شبكة ذي قار
عـاجـل










كان يوم الأول من تشرين ٢٠١٩ طعماً خاصاً للعراقيين وعلامة فارقة، غيرت مجرى التاريخ السياسي في ظل نظام الاحتلال العميل، في هذا اليوم وجهت دعوة للتظاهر من قبل مجاميع من الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ساحة التحرير، ظنت الحكومة أنها تظاهرة عابرة كسابقاتها، فقمعتها بالماء الحار وقواتها الأمنية، واستمرت حتى المساء بعد عبور المتظاهرين جسر الجمهورية ومن ثم مواجهتهم بإطلاق الرصاص الحي عليهم.

في صباح اليوم الثاني أنزلت الحكومة قوات سوات والشغب المتخصصة بالقمع المفرط ولاحقت المتظاهرين بكل ما لديها من أسلحة داخل شوارع وأزقة المناطق القريبة من ساحة التحرير، وتجمع آلاف الشباب الثائر في ساحة الطيران مواجهين القوات الأمنية بصدورهم وهتافاتهم، الأمر الذي دعا الشباب إلى الحضور والتزايد بشكل كبير في مواجهة قوات الشغب، وخرجت أيضاً تظاهرات في عدة مناطق من بغداد، أغلبها قمعت بإطلاق الرصاص الحي عليهم.

وبعد أن خرجت الأمور عن سيطرة النظام القمعي أعلن حظر التجوال وقطع الانترنت عن العراق بشكل كامل، ولم يلتزم الشباب الثائر بهذا الحظر بل وفدوا أفواجاً باتجاه التحرير سيراً على الأقدام، ما حدا بالقوات القمعية مواجهتهم عند تقاطع مول النخيل وزرعت القناصة من المليشيات والمجرمين القتلة، وسقط عشرات الشهداء والجرحى في هذه الحادثة.

هنا كانت الانطلاقة الحقيقية الكبرى التي وثب الشعب منتفضاً ضد المجرمين القتلة وكانت الانطلاقة الثانية في الخامس والعشرين من تشرين الأول، ووفد إلى ساحة التحرير عشرات الآلاف من العراقيين، وتم قطع جسر الجمهورية وقامت القوات الأمنية باستخدام قنابل الغازات المميتة واستشهد أيضاً عدد من الشباب فيها.

شرارة الثورة انتقلت من بغداد إلى باقي المحافظات شيئاً فشيئاً ووجهت بقمع حكومي قاسي، واتخذ متظاهرو كل محافظة أهم وأشهر الساحات في محافظاتهم كرمز للثورة والاعتصام فيها، واستمر التصعيد إلى يومنا هذا رغم تعرض الثورة لعشرات المؤامرات الحكومية والميلشياوية وأحزاب السلطة بهدف اخمادها.

من مميزات قوة وديمومة الثورة أنها بدأت سلمية وما زالت، وسقط فيها أكثر من ( ٧٠٠ ) شهيد وآلاف الجرحى، وكانت عفوية وبلا قيادة معلنة، لم تستمر الثورة بزخمها كما في الأشهر الأولى لانطلاقها بسبب طول الفترة وارتفاع حرارة الجو والحظر الصحي الطويل، ولكنها لم تتوقف رغم تعرضها للتسقيط والتآمر والخطف والاعتقال والغدر بالقتل.

تباينت ساحات الاعتصام في زخم التصعيد بسبب عدم توحيد الرؤى وعدم وجود تنسيق مباشر أو قيادة موحدة تكون هي المنسق العام للثورة في العراق، وهو الموضوع الذي شكل نقطة سلبية أثرت على الثورة بشكل عام.

من هنا حصلت بعض المحاولات الناجحة لتوحيد الساحات وتوحيد الرؤى والقرارات لتعطي قوة وزخماً لبقاء الثورة وصمودها حتى تحقيق النصر النهائي.

ومن هذه المحاولات الناجحة جاء تأسيس اتحاد تنسيقيات الثورة العراقية الذي ضم العديد من التنسيقيات والحراكات في بغداد والمحافظات، وهو واحد من عدة حراكات ومحاولات أخرى للتوحيد لكنها لم تكن بمستوى هذا الاتحاد الذي بقي صامداً أمام تهديدات القمع والاغتيال الحكومي والميليشياوي في الساحات وفي فضاء الإعلام.

إن توحيد الساحات اليوم للثورة العراقية هو مطلب مهم واستراتيجي لديمومة الثورة ونجاحها، وسيحقق نتائج ملموسة وسريعة بنجاح الثورة وقيادة الثورة نحو تحقيق النصر النهائي وطرد عملاء الاحتلال الأمريكي والإيراني وميليشيات إيران الدموية وأحزابها العميلة وتنظيف العراق منهم ومن مقراتهم ومعسكراتهم.





الجمعة ١٦ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة