شبكة ذي قار
عـاجـل










الإنسان يصنع التاريخَ بفكره وعقله وعمله وسيره في سبيل الحق، ولا يمكن للتاريخ أن يصنع إنساناً، في يوم الولادة المجيد ومن فوق ثرى أرض الرافدين وبلاد الخصب وموطن الأبجدية الأولى، أطلَّ الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، قائد الجهاد والتحرير، الرفيق عزة إبراهيم بكلماتٍ انتظرها العراقيون والعرب بلهفة وشوق لأمرين :

أنه يأتي في ظرف استثنائي عالمياً، وعربياً، وعراقياً، فالأحداث المتتالية التي مر بها العالم خلال الشهر الأخيرة تجعلنا ننتظر تشخيصاً وحلولاً لها من القائد المجاهد.

الأمر الآخر لتغرف من معين القائد ومن فكره، وتتلقى منه مباشرة ما يكون لها نبراساً ومنهاجاً خلال القادم من الأيام، في ضوء ما يمر به العراق من أحداثٍ جسام، وأهمها الثورة العراقية البطلة.

كما هو نهج المؤمن الواثق بالله الذي يمنح هداه ورشده من يشاء من عباده، بدأ القائد كلمته بإعادة التأكيد على أن الأمة العربية تمر بأخطر مراحل كينونتها، بما يهدد وجودها، وما تواجهه من أخطار وتحديات من أكثر من جهة، وأوضح العلاقة التي تربط هذه الجهات ذات المصلحة بتدمير الأمة العربية وتفتيتها.

العلاقة واضحة وبشكل جلي بين هذه الأطراف الممثلة بالإمبريالية العالمية أمريكا والصهيونية وإيران المجوسية، وهذه العلاقة لا يعبر عنها الظاهر من اختلاف، بل يعبر عنها ما يقوم به كل طرف لتحقيق مصلحة الطرف الآخر.

فلولا أمريكا والصهيونية ما استطاعت إيران التوغل والتمكين في العراق والأمة، رغم الكذب المستتر والمنفعة المبطنة بينهما، ( بين هذه الأطراف الثلاثة التي عَقَدت عَزمَها على تصفية حساباتها القديمة والحديثة مع أمتنا العربية، فدخلت في صراعٍ مصيريٍ ومتواصل مع الأمة منذ بداية القرن الماضي إلى اليوم وهو في تصاعد ).

إذاً فالصراع كما يؤكده القائد عزة إبراهيم هو صراع مصيري، بين الأمة العربية وبين الأطراف الثلاث مجتمعة، أي أنه لا صراع بينهم، وهذه الحقيقة أكدها القائد في أكثر من خطاب سابق، حيث أشار أيضاً إلى استحالة قيام نزاع عسكري بين أمريكا وإيران، لأنهما متفقان على هدف واحد وهو تدمير الأمة العربية والسيطرة على مقدراتها.

لقد أشار القائد إلى نقطة جوهرية، تغيب عن الكثير، وهي أن قدر حزب البعث العربي الاشتراكي أن يولد من رحم الأمة ومعاناتها، يعبر عن آمالها وطموحاتها، ولكنه وُلد أصلاً لمواجهة هذه التحديات والدفاع عن الكرامة العربية، ( وأنتم تعلمون أن حِزبَنا حزبُ الرسالة الخالدة الذي ولد أصلاً للتصدي للتحديات المصيرية التي واجهت الأمة العربية، ولازالت تواجهها، وتزداد قساوة وضراوة، ولإنقاذ الأمة وتحقيق ثورتها الكبرى التحررية النهضوية الإنسانية، لإعادة الأمة إلى دورها التاريخي الطليعي في مسيرة الإنسانية نحو التحرر والتقدم والتطور والتحضر ).

فالدور المنوط بالحزب منذ ولادته وحتى الآن هو التصدي لكل التحديات والمصاعب التي تواجه الأمة، وتقف حجر عثرة في سبيل تقدمها وتطورها.

واستعرض القائد ما تعرضت له أمتنا العربية من مؤامرات وتحديات منذ مطلع القرن الماضي، وتحديداً منذ إفشال مشروع الوحدة الثنائية المصرية السورية، مروراً إلى التكالب على القضية الفلسطينية، والعدوان الفارسي المجوسي على الأمة والعراق منذ ثورتهم المزعومة عام ١٩٧٩.

لقد عانت الأمة الكثير من الويلات، وواجهت المزيد من التحديات، وفي كل تلك المراحل كان حزب البعث العربي الاشتراكي في طليعة القوى القومية المدافعة عن الأمة العربية.

إن البعث هو الصورة المصغرة عن الأمة، ولأن محاولة القضاء على الأمة مستحيلة، كذلك فإن محاولة القضاء على البعث مستحيلة أيضاً، فقد حاولوا خلال السبعة عشر سنة الماضية ولم يفلحوا، بل ازداد ثباتاً ورسوخاً في وجدان الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.

لقد قدم البعث من خلال أمينه العام رسالة واضحة المعالم للأمة العربية شعوباً وحكاماً أن بقاء الأمة ونهضتها لا تكون بالركون والانصياع للخارج، بل إن الاعتماد على الشعب الذي هو مصدر القوة الوحيد هو السبيل في البقاء والنهضة والتقدم، ولا يمكن مقاومة المشاريع الفارسية والإمبريالية والصهيونية إلا بتقديم المساعدة والعون للمقاومة حتى تتمكن من مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف كينونة ومصير الأمة.





الاربعاء ٢٦ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة