شبكة ذي قار
عـاجـل










كان صباح يوم ٨ / ٨ / ١٩٨٨ يوما عاديا في مكان عملنا شعبة قائد النصر العسكرية وقاطع عملها الفرقة الثانية العسكرية / فل واحد خاص في ناحية شيخ سعد التابعة لمحافظة واسط نهضت صباحا كالعادة بصفتي مديرا للادارة والذاتيه للشعبه انا بطبيعتي استيقظ مبكرا لانظم امور الشعبة الامنية بالنسبة للحراس المتواجدين والذين عددهم ٢٥ حارسا اوزع جدول عملهم في الحراسة حسب الساعات وبعدها اتفرغ لتنظيم عمل إدارة الشعبه والاطلاع على عمل كل واحد منهم من كتاب الطابعة الى ارشيف الاضابير الحزبيه واضابير البريد الحزبي .. مرت ساعات هذا اليوم كما حالها في الايام السابقة لم نلاحظ اي شيء عدا الاخبار التي تردنا من السواتر الامامية لقاطع عملياتنا وعن طريق الضباط والجنود اللذين ياتون بواجبات رسميه للمقرات الخلفية .. تقريبا في الساعة السادسة جائني أحد جنود الحرس مسرعا لغرفتي وقال لي رفيقي التلفاز بدء فجئةً يعلن بان هناك بياناً هاماً يتضمن بشرى الى الشعب العراقي سيذاع هذا اليوم نهضت وذهبت الى الغرفة المخصصة كدار استراحة للجنود وهي مجهزة بتلفاز ومقاعد فشاهدت المذيع يعلن عن تلك البشرى والبيان الهام بدأنا نتهامس عن فحوى البيان والبشرى وماهيتها ياترى ؟؟؟

الشيء الذي جذب انتباهي هو ان الاغاني التي كانت تبث بين الفواصل لم تكن تلك الاغاني الوطنية الحماسيه التي كنا نشاهدها ونسمعها سابقا هنا ازداد الفضول قلنا لو كان انتصارا في معركة على احدى الجبهات لسمعنا اغاني حماسيه ..

بدأت الساعات تمر علينا ثقيلة وبطيئة ونريد ان نعرف ونترقب متى سيذاع علينا هذا البيان؟

أشارت الساعة الثامنه مساءا وقبلها تكرر ظهور مدير الربط ليعلن بانه سيذاع بعد قليل بيانا هاما وبشرى لقواتنا المسلحة وشعبنا العراقي العظيم وامتنا العربية المجيدة ولاحرار العالم.

أزفت الثامنه بإطلالة المذيع الكبير مقداد مراد ( رحمه الله ) بهيئته المحبوبه وشخصيته المريحة ليعلن بصوته الجهوري :

اليكم بيان البيانات .. وبدأ يتلو فقراته وعند وصوله الى فقرة ( وافق النظام الايراني على وقف إطلاق النار إعتباراً من الساعة الفلانية ) وبهذة اللحظة تقافز الجميع من الحاظرين يتعانقون ويقبل أحدهم الاخر بفرحة هستيريه لامثيل لها والمذيع مازال يتلو البيان واذا بالسماء تتوهج بإطلاقات نارية كثيفة جدا من كل مكان مدنيين وعسكريين قاموا بالرمي إبتهاجا وفرحا بهذا اليوم الذي إنتصرنا فيه على العدو الايراني بعد ان جرعناه السم الزعاف فكان يوم النصر العظيم ٨ / ٨ / ١٩٨٨ الذي أعلن فيه إنتصارنا الحاسم على عدوٍ حاقدٍ شرس خضنا معه معارك عنيفه على مدى ٨ سنوات قدمنا تضحيات كبيرة شهداء ابرار واسرى وجرحى بهم حققنا هذا النصر الكبير






السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد عبد الحميد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة