شبكة ذي قار
عـاجـل










استضافت قناة الحرة المجرم بول بريمر للحوار حول زيارة مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة، وإلقاء الضوء على طبيعة المحادثات والمطالب المتقابلة، وما أنجزته الزيارة، وفي سياق الحوار وجه المذيع سؤالاً يحمل فيه بريمر تباعات أخطائه في حل الجيش العراقي ومؤسسات الدولة، فرد عليه بريمر بما يؤكد أنه هو بالذات من قد أسس ( دولة جديدة ) في العراق، من جيش بديل لجيش صدام، كما سماه بريمر، ووزراء غير وزراء صدام، وحين نستمع إلى أحاديث وحوارات نوري المالكي وهو يتحدث عن ( الدولة ) والانجازات التي حققها هو وحزب الدعوة الذي سلمته الولايات المتحدة السلطة عبر رئاسة الوزراء ممثلة بإبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي، ويمكننا أن نضيف لهم عادل عبد المهدي، لأنه منهم ويدور في فلكهم ويسير بأهوائهم وتوجهاتهم.

السؤال الآن لنوري ومن يسمعه ويصدقه : هل الدولة التي يتحدث عنها هي دولة بريمر أم دولة حزب الدعوة، ومن هو الذي يعيش في الوهم والسذاجة ودوائر الافتراء بريمر أم نوري المالكي؟

تبادر إلى ذهني هذه المقدمة أثناء سماع ومشاهدة حوار تلفازي مع نوري المالكي خاض فيه بشتى شؤون العراق منذ غزوه وحتى لحظة زيارة مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة التي جرت هذا الشهر، هذه السلسلة من المقالات ستحاور بهدوء وموضوعية طروحات نوري المالكي لنثبت أنه دجال مفتري وكل ما يتفوه به هو افتراءات تتحدث عن وهم ( دولة ) لا وجود لها إلا في مخيلته المسرطنة، لنبرهن للقاصي والداني أنه ليس رجل دولة كما يصوره إعلام المال العراقي الذي سرقه نوري وحزبه حزب الدعوة الإيراني.

سنأخذ مقطع بداية الحوار ونضعه كما تم تفريغه حرفياً من الفيديو الأصلي ونضع عليه ملاحظات وتعليقات يمكن أن تأتي على لسان أي عراقي أو أي عربي لكشف الكذب والبهتان والزيف الذي برع فيه هذا الخائن والمتبرقع بالدين والمذهب رياء :
(( المقدم : بداية، الحديث اليوم نتحدث عن كثير من التحديات وكثير من الأمور التي تواجه العملية السياسية.

أبدأ معك من حيث وصلنا بالأحداث السياسية خلال مدة المئة يوم، يكاد الكل يجمع على أن مدة المئة يوم بالنسبة للسيد الكاظمي ضمن هذه التحديات، والبعض يراها ناجحة، والبعض يراها ليست هي من الملاحظات.
كيف يرى السيد المالكي هذه المدة، وخصوصاً وهو مر بنفس التجربة، تجربة المئة يوم.

المالكي : بسم الله الرحمن الرحيم
أنا حقيقة عندي ملاحظة قد يقوم بها البعض من السياسيين والإعلاميين، وهو قياس مرحلة على مرحلة، المراحل تختلف بين بعضها البعض، التحديات تختلف، المعطيات تختلف، يعني المئة يوم عندي تختلف عن المئة يوم في حكومة الكاظمي.
التحديات التي كانت عندي تختلف عن التحديات التي في حكومة الكاظمي، بالنسبة للمئة يوم الأولى بالنسبة لي كان هناك لون من ألوان الوفاق الوطني، وما كان الشارع المتفجر بالطريقة هذه الموجودة، كان عندنا عمل إرهابي، عندنا عمليات وخطف وقتل وتفجير، وضرب المنطقة الخضراء، يومياً ١٥ إلى ١٨ سيارة تنفجر.

التحديات مختلفة، والآن ما موجود عندنا القتل والخطف، موجود عمليات اغتيال.

الآن عندنا متظاهرين لهم مطالب، وعندنا متظاهرين مسيسين، لهم أغراض، وخلفهم جهات، التحديات هذه تختلف عن التحديات التي كانت موجودة عندنا.

ربما نشترك في التحديات، لأنه في المرحلة الأولى، كان في العام ٢٠٠٦ - ٢٠٠٨ أيضاً كان عندنا أزمة مالية، لأنه انخفضت أسعار النفط إلى ٢٥دولار، فسببت لنا وضعاً مالياً لكن استطعنا أن نتجاوزه بدون أن يتأثر عدنا الرواتب وتتأثر الخدمات الموجودة، وتتأثر نفقات الاستثمار التي ينبغي أن تكون في المحافظات.

أنا بصراحة أقول لا المئة يوم التي كانت عندنا ناجحة بكل معنى النجاح، ولا المئة يوم بالنسبة للكاظمي فاشلة بكل الفشل، لكن يمكن المئة يوم الأولى التي كانت في تلك الأجواء يعني كانت أفضل من المئة يوم الموجودة الآن لأنه لم يتحقق شيء.

المشكلة الكبرى التي تشترك بها المئة يوم الأولى والمئة يوم هذه هي هيبة الدولة، وأنا أقصد بهيبة الدولة عندما يكون انهيار بالجانب الزراعي يتضرر المزارع، عندما يكون بالجانب التربوي تتضرر المؤسسة التربوية، ولكن عندما يكون انهيار في هيبة الدولة، والشرطي والجيش والجندي وكلهم لا احترام لهم ولا هيبة لهم ما يحدث الآن في ساحات التظاهرات أو في المناطق والمحافظات من اعتداءات، من حرق، من قتل، الدولة منهارة.

المئة يوم التي كانت في زمن الأخ الكاظمي هي امتداد للأيام الأخيرة من زمن الدكتور عادل عبد المهدي التي سقطت بها هيبة الدولة حينما صار تجاوز على المدارس وعلى الجامعات وعلى مراكز الشرطة وعلى المعسكرات وعلى وووو على غير ذلك واستمرت هذه الظاهرة الموجودة قطعاً، علماً بأن حكومة الكاظمي مطالبها وفترتها محدودة، أبرز مطالبها هو إعادة هيبة الدولة، إجراء العملية الانتخابية المبكرة ومعالجة بعض القضايا المتعلقة ببعض الخدمات، وهذا المفروض هو يركز كل جهده عليه، لكن ( هذينه ) ما تحققن وهيبة الدولة ما أعيدت لحد اليوم لهذه الساعة لا توجد هيبة للدولة لا هيبة للضابط الذي في كل يوم –ونشاهده على شاشات التلفزيون - لا تزال قضية السلاح وقضية التدافع مع السلطة بالنسبة للجانب الأمني، ما انحلت.

الجوانب الاقتصادية الأخرى أيضاً ما انحلت، ماكو هناك قدرة عند الحكومة لحد الآن - المئة يوم - أن تحل القضايا الاقتصادية، لذلك صارت أزمات الرواتب وإيقافها وقطعها وووو تسببت بمظاهرات.

عموماً، المطالب التي كانت مرجوة ومطلوبة من حكومة الكاظمي خلال المئة يوم والتي هي جزء وعندها امتداد واستمرار لأواخر حكومة الدكتور عادل عبد المهدي ما تحققت. ))

ملاحظتنا الأولى :
لا يوجد رجل دولة أو سياسي يمتلك الحد الأدنى من القدرات والمؤهلات يمكنه أن يطلق على ثلاثة أشهر مصطلح ( مرحلة ).
المرحلة حقبة زمنية طويلة نسبياً تتضمن صناعة منتجات تاريخية في حياة الشعب والوطن، وليس مدة زمنية قصيرة تفرض من شركاء الخيانة والعمالة ( فرضاً على رئيس وزراء السلطة الاحتلالية لتغيير حال رديء أمنياً واقتصادياً.

ملاحظتنا الثانية :
يعترف المالكي دون أن يشعر بخطورة ما يعترف به بأن الفترة التي حكم فيها كان فيها ( لون من ألوان الوفاق الوطني ) وهذا يعني أنه لا يتحدث عن ( دولة ) ، فالدولة مؤسسات مستقرة وجيش وشرطة وقضاء، والتعبير الذي استخدمه يشي بحقيقة حزب الدعوة وبحقيقة انغماسه بصراع مع الشركاء في السلطة العميلة الخائنة كان نتيجته أن يكون الوفاق الوطني واللون هو الحاكم وليس الدولة.

ملاحظتنا الثالثة :
يدين نوري المئة يوم الممنوحة للكاظمي ويصفها بفقدان هيبة الدولة مقارنة مع ( مرحلته ) التي كان فيها ( للدولة ) هيبة! .. ويتحدث عن تلك الهيبة للدولة في تطور الزراعة والتربية والقطاع الخاص .. إلخ، غير أن نوري وهو يقارن بين مرحلته ( الفذة المليئة بالمكاسب والانجازات ) وبين مرحلة الكاظمي قد سقط في زلات وزلات منها أن مرحلته كان فيها ( أعمال إرهابية ) من تفجيرات ومفخخات، أما مرحلة الكاظمي ففيها ( اغتيالات ) ، فالمالكي إذن لا يتحدث عن ( دولة ) بل عن سلطة كانت في زمنه تواجه تحديات نتائجها ( موت الشعب ) ، وهي ذات السلطة التي مسكها الكاظمي وظلت تواجه تحدي الموت، غير أنه الموت ( اغتيالاً ) وفي كل الأحوال هو يهمش التحديات التي تواجه الكاظمي، وهي تحديات موت، ويعتبر تحدياته أهم وأخطر وهي تحديات موت للناس أيضاً دون أن يدرك أن الموت واحد وأن الأزمنة المتلاحقة لسلطتهم تمتاز بأنها أزمنة للموت المجاني، ثم إننا ومعنا شعب العراق من فلاحين ومعلمين ومدرسين وأساتذة جامعيين وصناعيين نتساءل :

أين التطور في قطاع الزراعة والصناعة والتعليم الذي يدعيه نوري؟ فما يزيد على ٧٠ بالمئة مما يأكله العراقيون مستورد من إيران، وهل يمكن لعملية سياسية ديمقراطية حقيقية أن تنتج تطوراً حقيقياً ثم يغيب وينتهي مع انتهاء مرحلة رئاسة الوزراء؟ أي أنها انجازات مكتب رئيس الوزراء وتغيب مع غيابه عن المكتب؟ فلا أحد من العراقيين يعرف عن زراعة وصناعة واقتصاد نوري المالكي شيئاً غير الخراب والفساد.

ملاحظتنا الرابعة :
إن هيبة الدولة من خلال الأمثلة التي ساقها نوري ليست خطأ الكاظمي الخائن العميل شريك نوري في العملية الاحتلالية سوى أنه ليس من أحزاب إيران انتماءً تنظيمياً، فهيبة الدولة التي ينتمي لها الكاظمي هي نتاج هيبة دولة نوري، فنوري وشركاؤه ساسة المشروع الإيراني حكموا البلاد والعباد ١٧ سنة، والكاظمي استلم منهم والشارع يمارس عمليات اسقاط هيبة دولتهم، وعليه فإن نوري لا يسوق لدولة ولا نظام ولا هيبة بل يسوق لعودته هو شخصياً للسلطة أو لعودة حزب الدعوة الذي يستطيع أن يتسلط بلا دولة لأنه أصلاً لا يرغب إلا بسلطة الفوضى والخراب لكي ينهب ويقتل ويسرق ويقوي إيران واحتلالها.

ملاحظتنا الخامسة :
يحمل نوري المالكي مسؤولية كل ما يحصل على عاتق مصطفى الكاظمي، ليس حرصاً على ( الدولة ) بل لتسقيطه بهدف عودة حزب الدعوة إلى رئاسة الوزراء، وهنا يلاحظ المراقب كيف أن نوري قد افترى على رفيقه في الخيانة مصطفى الكاظمي بحيث جعله هو المسؤول عن انفجار الشعب الذي حصل بعد تراكم الفساد والاخفاقات والذيلية والتبعية التي حصلت عملياً على يد إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي ورفيقهم في الذيلية لإيران عادل عبد المهدي.
إن نوري يقول للناس إنه وحاشيته الفارسية كان يبني ويعمر ونحن كشعب لم نر لا إعمار ولا بناء ولا تطور اقتصادي، بل رأينا الويل والثبور والموت قد حل بوطننا ومدننا وبشعبنا، نوري في خطابه عن الدولة يقصد في الحقيقة الفترة الزمنية التي يترأسها رئيس وزراء معين وليس عن سياقات وقوانين وأنظمة وانجازات تكمل بعضها.

ونختتم هذه الحلقة بوقفة صغيرة مع ( الاقتصاد ) الذي يتحدث عنه نوري ونقول :
يا نوري أنت مفتري كبير، فالعراق بعد الغزو وتأسيس دولة بريمر التي حكمتم ولازلتم فيها هو اقتصاد ريعي يتحكم فيه عامل واحد فقط هو استلام الجزء المخصص من واردات النفط للعراق وعائدات الجمارك والضرائب وتوزيعها رواتب واختلاسات وسرقات مارستها أنت فصرت من أغنياء العالم وحزبك وشركاءك، لا يوجد في العراق اقتصاد وأنتم سلمتم لرفيقكم في الخيانة مصطفى الكاظمي خزينة فارغة وفي فترة سقطت بها أسعار النفط، فمن أين للكاظمي أن يثري عراقاً أنتم سلمتموه بثياب مثقبة مرقعة جائع بائس وخزينة نهبت محتوياتها كاملة.




الجمعة ١٦ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة