجيد كله ينهض معه، وها هو اليوم يقاتل الفساد والباطل والعمالة للأجنبي جنباً إلى جنب مع الحبوبي ومع أبي جعفر المنصور وعبد المحسن السعدون وصلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد ومع رموز العراق الكبيرة.

وسيجتمع التاريخ مع الحاضر قريباً جداً عند نصب جواد سليم في ساحة التحرير، ليعلن الخلاص المبين بإذن الله تعالى.





الخميس ٢٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة