ليس جسر ذي الطابقين وحده إرث بعثي شامخ فقط، البعثيون ورثوا للعملاء وطناً أكبر مما تتصوره عقولهم الفارغة، بشهادة كبارهم في أحاديثهم ولسان حالهم يقول فشلنا ويراودنا الشك دوماً عندما نطلع على ستائر المكتب الفخم لم يفارق خيالي أن دولة البعث معي داخل المكتب تراقبني، فغيرت كل ما في المكتب فظل بعبع دولة البعث معي، حتى في البيت أفعال الأسرة توسوس لي أن دولة البعث موجودة وكل ما أنا فيه حلم لم يدوم طويلاً، فسرعان ما كل الأمور تمشي على مخيلتي أن دولة البعث إن ذهبت فغضبة البعثيين وما تعرضوا له من ظلم أصبح يلاحق كل مانحن عليه، فتارة أتعمد التغافل ولكن الحال هو الحال، إلى أن تبدل كل شيء وأصبح كل شيء يخدم خطط البعثيين حتى الطبيعة، الأحلام الواقع كل شيء تغير ما بين ليلة وضحاها، فأصبح همس البعث وهتافاتهم وتجاوب الشارع معهم هو السائد في كل شيء، كل يوم يتغير مفهوم العامة والشارع نحونا نحو الأسوأ، فأصبحنا تلاحقنا دعوات الشعب العراقي كل يوم وتزيد حتى تغير مفهوم أطفالنا وأصبحوا عندما ينظرون صور وإنجازات البعث يتحسرون عليها ببالغ العبارات لما كذبنا عليهم ونحاول نقنعهم ونجتهد ونتعمد الكذب لنقنعهم بما وعدناهم به من فردوس الدنيا لعراق جديد، فيتصدون لنا بواقع الحال مقارنة بما مضى فنتعلثم ونلوك طعم الحنظل مرات ومرات لنقنعهم أن الوضع الآن أحسن، وما أصعب أن تكذب على أبنائك في سبيل إرضاء رغباتك الآنية التي نعلم علم اليقين إنها لن تدوم طويلاً والتي هوت نحو الهاوية بزاوية ٩٠ درجة، فلا أمل فأصبح الواقع حتمي، حتى المناسبات والتجمعات العامة أصبحنا نتحاشاها وذلك تجنباً للنقاش عن أحوال البلد التي أصبحت حديث العامة، فأصبحنا نتحدث دوماً أن ما نحن عليه فخ كبير أعد بعناية تامة لاصطيادنا فأصبحنا بالدهشة وعدم تصديق ما نراه.

هذا ما يؤكد علو مبادئ البعث ومناضليه وخبراتهم في إدارة الأزمات وضبط النفس، وحنكة البعث الذي تولى الحكم ٣٥عاماً وخاض حرباً ضروساً ضد الفرس المجوس، ومواجهة حصار خارجي ظالم ١٣ سنة، فصمودهم حير الأعداء.

لله درك يا بعث .. وكل هذا والمواطن العراقي عاش بكرامته إضافة إلى الأمن والأمان فلا وجه للمقارنة بيننا وبين البعثيين.