شبكة ذي قار
عـاجـل










لبنان وشعبه المضياف الكريم الطيب، ومعه كل العرب وشرفاء العالم، يتساءلون عن سبب كل ما يحدث في لبنان وبالذات منذ العام ١٩٧٥ الى يومنا هذا، ٤٥ عاماً، ومازال جرح لبنان ينزف، ومازال السؤال نفسه .. لماذا؟

لبنان بلد صغير جداً بمساحته المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ليس له أية ثروات طبيعية أو موارد سوى السياحة التي تمكن اللبنانيون من صناعتها بشكل جيد طيلة العقود الطويلة الماضية.

لبنان لم يهدد دولة أو كياناً ولم يتدخل يوماً بشؤون الدول، ولم يكن عامل زعزعة لأحد، لبنان ليس لديه طموحات توسعية وليس لديه عقد عنصرية أو قومية أو حتى طائفية، فمن حق اللبناني حصراً أن يتساءل لماذا لبنان؟ ما الذي يجري للبنان؟ وماذا فعل لبنان ليجري كل الذي جرى له؟

هل كان لبنان يحتاج إلى تلك القنبلة الأقرب إلى النووية لترتفع أسهم الغضب فيه وليرتفع معه صوت العالم غاضباً لما يحدث ويجري له؟ يتساءل أهله .. ما الذي تريدون منا أن نفعله ولم نفعله؟ أعلمونا كي نفعله لنعيش بسلام وأمان!

بنظرة بسيطة كي نفهم مغزى ما يحصل للبنان وسبب ذلك الصراع فيه، لنقل أن السبب هو وجوده على حدود فلسطين المحتلة، وأن الكيان الصهيوني الغاصب يعتبره عامل تهديد لوجوده في المنطقة، هذه نظرة سطحية عامة، نظرياً وجغرافياً ربما تكون صحيحة، لكنها في واقع الحال لم تكن هي السبب، ولكنها أصبحت نتيجة وغاية.

طيلة حروب العرب مع العاهرة "الكيان الصهيوني الغاصب" لم يكن للبنان يد فيها ولم تشترك في أحدها لعدة أسباب وأهمها سقوط لبنان عسكرياً لقربها الشديد من الحدود مع فلسطين وإمكانية القوات الصهيونية من إيقاع أكبر الخسائر فيها براً وجواً وبحراً، لهذا فإن دول المواجهة العربية مصر وسوريا والأردن لم تضع بحساباتها إشراك لبنان في هذه الحروب.

والدليل أحداث عام ١٩٨٢ في معارك منظمة التحرير الفلسطينية مع القوات الصهيونية وتمكن هذا الكيان الغاصب من الدخول إلى لبنان والوصول إلى بيروت، صراع لبنان مع الكيان الصهيوني لم يكن هو السبب النهائي والحقيقي لكل ما يحدث في لبنان، ومن له مصلحة بذلك هو طرف آخر يدير أحداث لبنان.

ولو قلنا إن فرنسا وأمريكا تنظر إلى لبنان بعين أخرى نقول نعم يصح ذلك ولكنه ليس هو سبب ما يحصل في لبنان.

منذ ٤٥ عاماً كل الأحداث الكبيرة التي جرت وحصلت للبنان كان عاملها الأساسي هو شيء واحد، منذ العام ١٩٧٥ بدأت الصراعات تزداد في لبنان التي أشعلت الحرب الأهلية والطائفية وأحرقت الأخضر واليابس، ودمرت هذا البلد الصغير الجميل، وكانت هذه الحرب بداية إثبات الوجود لقوى خفية استمرت إلى يومنا هذا، ورغم أن الدور السوري كان له أبلغ الأثر في هذا الصراع ولكنه أيضاً كان منقاداً لإرادة خارجية نفذها بغباء وحقد أصفر.

والطرف الوحيد الذي تمكن من التغلغل إلى لبنان والمستفيد من كل ما يحصل فيها هو إيران الشر، واتخذت من المذهبية ورنين صفة المقاومة للكيان الصهيوني سبباً بالتوغل وإحداث الصراعات وزرع الميليشيات والأحزاب الموالية لها تحت هذه الحجة لتخوين كل من يقف بوجهها، فهي تريد القتال بالنيابة، نظريا فقط، ولكنها في الواقع تريد استثمار هذا الموضوع لمصالحها الخاصة وإثبات وجودها والتفاوض لأجل مصالحها ومنافعها تحت هذه الإدارة المشبوهة "المقاومة".

لا تغادروا هذه الفكرة أبداً، رغم وجود مصالح أمريكية وفرنسية وأن سبب كل ما يحصل للبنان هو إيران وأذرعها السرطانية كحزب الله وحركة أمل، ولو قطعت لعاد لبنان جميلاً مضيافاً آمناً .. بيتا لكل العرب.




الثلاثاء ٢٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة