الوطن هو البداية والنهاية لأنه الأمان لأي إنسان، والحفاظ عليه أغلى سمة عرفتها البشرية، وخاصة إذا كان الوطن يعاني الأمرين من جراء الاحتلال الذي فُرض عليه من قوى الشر العالمية لأجل مصالحها فقط، لهذا تَحتل الأوطانَ وتهان كرامة الإنسان.

عندما نقول الوطن نقول الكرامة والعزة والأنفة، لأنه القوة التي نستمدها منه للبقاء أقوياء، ولكن عندما يستباح الوطن ويصبح لقمة سائغة في يد المحتل تصبح حياة أفراده بلا قيمة، ويصبح المجتمع مجرد أتباع لأهواء المحتل ويكثر فيه الجهل والتخلف والمرض، والأهم من ذلك كله تقيد حرية الفرد ويصبح عرضة للاضطهاد من قبل المحتل البغيض ويهجر من أرضه وبيته لأنه خالف أوامر المحتل، لهذا تثور الشعوب على مضطهديها لأنها تريد الوطن الذي حلمت به ليكون لها مسكناً وأمناً.

عانى العراق الأمرين، وضاع الوطن، وصار مسرحاً لكل الرذائل التي أوجدها المحتل الأمريكي والفارسي المجوسي لتغيب الإنسان وجعله إنساناً لا يفكر إلا بنفسه، وكثر الموت لأجل القتل فقط.

فدولة العراق منذ أن حكمها البعث قامت على احترام الإنسان لأجل أن يكون إنساناً نافعاً لوطنه وحامياً له، فكان دولة ذات اعتبار وطني وقومي وإنساني، لهذا أصبح مطمعاً لقوى الاستعمار العالمية لأنه كان يعتبر جمجمة العرب بكل شيء، وجيشه من أقوى الجيوش في المنطقة والعالم، ويحسب له ألف حساب، فهم لا يريدون منا أن نكون أبناء هذه الأرض وإنما مجردون من كل شيء، ولا نعرف كيفية الحفاظ عليه.

لقد قدم الشرفاء أرواحهم من أجل أوطانهم، لأن الموت لأجل الوطن هو حياة خالدة في ذاكرة الأجيال، فعندما خرج شباب العراق الثائر البطل يردد بصوت واحد إننا نريد وطن، فإنهم يبحثون عن الأمن والأمان والكرامة والعزة التي افتقدها العراق بعد ٢٠٠٣م.

إذا أردنا أوطاناً حرة ومستقلة علينا التوحد والانتماء لها وأن نحبها كما أرواحنا وأن ندافع عنها وأن نزيل عن كاهلها الاحتلال والعملاء التي بواسطتهم دُمر الوطن وصار شبحاً، وأن نجتمع تحت رايته العالية ليرجع كما كان قوياً معافاً بعد سنوات مريرة من الاحتلالين الأمريكي والصفوي وجعلته وطناً بلا كيان.

لقد قرر ثوار العراق الأبطال استعادة وطنهم، وكنسه من الحثالات الفاسدة العميلة، وبناء وطن لكل أبنائه الشرفاء.