شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ يوم الاحتلال الأمريكي المشؤوم للعراق في العام ٢٠٠٣ ولغاية يوم الأول من تشرين الأول من العام ٢٠١٩، انحدرت الدولة العراقية من القمة إلى القاع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأصبح العراق في ذيل قوائم التقدم في العالم بعد أن وصل إلى أعلى المراحل رغم الحروب والضغوطات والمقاطعة الاقتصادية المفروضة عليه.

عانى العراق خلال السبعة عشر سنة من التدخلات الدولية والإقليمية وأجنداتها وخططها الخبيثة التي دمرت البلد وفرقت المجتمع بنشر واحياء الطائفية المقيتة حتى أصبحت المحافظات مجتمعات معزولة عن الأخرى، وأصبح العراقي متهم وفق ديانته ومذهبه وعشيرته ومحافظته، ولم يتجرأ العراقيون من التنقل بين المحافظات لهذه الأسباب.

وجاءت ثورة الشباب العراقي في الأول من تشرين لتحمل معها كل بشائر الخير والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وتوحد أبناء المحافظات العراقية كافة، الذين اجتمعوا بحراكات شبابية واعية واجتمعوا في خيمة واحدة هي خيمة العراق الواحد والشعب الواحد لا مذهب ولا دين ولا لون ولا حزب.

على الرغم من القمع الحكومي ومنذ انطلاقة الثورة في الأول من تشرين، وانتفاضة الشباب في جميع المحافظات غير آبهين لقساوة القمع والإجرام الحكومي الذي أوقع عشرات الشهداء قنصاً وقتلاً مباشراً، ورغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذت ضد المتظاهرين الذين أبدعوا برفضهم واستمرار ثورتهم طيلة الليل والنهار وفي جميع مناطق بغداد حتى يوم الخامس والعشرين من تشرين الذي أوقدت شرارة الثورة من جديد بشكل أبهى وأجمل لتتلاحم الروح الوطنية والغيرة العراقية والشهامة في ساحة التحرير، ولتتحرر كل التعقيدات التي جلبها المحتل وذيوله معه الى العراق، وليتكاتف أبناء المناطق الغربية مع أخوتهم أهل الجنوب والشرقية والشمالية لينصهروا في خيمة كبيرة واحدة اسمها حب العراق والعراقيين.

وشمخت راية العراق الخفاقة فوق جميع الرايات الأخرى، والأجمل اشتراك المرأة العراقية الفاعل والجميل ووقوفها مع أخيها الرجل والشاب العراقي، وأصبحت لا تخاف على نفسها من شدة الغيرة والشهامة التي يحملها الشباب العراقي الذي نسي الوقت والتاريخ وتذكر شيئاً واحداً هو الفرحة بعودة العراق والعراقيين إلى جذورهم الأصيلة العميقة عمق التاريخ.

ومازالت تلك الروح الوطنية في قلوب العراقيين، والشباب منهم، وستستمر لرسم خارطة العراق الجديد التي أسستها الثورة والتي لن تتراجع عنها حتى تحقيق جميع مطالب الشعب العراقي والتي بدأت بوادرها تتضح في عزل الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران الشر.





الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة