شبكة ذي قار
عـاجـل










يوماً بعد آخر يتوالى سقوط الأقنعة المهلهلة عن حكام العرب الذين ساهم أكثرهم في التهيئة والتحشيد والمشاركة في العدوان على جمجمة العرب ورمح الله في أرضه العراق ، وما اُعلن من قبل ترامب عن ( أتفاق ) أميركي أماراتي صهيوني إلا حلقة أخرى من حلقات الأستخذاء والخنوع التي أعتاد عليها أغلب هؤلاء الحكام خاصة بعد أن تم أخراج العراق من دائرة الصراع العربي الصهيوني وجعله دمية بيد الأحتلالين الأميركي والفارسي.وفي حين نسمع أن البعض قد تفاجأ او صُدِمَ من سيناريو هذا الأتفاق إلا إننا كنا نتوقع هذا الأعلان وغيره من أولئك الذين تنكروا للعروبة وللشرف والكرامة والقيم يوم تحالفوا مع غربان الشر وغرزوا خنجر الغدر في جسد الأمة وروحها الوثابة عام ٢٠٠٣.نعم حين كان العراق بقيادته الوطنية الشجاعة وبشعبه الابي الذي نهل من مبادىء البعث القومية حب العروبة والتضحية من أجل أرساء دعائم الأمن القومي العربي والدفاع عن أرض العرب بكل ما يملكه من قوة وأقتدار ونخوة ، سباقاً ومبادراً في التصدي لكل ما سمي ب ( مشاريع التسوية ) و ( التطبيع والتعايش ) حتى وهو مثخن الجراح في صراعه ضد جبابرة الأرض وأعتى قواها المجرمة في تحالفهم الظالم عليه وتمكنهم من القضاء على اعظم قوة اقتدار عربية في العصر الحديث. 

أن ألاعلان عن هذا الاتفاق السيء الصيت جاء بعد مراحل من العمل الخفي والمعلن كان من نتائجه المعروفة ما سمي حينها بمكاتب العلاقات بين اغلب دول الخليج العربي والكيان الصهيوني والتي اعقبتها وتزامنت معها فعاليات غطاها الاعلام العربي والدولي مثل تبادل الزيارات ، والتعاون الاقتصادي ، والمشاركة في المؤتمرات والمحافل الدولية واللجان المشتركة وغيرها مما كان يمهد السبيل لحالة من التطبيع المذل للأنظمة العربية مع هذا الكيان وصولاً الى حالة الأعتراف المتبادل التي سبق أن تم الأقرار بها بعد اتفاقيات كامب ديفيد ، وأوسلو الاولى والثانية وغيرها ضمن مسرحية أخرجتها أميركا ودول الغرب تحت لافتة ( عملية السلام وأنهاء حالة العداء في الشرق الأوسط ).أن هذا الأعلان لن يكون الأخير في صفحات المخطط الصهيوني الأميركي لانهاء الدور الريادي للأمة العربية وأضعاف قدراتها والهيمنة على ثرواتها والقضاء على كل جسم حي فيها من خلال تجزئة المجزأ وتقزيم الكيان القومي العربي الى أدنى مستوى ، وما هي إلا أيام حتى تطرق مسامعنا سلسلة من ( الأتفاقيات ) المهينة وبذات السيناريو مع الأمارات أو غيرها طالما أن المخرج واحد يحرك بخيوطه من البيت الأبيض هذا الطرف أو ذاك وبكل سهولة وصولاً الى انضاج طبخة ( صفقة العصر ) التي سيهرول حكام الذل والخنوع والعار لقبولها بكل بساطة ورضا وليذهب الشعب الفلسطيني والحقوق التاريخية وكرامة الأمة الى الجحيم .. !لله درك يا عراق ، ولله درك يا شهيد الأضحى يا من كانت العروبة وفلسطين شغلك الشاغل والغصة التي كانت تؤلمك وحاولت مراراً وضحيت بالكثير من أجل أن ترتق جرح فلسطين وكل الأمة وما قصرت لا والله ، وهاهي الأمة في نكوص وأنكسار بعد أن تسيد أمعات القوم حين ظنوا أن نجم بغداد قد أفل وغاب قمرها وقمر الأمة ،وبات ابناء الأمة يرددون بالم وحسرة وهم يذكرون العراق وصدام :
سيذكرني قومي أذا جدّ جدهمُ وفي ُالليلةِ الظلماءُ يفتقدُ البدرُ






السبت ٢٦ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الحسني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة