شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا ذُكر اسمه تفاءل الطيبون خيراً، والمقاومون رفعة وشموخاً، وإذا ذُكر اسمه أمام أعدائه ارتعدوا وأصابتهم الرجفة، وزلزلوا من تحتهم.

من منّا إذا ذُكر "عزة إبراهيم" لا يمر على ذاكرته شريطاً لمواقفه النبيلة وقيادته الحكيمة التي أذهلت العالم ليصبح اسمه مخلّداً محفوراً في ضمير كل مقاوم شريف، ومثالاً يحتذى به، قدم دروساً في الدفاع عن الوطن، مسح بصموده آلام الجميع، أحبه الكبير والصغير، اقتدى به الرفاق في كل الدروب.

أقول وبكل ثقة أن عزة إبراهيم يشكل في ذاته حكايةُ نصرٍ خلَّدها التاريخ، آمنت بالله وبشعبها وجيشها الباسل.

عزة إبراهيم تعرفه الأهوار والجبال، لأنه قصة مقاوم أرخص روحه فداء للعراق والأمة، فتمكن هذا المقاوم الأسطوري مع رفاقه أن يذيقوا المحتل مرارة الهزائم.

عزة إبراهيم يشكل حالة متفردة من البهاء والنقاء في ظروف لم يكن لغيره القدرة على الثبات فيها والوقوف في وجهها.

عزة إبراهيم الذي أقسم مع رفاقه، أبناء العراق الشرفاء، على تطهير العراق وتخليصه من قاذورات الاحتلال الأمريكي وقاذورات الزمن الفارسي الممتلئ قيحاًن هذا الفارس ما زال يمتطي فرسه الأصيلة متأهباً للحظة الانفراج الكبرى.

عزة إبراهيم القائد العراقي الذي تمتد جذوره في الزمن الجميل، زمن الرجال الرجال، الذين أثبتوا للعالم أن العراق وقادته لا يمكن أن يكون رقماً سهلاً في معادلة البقاء والثبات والصمود.

في حضرته تختلف المسميات، فتعدو كل أيامنا نصراً، ويصبح النصر حياة أمة ومنهج نضال يُولد الرغبة لدى رفاقه وكل الشرفاء بالحرية والتطلع ليوم نصر جديد.

عزة إبراهيم القائد الذي لم يتوقف منذ لحظة الغزو الأولى عن المقاومة، ولم يطأطئ الرأس أحد من رفاقه، لأن البعث غرس في الأمة رفض الاستكانة والاستسلام، وأن الأرض التي ينتمي إليها تنتظر التضحيات لتخليصها من دنس الاحتلال وتبعاته.

عزة إبراهيم رفيق درب رجل المهمات الصعبة القائد الشهيد "صدام حسين" الذي أثبت للعالم أن العراق أكبر من الجميع، وأن الأمة تستحق أن نضحي لأجلها، فكان مثالاً كيف نواجه المحتل، ولكن بإباء وعنفوان، أن نرفع رؤوسنا دائماً، أن نموت بكرامة لنُبعث يوم الحشر بكرامة.

عزة إبراهيم القائد الذي مارس العمل العام والسياسة والمقاومة فكان قائداً ناجحاً في كل الميادين، حشد الطاقات وزجها في معركة المقاومة والتحرير، وأمن بالإنسان كقضية تحتل المنزلة الأولى في نهجه وتفكيره.

ركز دائماً على وحدة الجماهير، ووضع في حسبانه وحدة القوى العربية، أو التضامن العربي، أو أي تسمية تحقق قدراً مقبولاً من التماسك العربي بالمنظور الاستراتيجي.

عزة إبراهيم قائد استراتيجي تصوراً وتخطيطاً، فعلى الصعيدين القطري والقومي، لم يكن رهين الأزمات الطارئة، أو الضغوط المرحلية، وإنما كان يسمو فوقها أياً كانت خطورتها، وصولاً إلى الرؤية الاستراتيجية الأكثر بعداً، والأنقى تاريخياً.

وكانت الرؤية السياسية للقائد تنم على تمثل لحركة التاريخ ومؤمناً بقوة بأن الحلول الحاسمة بيد الشعوب.

لقد أدرك القائد عزة إبراهيم بتجربته الحزبية الطويلة وتحليله السياسي عوامل القوة والضعف في الوطن العربي، وخلص إلى أن الأمة قادرة على الانبعاث والنهوض، وتصدى لجميع المحاولات التي كان من شأنها إضعاف الحزب أو النيل منه.

عزة إبراهيم القائد المقاوم الذي عبر خلال السنوات المنصرمة من عمر الاحتلال أن المقاومة بمفهومها العام هي ردّة فعلٍ واعية تبادر إليها قوى مجتمعية رداً على واقع غير مألوف ومرفوض في الوقت ذاته متمثلاً في الاحتلال المباشر والغير مباشر.

فكان قائداً لمقاومة مشروعة على فعلٍ غير مشروع تمثل في غزو العراق واحتلاله، وما زالت مقاومته مستمرة بأوجهها المتعددة طالما لم يتم تغيير وتصحيح الواقع.

لقد آمن القائد عزة إبراهيم بقدرة الشعوب على تجسيد إرادتها أفعالاً، واعتبره أساس الفعل المقاوم وضمانته لتحقيق النتائج على الأرض، فكانت المقاومة الباسلة بناءً شامخاً يشارُ له بالبنان.

إن الذي أشرف على بناءِ هذا الصرح هو قائدٌ عروبي عراقي مميز اسمه عزة إبراهيم، وهو موجودٌ فينا، يدخل معنا، يخرج معنا، ينام معنا، ويستيقظ باكراً معنا.





الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة