شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر السودان
ثورة يوليو ( تموز ) اختبار جدي لمبدئية وانسانية ومستقبلية فكر ونضال حزب البعث العربي الاشتراكي

جماهير شعبنا الأبي :
تطل علينا هذه الأيام نفحات الذكرى ٥٢ لثورة ١٧ - ٣٠ يوليو_ تموز ١٩٦٨ المجيدة في العراق، التي فجرها حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الحية في العراق، تلك الثورة التي وضعت العراق كقاعدة قومية متقدمة ومتحررة في خدمة شعبه ونهضة أمته، وقضايا التحرر الانساني، وفاصلة تاريخية بين زمن الانكسار والهزيمة بعد هزيمة يونيو - حزيران ١٩٦٧.

لقد استطاعت ثورة يوليو - تموز بقيادتها الوطنية القومية البعثية المؤمنة، وبالالتفاف الشعبي حول شعاراتها الوطنية والقومية، أن تفجر طاقات العراق، وتبني نهضة متوازنة وشاملة استطاعت أن تنقل العراق إلى آفاق البلدان المتقدمة، في زمن قياسي، بالتنمية الانفجارية التي شملت كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقضت على الأمية والتخلف، وأممت الثروة النفطية من الاحتكار الرأسمالي الاستعماري، وبناء نهضة صناعية شملت كل قطاعات الدولة والمجتمع من خلال التجربة الرائدة للاقتصاد المختلط، والتي جاءت جائحة كورونا، وبعد نصف قرن، لتؤكد على صوابيتها وحوجة المجتمعات الإنسانية إلى تطبيقاتها التي وازنت بين جوهر البعد الانساني للإنتاج والتنمية وزيادة الإنتاجية، من خلال قيام الدولة بوظيفتها الاقتصادية والاجتماعية تجاه المجتمع، وتحقيق السلام الداخلي بحل القضية الكردية من خلال بيان آذار - مارس ٧٤ الذي أمّن على كافة حقوق الأكراد التاريخية الثقافية والاجتماعية والدستورية، فى إطار حكم ذاتي في عراق موحد، كاشفة بذلك عن انسانية وتقدمية الفكر القومي، وانسانية القومية العربية، ووضعت بمحصلة ذلك العراق على عتبة الخروج من دائرة دول العالم الثالث.

إن مسيرة ثورة يوليو - تموز المجيدة الصاعدة بمنهجها الوطني القائم على الاستقلالية وتفجير طاقات الانسان العراقي، ومنهجها القومي الثوري التقدمي، بوضع العراق وإمكاناته، بحاضره الثوري، وتاريخه التليد، وثقله النوعي الحضاري، في خدمة قضايا أمته العربية، وفي قلبها القضية الفلسطينية، وقضايا النضال التحرري الإنساني، في مواجهة العنصرية والتمييز والهيمنة الامبريالية، واستغلال انسان الأمم والشعوب، وقطع الطريق على خياراتها الوطنية والقومية، وفي مواجهة مفتوحة مع التوسعية الصهيونية والفارسية، وتحالفاتها، الظاهرة والمستترة، جعل الثورة ونموذجها التحرري محل تقدير الشعوب والقادة الوطنيين، والاستهداف الدائم من لدن قوى التخلف والتبعية والهيمنة، بدءاً من العدوان الإيراني في القادسية ١٩٨٠، مروراً بأم المعارك ١٩٩٠، وانتهاءً بالحواسم التي انتهت باحتلال العراق في ٢٠٠٣.

يا بنات وابناء شعبنا الأوفياء :
لقد شكل احتلال العراق وإسقاط تجربة نظامه الوطني، بتنسيق كامل بين المخطط الامريكي الامبريالي والإيراني الشعوبي، وبعمالة قوى المحاصصة المذهبية الطائفية العميلة، مدخلاً لتنفيذ مخططاتهم في احتلال العراق ونهب ثرواته وتقسيمه، والسيطرة على مقدرات الأمة، وإضعاف قدراتها في المواجهة لصالح كفة الكيان الصهيوني، وكسر حالة التوازن الاستراتيجي التي كان يمثلها العراق ونظامه وقيادته، وتقسيم جبهة الجماهير على أسس قبلية وجهوية وطائفية ومذهبية لضمان التفتيت والتجزئة.ساعد في ذلك، دونما شك، غياب النظام العربي الرسمي وخروجه عن دائرة الفعل والتأثير، وانكفاء الأنظمة العربية على قضاياها الداخلية، وابتعادها عن دائرة العمل العربي المشترك.

إن الوضع العربي الماثل الذي يتسم بالضعف والانكفاء والتشرزم، في غياب نظام عالمي متوازن، وفي ظل مشروع القرن الإمبريالي - الصهيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية ومسحها من ذاكرة جماهير أمتنا؛ يستوجب على القوى القومية والوطنية والإسلامية الحية في أمتنا وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي، أن تعمل وفق مشروع قومي وحدوي شعبي يستنهض طاقات الأمة وقدراتها، ارتكازاً على المقاومة الباسلة لشعب العراق في مواجهة الاحتلال الامريكي - الإيراني، وعلى المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيونى، وعلى حالة الحراك والزخم الثوري الجماهيري العربي المطالب بالحقوق والحريات في تونس والجزائر والسودان ولبنان وسوريا وليبيا، وفي دعم وحدة شعب اليمن في مواجهة المخطط الإيراني الفارسي المذهبي.

في ظل حالة الانكسار العربي والتراجع القومي، يؤكد حزبكم على دور الجماهير الشعبية، وتقوية عناصر النهوض الوطني والقومي، وتعزيز القدرات الذاتية الكامنة في الأمة وجماهيرها، شبابها وكادحيها وفقرائها ومنتجيها، كشروط لا غنى عنها لاستعادة زمام المبادرة، وتفعيل خط المواجهة الشعبية على امتداد ساحة الوطن العربي، وصولاً لتحرير العراق وفلسطين، وتحرير الأرض العربية من الاحتلال الامريكي والإيراني واستعادة الأمة لدورها التاريخي المأمول.

تحية لثورة يوليو - تموز، ولقادتها، وشعبها ومقاومته وانتفاضته، ولشهدائها الأكرم منا، وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين ورفاقه في القيادتين القومية والقطرية.

التحية والإجلال للرفاق في القيادة القومية، وللرفيق الأمين العام المجاهد عزت ابراهيم.
تحية لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني.
تحية لجماهير أمتنا فى كل ساحات المواجهة المتطلعة للحرية والسلام والعدالة.

حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر السودان
١٨يوليو ( تموز ) ٢٠٢٠





الجمعة ١١ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر السودان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة