شبكة ذي قار
عـاجـل










تمكن الاحتلال الأمريكي في التاسع من نيسان من السيطرة على أهم المواقع والشوارع والساحات في بغداد، معلناً الاحتلال الكامل للعراق، مازالت تلك الايام لا تفارق مخيلتنا، ولا ننكر تخاذل الكثير والإحباط واليأس وعدم الثقة بالنفس وبالعراقي الشهم الغيور فكان لهم أن انسحبوا وجلسوا في بيوتهم.

إلا الملتزمون الواثقون من أنفسهم والثابتون على المبادئ، الذين تميزوا بالشهامة والشجاعة والغيرة لم يجلسوا في بيوتهم لانتظار قدرهم كما فعل البعض، فمنذ الأيام الأولى للاحتلال راح الثابتون يتزاورون ويبحثون عن الأصلاء ويجتمعون ويقررون الوقوف بوجه المحتل الأمريكي وكل من جاء معه على الدبابة الأمريكية.

فكانت النهضة الكبيرة للمقاومة العراقية الشريفة التي أذلت المحتل وأهانته وكشفت جبنه وتخاذله، فكانوا يصرخون كصرخات الأطفال والنساء في كل مواجهة مع المقاومة العراقية الباسلة الشريفة، لم يتأثر المقاومون الأبطال بكلمات الإحباط واليأس التي كانوا يسمعونها من البعض "وماذا سيحصل .. ولن يعود النظام .. وأنتم بطرانين"، وكان كل همهم الحفاظ على أرواحهم وعوائلهم وكأن المقاومين انتحاريين ولا عوائل لهم.

هذا الأمر زاد أبطال المقاومة إصراراً على مقاومة المحتل بعد ما قاموا بعمليات بطولية شجاعة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور وستظهر تلك البطولات المشرفة التي كان يتسابق عليها أبطال المقاومة ليلاً ونهاراً، فلم يقف أمامهم عائق وبذلوا كل ما يستطيعون عليه من أموال وسلاح وأرواح.

وكانت عمليات الغدر الجبانة تطال المقاومين الشرفاء وطعنات الظهر من أقرب الناس الذين لم ينخرطوا بالمقاومة بل وعملوا مع المحتل وأدواته وكانوا هم الأشد أذى على المقاومين الأبطال.

وأكثر الطعنات التي أضعفت المقاومة الباسلة هي الطائفية اللعينة التي أججها البعض وفق الخطط الممنهجة من المحتل الأمريكي وربيبه الإيراني الذي كان يعمل بكل قوته وخباثته من أجل زرع الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي وإشغال المقاومة الشريفة ضد المحتل الأمريكي واتهامها بالاشتراك بأعمال الطائفية القذرة.

وعلى الرغم من خروج الأمريكان وعمليات التهجير المنظم والقتل والغدر والسجن للمقاومين الأبطال واتهامهم بالإرهاب لكن الشرفاء مازالوا يحملون نفس النهج المقاوم وبنفس الروح العظيمة للعراقي الشهم الأصيل، وكانوا نواة لجميع التظاهرات التي حدثت في عهد حكومة الجلاد "نوري المالكي" والذي يعتبر من أكثر الشخصيات التي حاربت المقاومة العراقية والشرفاء ومارست ضهدهم القتل والسجن والتهجير.

وهاهم المقاومون الشرفاء الأصلاء يعودون إلى ساحات العز والشرف في كل المحافظات وفي نفس النهج والثبات صامدين صابرين مقاومين قائدين لثورة تشرين المباركة وهي تدخل عامها الثاني دون كلل أو ملل، واضعين الله والوطن والشعب في حدقات أعينهم معاهدين الله والوطن إما النصر أو الشهادة، (( وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ )) .




الخميس ١٤ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة