شبكة ذي قار
عـاجـل










الحياة مجموعة من الأحداث النضالية نخوضها مع أناس نلتقيهم، هناك البعض ممن يخشى خوضها، وهناك آخرون تفرض عليهم، وهناك فريق ثالث يصنع لنفسه الحدث الذي يصنع الحياة ويخوضها.

أي عظمة وقوة مبادئ وشجاعة يمتلكها رجال البعث التي تملأ صدور طليعتها الثورية الواعية المؤمنة التي لا ولن تنكسر، ولن تضعف عزيمتها في الإصرار على مواصلة السير قدماً نحو هدفها في صنع الحياة التي تليق بها وبأمتها؟

استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي أن يفجر ثورتين في قطرين عربيين هما العراق وسوريا، بفارق ثلاثين يوماً فقط!

لكن وعلى الرغم من ردة ١٨ من تشرين فإن حزب البعث لم ينكسر ولم يهدأ واستمر بنضاله السري، حتى نهضت عنقاء البعث من تحت الركام من جديد في تفجير ثورة ١٧ تموز عام ١٩٦٨ أي بعد أقل من خمسة أعوام!.

فأي روح أسطورية هذه التي يمتلكها حزب البعث العربي الاشتراكي بتنظيماته الثورية التي تمتلك روح شبابية تغلي بالأمل والإصرار ومفعمة بتحدي قوى الاستعمار وأنظمته الرجعية المستبدة التي كانت مهيمنة على السلطة وظلم جماهير الشعب.

إن تنظيمات حزب البعث العظيم لَوَتْ أذرع تلك الأنظمة الرجعية وأفزعت قوى الغرب الصهيونية لدرجة هروب النوم من عيون قادة الكيان الصهيوني المجرمين، حسب اعترافات الإرهابي المجرم قاتل الفلسطينيين "بناحيم بيجن" بعد ضربهم لمفاعل تموز النووي في عراق صدام حسين عام ١٩٨١.

إن شباب طلائع البعث الثوري روحهم وصدورهم تفيض قوة اقتحام وجسارة وجرأة وصبر وتصميم على تنفيذ المهام والواجبات التي يكلفون بها نتيجة لقوة وصدق مبادئ البعث وسماتها وخصالها في النقاء وصفاء قيم الوطنية والعروبة وحجم وعمق حب البعث في حمل كل هموم الوطن والأمة.

لأن مبادئ البعث تؤمن أن الشعب هو مصدر السلطات وأنه الغاية والوسيلة في الثورة التي تغير الواقع الفاسد وتخلصه من أمراضه المزمنة التي صنعها الاستعمار والاحتلالات من تجزئة وتخلف واستغلال.

وبما أن مبادئ البعث تؤمن إيماناً عقائدياً وفكرياً بأن كل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج هي جماهيره وقاعدته، وأنه حزب الأمة العربية وكل جماهيرها التي تعيش على أرضها بمختلف القوميات والاثنيات، فعندما فجر حزب البعث ثورة ١٧ تموز في عراق الرشيد انشرحت صدور الشعب العربي أملاً وفرحاً غامراً، وأعاد الأمل بقواه الوطنية العروبية وضمد جراحها التي تسببت بها نكسة ٥ حزيران ١٩٦٧.

واستمرت ثورة الحزب في العراق " ٣٥ " عاماً، وهي تبني دولة عصرية متطورة أرعبت دول الغرب الرأسمالي الغاشم.

حيث لم يتعرض الاتحاد السوفيتي السابق الذي سقط وانفرط عقد دوله وحلفة العسكري الذي كان يسمى حلف وارشو بدون حرب ولم تصل إلى ربع حجم القوة والوسائل التي استعملت ضد نظامنا الوطني.

ففرضت قِوى الشر الحصار الاقتصادي الظالم الذي دام لأكثر من ١٢ سنة عجاف ووضعوا له خطوط العرض والطول لمنع طيرانه العسكري وقطعوا شماله عن جنوبه، تحت عنوان زائف كاذب "حماية الشيعة من النظام" بينما هو في الحقيقة كان بمثابة تشجيع وتحريض على العصيان والتمرد والسماح بدخول "جراد إيران المسموم" إلى العراق، كما حصل في صفحة الخيانة والغدر عام ١٩٩١، حيث حرقوا ثمانية محافظات في الجنوب والفرات الأوسط ولكنهم فشلوا في تحقيق مآربهم الخبيثة.

ولأن البعث قد تمكن من بناء نهضة وتقدم أزعجت الصهيونية العالمية وأذنابها، حشدوا كل حثالات العالم، لإسقاط نهضته، بتحالف دولي عدواني غربي عالمي قادته أمريكا وبريطانيا حتى بلغ أكثر من ٤٤ دولة لم تصل إليها تحالفات الحروب الصليبية ولا تحالفات الحرب العالمية الثانية!

وقد كلفت أمريكا لوحدها " أكثر من سبعة تريليون" حسب اعتراف الرئيس ترامب وآلاف من قتلى العلوج ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين، حتى أصابت أمريكا بكارثة اقتصادية مكنت الصين من التفوق عليها.

أمريكا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني كانت رأس الرمح في الحلف الشرير الغاشم الذي احتلوا به العراق، وأدى إلى استشهاد أكثر من ربع مليون بعثي، وشرعوا قوانين عنصرية فاشية لم يعرفها التاريخ في محاولات بائسة يائسة فاشلة لاجتثاث البعث، لكن غباءهم أنساهم أن البعث هو ملح أرض العرب.

والنتيجة، خاب فألهم وفشلت خططهم، بل وقبرت، فنشأت أجيال وطنية ثورية واعية تثبت صدقية وأمانة مبادئ البعث في الوطنية والعروبة وانقلب السحر على الساحر.





الاثنين ٨ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة