شبكة ذي قار
عـاجـل










عانى العراقيون من ويلات الاحتلال وتبعاته وذيوله الكثير وتكالبت عليه الأمم تمزيقاً وتهديماً وتقطيعاً، وكانت الذئاب الجائعة تنتظر هذه اللحظة لتنقض على العراق والعراقيين، وامتدت الأيادي الخبيثة والرياح الصفراء من الشرق والغرب لتساهم في تدمير عراق التاريخ والحضارة والرجال الأبطال والأعلام.

وخلال سبعة عشر سنة شعر فيها العراقيون بالذل الكبير والهوان نتيجة الكذب والخداع لذيول المحتل وعملائه الذين ساهموا مع المحتل في تدمير البلاد وسرقة أموالها وثرواتها ومازالوا، ونتيجة لممارسات القتل والتهديد والتهجير ومكائد الخبث التي نالت من كل العراقيين والتخلف والجهل وانتشار عصابات الجريمة وادراج العراق كبلد ودولة في ذيل جميع قوائم التطور من بين بلدان العالم.

وما أن انتفض الشباب الثائر في جميع المحافظات بثورة سلمية عفوية بقيادة جماهيرية شعبية وتفاهم وتنسيق تام وكامل حتى استشعر العراقيون بروح الثورة التي أيقظتها ضمائرهم وروحهم العربية الأصيلة وغيرتهم العراقية وشهامتهم، وعاد لهم الأمل من جديد بعراق قوي متقدم في كل شيء كما كان، والمهم أن هيبة العراقي ومكانته وروحه الوثابة عادت من جديد لتقلع كل خائن وغادر وعميل وسارق فاسد.

ثورة تشرين التي ستتجدد روحها للسنة الثانية وبكل شموخ وإكبار هي من زرعت روح المقاومة والبطولة والصراع من أجل هيبة العراق والعراقيين، وطرد كل عميل وسارق وفاسد جاء مع المحتل وعمليته الاحتلالية الفاشلة، ورغم تقديمها مئات الشهداء الشباب وآلاف الجرحى لكن روحها مازالت ندية طرية راضية بتقديم الكثير من أجل العراق الواحد والوطن الجريح، وانتفض الشباب والعشائر العربية الأصيلة ثأراً لكرامة العراق وإعادة هيبته وسطوته وقوته وتاريخه العظيم بين الأمم والبلدان.

اليوم يقف العراقيون في مفترق الطرق منهم من اختار الوقوف مع العراق وتاريخه العظيم، ومنهم من قرر الوقوف ذيلاً تابعاً عميلاً صغيراً للمحتل وأذنابه، ورغم كل الأذى الذي تعرض له الثوار في جميع الساحات من قتل وخطف وتهديد وهجمات واعتقالات لكن الشباب الواعي لم ولن يترك شعلة الثورة الوهاجة وسيبقى واقفاً بشموخ في جميع الساحات حتى تتحقق مطالب الشعب والثورة كاملة.

ولقد تعلمنا وعلمنا كل شعوب الأرض أن الشعوب لا تضام ولا تظلم ومهما طال الزمن فلا بد للحق أن يعود لأصحابه، ولابد للحقيقة أن تنكشف والفضل في ذلك لثبات الثورة والثوار وتجديدها بروح جديدة وطرق جديدة حتى تحقيق النصر، وسيعض المتخاذلون على أصابعهم وسوف لن تحملهم أرضاً بعد اليوم وسيهيمون على وجوههم الكالحة وسيلفظهم التاريخ والشرفاء لأنهم خانوا بلدهم وأهلهم .. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.





الاثنين ١٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة