شبكة ذي قار
عـاجـل










عمل " ثيودورهرتزل " الذي يعد أبو الصهيونية في الترويج لفكرة إيجاد وطن لليهود في فلسطين ، ونجح في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا في بين التاسع والعشرين والحادي والثلاثين من شهر آب عام ١٨٧٩ تحت شعار " العودة إلى صهيون " وحضره ٢٠٤ من المندوبين اليهود منهم ١١٧ مثلوا جمعيات صهيونية مختلفة ، و ٧٠ جاؤوا من روسيا القيصرية وحدها.

وكان من أهم قراراته هي تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية ، لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن ( هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون الدولي ).

و بعد ثماني سنوات من ذلك المؤتمر الصهيوني انعقد في بريطانيا عام "١٩٠٧ - ١٩٠٥ " مؤتمر صهيوني آخر و اعتبر أطول مؤتمر في التاريخ القديم والحديث ، حيث بقي مفتوحاً لعامين كاملين وهم يضعون جسد الأمة العربية على طاولة التشريح.

وضعوا فيه آلية تحافظ على تفوق مكاسب الدول الاستعمارية من خلال احتلالها للوطن العربي الذي كان تحت احتلال دولة الرجل العثماني المريض و تحت لواء الخلافة الإسلامية إلى أطول أمد ممكن.

قاد ورعى ذلك المؤتمر زعيم " حزب الأحرار" ورئيس الوزراء البريطاني اليهودي الصهيوني الحاكم آنذاك " هنري كامبل بانرمان " ، الذي ضم الدول الاستعمارية الغاشمة : ( بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ، بلجيكا اسبانيا ، إيطاليا ) وفي نهاية المؤتمر خرج بوثيقة أو قرارات إستراتيجية استعمارية سميت " بوثيقة كامبل " ، وهو أحد المؤسسين للمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بزعامة الصهيوني " ثيدور هيرتزل " وحضره ممثلاً عن الإمبراطورية البريطانية .


تلك الدول " الست " عملت وهيأت أثناء الحرب العالمية الأولى على عقد اتفاقية " سايكس بيكو " السرية بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة الإمبراطورية الروسية القيصرية وايطاليا ، التي نصت على اقتسام منطقة الهلال الخصيب وتقسيم أملاك الدولة العثمانية " الرجل المريض " ، بينما الحرب العالمية الأولى كانت مشتعلة وغير منتهية ، وقد نصت على سلب دولة فلسطين وإعطائها لليهود ، والتي كشفتها ثورة أكتوبر البلشفية عام ١٩١٧.

عملت المنظمة الصهيونية العالمية بجد من خلال هيمنة المال والاقتصاد على الدول الاستعمارية الغاشمة التي كانت تهيمن على العالم وخاصة بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية و بكل الطرق والوسائل الغاشمة والخبيثة ضد الأمة العربية وقد جزأوا الوطن العربي إلى ٢٢ جزء فقامت بريطانيا الماسونية بتسليم ارض فلسطين لليهود عام ١٩٤٨ بمؤامرة تحت ذريعة الانسحاب منها.

إن أحد قرارات " مؤتمر كامبل " تأسيس أحزاب الإسلام السياسي التي " تعتبر اليوم أسلحة للتدمير الشامل " من خلال الاتجار بالدين ، والتي تدعو إلى تأسيس دولة ( إسلامية ، أممية ) لأنها لا تعترف بوطن ولا وطنية ولا بالقومية العربية ولا بالعروبة ، وتحارب قيام أي وحدة عربية.

و بعد الحرب العالمية الثانية اكتفت دول الغرب الاستعمارية بصناعة كيان حكومي للأنظمة العربية في ٢٢ مارس / ١٩٤٥ أسمته " جامعة الدول العربية " التي تمثل الأنظمة العربية العميلة والمختلفة والمتنافرة ولا تمثل وحدة للجماهير العربية.

قامت المخابرات البريطانية بتأسيس أول حركة من أحزاب الإسلام السياسي هي حركة " الإخوان المسلمين " كمنظمة إرهابية سرية باطنية في محافظة الإسماعيلية في مصر عام ١٩٢٨ عندما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني.


و في بداية الخمسينيات أسست المخابرات البريطانية أيضاً أحزاب الإسلام السياسي الإيرانية والأفغانية والباكستانية والهندية لأن القارة الهندية كانت تحت احتلال الإمبراطورية البريطانية.

وقد ناصب الجناحان العداء لأي تيار أو حزب سياسي يقوم على المبادئ القومية والعروبية أو ينادي بالوحدة العربية وبدأت حربهم على حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه في ٧نيسان ١٩٤٧ في دمشق.

كما حاربت معهم ألأنظمة العربية الرجعية " وحدة مصر وسوريا " التي أقيمت في ٢٢ فبراير / شباط ١٩٥٨ حتى أسقطوها في ٢٨ سبتمبر / أيلول ١٩٦١.

ووقفوا ضد أي تقارب وحدوي عروبي كان يحصل بين أنظمة ألأقطار العربية لكي يبقى الوطن العربي مجزأ متنافراً بعيداً عن أي وحدة وهذا هو ما تريده الصهيونية.

فوجدت دول الغرب الصهيونية إن موضوع الروح القومية والعروبة مختلط في دماء العرب جميعاً وأحزابهم القومية وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي ربط الدين بالعروبة " العروبة جسد روحه الإسلام ".

كما شاهد الغرب اللعين إن الاحتلال الاستيطاني الفرنسي للجزائر الذي بدأ في يوليو ( ١٨٣٠ – يوليو ١٩٦٢ ) أي استمر ١٣٢ سنة عجاف ، و قد ولدت فيه أجيلا لا تستطيع التحدث باللغة العربية لكن " القرآن الكريم " هو الذي حفظ اللغة العربية.

وحادثة خطاب فرحات عباس في عصبة الأمم التي تأسست عقب مؤتمر باريس للسلام في ١٠ يناير / كانون الثاني ١٩٢٠ وعدم تمكنه من قراءة الخطاب باللغة العربية " فبكى " وكمله باللغة الفرنسية اكبر دليل على ذلك.

ففكر الغرب بإستراتيجية جديدة دينية متطرفة تؤدي إلى تمزيق الأمة العربية وتشويه دينها الإسلامي في آن واحد من خلال نشر وباء فيروس الطائفية بين الشعب العربي وذلك بدعم المذهب الصفوي القديم الجديد بقيادة الخميني والمكلف بمهمة احتلال ما يستطيع احتلاله من أقطار الوطن العربي.

تمت هذه الطبخة الشيطانية بفرنسا عندما وصلها " خميني الدجال " قادماً من العراق في ٦ أكتوبر ١٩٧٨ وسكن في بلدة " نوفل لوشاتو " التي بقي فيها " ١١٧ " يوماً وهي البلدة التي عاش فيها ( نوفل ) وكيل الملك لويس التاسع حيث قاد نوفل هذا الحملة الصليبية إلى فلسطين والقدس ؟.

كما شارك الخميني أهل تلك البلدة الاحتفال بمولد السيد المسيح وهو يرتدي الملابس الغربية !.

وهذه الاتفاقية الفرنسية السرية الجديدة هي الثانية التي تصنعها فرنسا بعد سايكس بيكو في باريس ،

و التي أعطت الخميني حق احتلال الأقطار العربية في الإقليم و تقاسم النفوذ بين إسرائيل الشرقية وإسرائيل الغربية ، من خلال نشر فيروس الطائفية لتقوية الكيان الصهيوني الغاصب على ارض فلسطين.

هذه الاتفاقية السرية التي لم تنشر لغاية اليوم ، لكن هناك بعض الصحفيين الفرنسيين الشرفاء قد سربوا بعض من ملامحها القذرة ضد الأمة العربية عن طريق صحفهم الثورية التي تبغض الصهيونية وتتعاطف مع محنة الشعب الفلسطيني.

وكذلك بعض التسريبات التي جاءت في كتاب " آيات شيطانية " للروائي والكاتب " أحمد سلمان رشدي " البريطاني من أصل هندي ، كشميري الذي نشره في ٢٦ سبتمبر ١٩٨٨ والذي أفتى الخميني بقتله.

فنقلوا الطاعون الخميني إلى إيران في الأول من فبراير / شباط ١٩٧٩ للبدء بتنفيذ " الإستراتيجية الصهيونية " الجديدة.

و البداية كانت في شن الحرب على العراق في ٤ أيلول ١٩٨٠ على السد والحارس الأمين للجبهة الشرقية للأمة العربية واعتبار دول الخليج ساقطة في الجيب بدون حرب لأنها موالية للغرب وللصهيونية.

وقد بان الأمر عندما أطلق الدجال تصريحه الأول : " تحرير القدس يمر بكربلاء ".

لكن أجهزة مخابرات نظامنا الوطني ألبعثي الذي كان من أرقى وأنظف وأصدق وأدق وأذكى أجهزة المخابرات في العالم.

إضافة إلى فراسة وثقافة فرسان قيادة البعث في العراق ومدى عمق معرفتهم واستشرافهم بما كان يخطط من تأمر للعراق وللأمة العربية بالخفاء ، فكان يتصرف وفقاً لمصلحة حماية الوطن والأمة فكشف أسرار المؤامرة الخمينية الصهيونية ووقف في وجهها وضرب أحزابها الطائفية الإرهابية.ولكن للأسف بعد الاحتلال تحققت أهداف الصهيونية الخمينية حيث سقطت ثلاثة أقطار عربية وبدأ الانحدار نحو بئر العار في التطبيع.





الاربعاء ٧ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة