شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ الرسالة الإسلامية، التي أحدثت الإنقلاب التاريخي للأمة العربية، ومع توسع رقعة الدولة العربية الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ونحن نعاني من ويلات دول الجوار الإسلامي، خاصة عندما يتردى ويتراجع الوضع العربي والعروبي، وسرعان ما يتوجه عدوان هذه الدول نحو الوطن العربي، ويتحالفون مع ألد أعدائنا.

لن أعود إلى التاريخ السحيق، بل سأتناول التاريخ المعاصر منذ قرن وحتى الآن.مع أن التاريخ أثبت أن العرب عندما كانت السلطة بيدهم، لم يتعاملوا بأي عدوانية أو عنصرية ضد الشعوب الأخرى، ولم يتدخلوا بشؤونهم الداخلية، بل مارسوا التعايش والمساواة معهم داخل الدولة العربية، أو على علاقات حسن الجوار مع الدول الأخرى.

بدأ "قرن حسنات" دول الجوار الإسلامي، بإحتلال دولة الأحواز العربية من "الجارة الإسلامية" ايران، وإحتلال أقليم الاسكندرونة من "الجارة الإسلامية" تركيا، ولا يزال الاحتلال مستمراً حتى اليوم، ولا يمكن أن نتغاضى عن دورهاتين الدولتين بقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التي تضم أولى القبلتين وثاني الحرمين المسجد الأقصى.
منذ عقود تمارس ايران وتركيا أدوراً لا علاقة لها بالروابط الإسلامية المفترضة مع أمة الرسول الكريم، ولا بعلاقات حسن الجوار حسب القانون الدولي، وإرتفع منسوب العداء والعدوان على العرب مع وصول نظام الملالي "الإسلامي" للسلطة في إيران ووصول النظام "الإسلامي" للسلطة في تركيا.

رفض خميني أي تصويب للعلاقات بعد سقوط نظام الشاه، بل إشتدت عنصرية وعداء، توجت بالحرب العدوانية على العراق طوال ثماني سنوات، وإرسال التهديدات ضد الكويت والبحرين والسعودية، ثم إغتنم هذا النظام فرصة غزو العراق ٢٠٠٣ لتقديم التسهيلات لقوى "الشيطان الأكبر" لإحتلال جارتهم العراق، ثم أدخلت الميليشيات المذهبية لتعيث فساداً وإجراماً وقتلاً بالعراق، وتوسع العدوان "الايراني الاسلامي" ضد الشعب السوري واليمني واللبناني، عبر ما يسمى "الحرس الثوري الايراني" أو عبر الميليشيات المذهبية التي أنشأتها.وتم الكشف على عشرات الخلايا الإرهابية الايرانية بالعديد من الدول العربية من الكويت وصولاً للجزائر.

أما تركيا، وبعد وصول الاسلاميين للسلطة، بدأوا بالإتجاه لفرض نفوذ داخل الوطن العربي، تحت مسميات وتبريرات متعددة، مع إطلاق شعارات لحقوق "السلطنة العثمانية" وتوظيف وضع اللاجئين السوريين، التي تسبب في غالبها نظام الملالي الايراني، لإقتطاع مساحات من الأراضي السورية، بحجة أماكن حماية للاجئين السوريين، وأحتوى ودعم التنظيمات الاسلامية السورية التي سلمت العديد من المناطق للنظام السوري، ليعيد أوردغان توظيف الشباب السوري بشكل خبيث كمرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا، بالوقت الذي دخلت قوات تركية كبيرة إلى شمال شرق سوريا وشمال العراق بحجة محاربة قوات حزب العمال الكردستاني الإنفصالي.

في كل هذه الأعمال العدوانية للجارتين الاسلامتين ايران وتركيا، كانت الأولى تطلق شعارات تحرير القدس، ولم يطلق حرسها الثوري رصاصة واحدة ضد الكيان الصهيوني، وكانت الثانية ترسل "أسطول الحرية" إلى غزة، مع الإبقاء على كل العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني.

أي نفاق هذا؟ وبإسم الإسلام؟!

إفتتاحية مجلة " كل العرب" عدد تموز ٢٠٢٠





الثلاثاء ٩ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة