شبكة ذي قار
عـاجـل










حينما اندلعت ثورة الشعوب في إيران وتمكنت من إسقاط نظام الشاه العميل في عام ١٩٧٩ قابلها شعب العراق وقيادته الوطنية بالترحاب والتأييد، وكان الأمل يحدو العراقيين أن يؤمن العهد الجديد في إيران بحسن الجوار مع العراق وأن ينسحب من الأراضي العربية المحتلة.

ولكن الدجال خميني بعد أن قام هو وزمرته الإجرامية بالسطو على ثورة الشعوب في إيران بإيعاز من الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني رفع شعار تصدير الثورة إلى الأقطار العربية، وقابل المواقف العراقية الإيجابية من الحكم الجديد بالجحود والنكران متناسياً سنوات إقامته في العراق لاجئاً سياسياً هرباً من بطش الشاه.

ما أن مرت أيام على وصول خميني إلى السلطة حتى بدأت الاعتداءات على الأراضي العراقية، وقد نبهت وزارة الخارجية العراقية نظيرتها الإيرانية إلى الخروقات الإيرانية للحدود منذ آذار عام ١٩٧٩ وطالبت الإيرانيين بوضع حد لهذه الأعمال التي لا تؤسس لعلاقات سليمة بين العراق وإيران.

إن صمت العراق على الاستفزازات الإيرانية وتغليبه الحلول السلمية جعل الدجال خميني يتوهم ضعف السلطة الوطنية في العراق، مما حفزه للإمعان في سياسته العدائية واحتضانه للخونة والعملاء ودعمهم في سبيل احداث الفوضى والتخريب في العراق.

وفي مطلع نيسان عام ١٩٨٠ أقدم عملاء إيران على محاولة اغتيال الرفيق طارق عزيز في الجامعة المستصرية ثم أتبعوها بالهجوم بالقنابل على المشاركين في تشييع جثامين شهداء حادثة المستنصرية، وقد كان حزب الدعوة العميل رأس الحربة في عمليات الإرهاب والتخريب في العراق المدعومة إيرانياً.

لقد بين النظام الإيراني حقيقة موقفه بلا مواربة حينما أكد عزمه على إسقاط النظام الوطني في العراق، ولهذا فقد بدأ منذ الرابع من أيلول عام ١٩٨٠ بشن عدوانه الآثم على الأراضي العراقية.

ولهذا لم يكن هنالك مفر من الرد الحاسم الجريء الذي تم في الثاني والعشرين من أيلول عام ١٩٨٠، حيث تحركت قطعات الجيش العراقي البطل إلى العمق الإيراني لردع حكام طهران وكف عدوانهم على أرض العراق.

لقد أثبت النظام الإيراني استهانته بأرواح مواطنيه حينما زج بهم في محرقة القتال ورفض المبادرات السلمية العراقية لإنهاء الحرب، ورغم خسائره الفادحة أثبت النظام الإيراني أنه حريص على مصلحة أمريكا والغرب والصهاينة الذين يحرضونه على استمرار الحرب مع العراق أكثر من مصلحة الشعوب في إيران التي تدفع ثمناً باهضاً جراء سياسته العدوانية.

لقد أثبت البواسل في القوات المسلحة العراقية قدرتهم القتالية العالية في الحرب، ورغم تحريك النظام الإيراني للجيب العميل في الشمال ونجاحه باحتلال الفاو في شباط عام ١٩٨٦ إلا أنهم كانوا عند حسن ظن جماهير الشعب والأمة بهم.

لقد كان عام ١٩٨٨ عام الحسم فقد نجح فرسان الجيش العراقي والحرس الجمهوري بتحرير الفاو في السابع عشر من نيسان عام ١٩٨٨ لتكون فاتحة معارك التحرير الكبرى في الشلامجة وزبيدات ومجنون ومعارك التوكلات، مما أدى لانهيار الجيش الإيراني وترنح مقاتليه فأصبح الطريق إلى طهران مفتوحاً لأبطال القوات المسلحة العراقية.

وفي يوم الأيام الخالد الثامن من آب عام ١٩٨٨ يوم النصر العظيم أعلن الدجال خميني تجرعه سم الإقرار بالهزيمة أمام جحافل القوات المسلحة العراقية، لتنتهي منازلة قادسية صدام المجيدة بنصر العراق والأمة.
انزعج الغرب والصهاينة لنصر العراق على النظام الإيراني فحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات ضد النظام الوطني، واستغلوا دخول العراق للكويت لفرض الحصار الجائر وشن العدوان الثلاثيني عليه.

إن صمود شعب العراق وقيادته الوطنية وفشل المؤامرات لإسقاط النظام الوطني أجبر الإدارة الأمريكية على غزو العراق وإسقاط نظامه الوطني وتسليم العراق لقمةً سائغةً لإيران، كي تنفذ المخطط المرسوم لها بتخريب العراق والفتك بشعبه ونهب ثرواته واستخدام أراضيه منطلقاً لنشر الفوضى في الأقطار العربية.

إن تدخل إيران العسكري الوقح في العراق والهيمنة على المشهد السياسي فيه والتمدد في الوطن العربي يثبت قيمة النصر الكبير الذي حققه العراق في ٨ - ٨ - ١٩٨٨، وأن العراق بقيادته الوطنية الشجاعة قبل الاحتلال كان خير حارس للبوابة الشرقية للأمة العربية.

ويواصل شعب العراق المجاهد وفي طليعته صناديد البعث بقيادة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم كفاحه الملحمي ضد الاحتلال الإيراني وعملائه، مسترشداً بكفاح قواته المسلحة الوطنية وتضحيات شهداء قادسية صدام المجيدة.

إن فجر الحرية قادم لا محالة بهمة الثوار والمناضلين.
وما ضاع حق وراءه مطالب.






الثلاثاء ٢٢ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة