شبكة ذي قار
عـاجـل










١ - لقد أستشعرت المخابرات العراقيه بوقت مبكر بأن عام ١٩٩٥ سيكون عام المواجهه الأصعب مع الأداره الأمريكيه لأن تقديراتها في اسقاط النظام الوطني العراقي من خلال العقوبات الدوليه القاسيه التي فرضت على العراق في اعقاب غزوه للكويت والتي هي الأشد في تاريخ الأمم المتحده ومجلس الأمن وتشديد الحصار الأقتصادي وعزل العراق عربيا ودوليا سوف تؤدي الى أستياء شعبي داخلي يضعف قبضة النظام الأمنيه ويمهد الطريق الى حدوث تمرد او انقلاب عسكري من داخل النظام قد فشلت تماما لذلك ستلجأ الاداره الامريكيه الى عمل استخباري مباشر تستخدم فيه عناصر المعارضه العراقيه ، لذلك قامت المخابرات العراقيه بتحديد مكامن وعناصر التهديد المتوقعه : وكما يلي

اولا : - المنطقة الشماليه كردستان العراق : حيث مكتب التنسيق الامريكي في زاخو والذي تشرف عليه المخابرات الامريكيه منذ العام ١٩٩١ اضافة الى تواجد مخابراتي لعدد من الدول الاقليميه وبشكل خاص ايران وتركيا وفتح معبر حدودي مائي مع سوريا في منطقة الديربون قرب زاخو جنوب الخابور تستخدمه عناصر المعارضه للتنقل بين سوريا والمنطقه الشماليه عبر كردستان اضافة الى تواجد مختلف عناصر المعارضه العراقيه وقيامهم بفتح مكاتب ومقرات لهم هناك خاصة جماعة احمد الجلبي ( المؤتمر الوطني ) الذي كان يحظى بدعم سياسي ومالي من قبل الامريكان وافتتح مكتب له في مصيف صلاح الدين

ثانيا : - مناطق التماس المفتوحه مع اقليم كردستان والتي يصعب ضبطها والسيطره عليها من قبل القطعات العراقيه خاصة بعد اجبارها على اعادة انتشارها خارج حدود الاقليم بعد صدور قرارات مجلس الامن بأقامة المنطقه اللأمنه للاكراد حيث يقوم بعض الاشخاص سواء من المدنيين او العسكريين بالهروب عبر أستغلال الطرق النيسميه الى منطقة كردستان بسبب الاوضاع الاقتصاديه الصعبه واجراءات السفر المعقده التي فرضتها الدوله على الموطنين في اعقاب حرب الكويت حيث يتم استغلال هذه العناصر وزجها في اعمال تخريبيه من قبل أطراف المعارضه ، وكان من ابرز العناصر والشخصيات التي لجأت الى كردستان بهذه الطريقه في تلك الفتره هم :

- اللواء وفيق السامرائي / في كانون الاول ديسمبر عام ١٩٩٤
- الفريق الركن نزار الخزرجي / ١٤ أذار ١٩٩٦

- العميد الركن نجيب الصالحي رئيس اركان الفرقه الاولى وكان قاطع عملها في مناطق التماس بين مخمور وديبكه / اواخر عام ١٩٩٥
- أضافة الى عدد من المراتب والجنود حيث تقوم جماعة المؤتمر الوطني بأستقطابهم وأسكانهم في مجمعات او معسكرات وصرف مساعدات ماليه محدوده لهم.

ثالثا : - الساحه الأردنيه خاصة بعد هروب حسين كامل في أب ١٩٩٥ ومارافق ذلك الحدث من مفارقات غريبه نجم عنها قيام المرحوم عدي بأطلاق النار على عمه وطبان واصابته في ساقيه في الليله التي سبقت هروب حسين كامل مما ولد انطباع بوجود اقتتال داخل الدائره المغلقه لعائلة الرئيس لقد كان لموافقه المرحوم الملك حسين لاستقبال حسين كامل والترحيب به والسماح له بعقد مؤتمر صحفي يتوعد خلاله بأسقاط النظام العراقي أثرا بالغا على العلاقات بين العراق والاردن حيث قامت الحكومه الاردنيه بعد ذلك بفتح الساحه الاردنيه امام اطراف المعارضه العراقيه والسماح لهم بالقيام بنشاطات وتحركات معاديه للنظام العراقي وكان اول مكتب يتم السماح بأفتتاحه هو لجماعة اياد علاوي ( مجموعة الوفاق ) وكانت هذه المواقف بالنسبه للحكومه الاردنيه كفيله لأعادة علاقات الاردن مع امريكا ودول الخليج التي تضررت كثيرا بسبب وقوف الاردن الى جانب الغراق في أزمة الكويت.

رابعا : - التهديدات والتدخلات الايرانيه المعاديه التي لم تتوقف رغم اعلان مسؤوليها بأنهم يقفون ضد الحرب الامريكيه على العراق وكذلك ضد استمرار الحصار الاقتصادي على العراق ولكن الحقيقه المؤكده بان هذه الفتره كانت الفرصه الذهبيه لعناصر حزب الدعوه والمجلس الاعلى للثوره الاسلاميه وفيلق بدر لأيجاد مواطئ قدم وأوكار لهم في بعض المحافظات العراقيه من خلال استغلال ضعف وعدم جاهزية القطعات العسكريه وحرس الحدود الذي كان يمسك الشريط الحدودي مع ايران وكان هدفهم الاساسي ايجاد مجموعات وتنظيمات لهم في الداخل وكذلك القيام بأعمال تخريبيه لزعزة الامن والأستقرار الداخلي أضافة الى تنفيذ مهام لصالح النظام الايراني بأستهداف مقرات وعناصر منظمة مجاهدي خلق.

٢ - الأجراءات والخطط التي اعتمدتها المخابرات العراقيه في موجهة هذه التهديدات

- قيام مديريات الجهاز وهي مديرية النشاط المعادي ومديريات مخابرات المناطق والمحطات الخارجيه ومديرية العمليات الخاصه ومشروع ٨٥٨ الهادي بزيادة فعالياتها التعرضيه أتجاه عناصر المعارضه وأطرافها وتجنيد ودفع مصادر نوعيه لأختراق تنظيماتها ومقراتها في كردستان والاردن وسوريا وايران للوقوف على تحركاتهم ونواياههم بشكل مسبق وكان من اهم هذه الأختراقات توثيق العلاقه مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني جماعة مسعود البرزاني الذي دخل في صراع مكشوف بداية العام ١٩٩٤ مع حزب الاتحاد الوطني جماعة جلال الطالباني المدعوم ايرانيا والذي انقلب على تحالف الحزبيين في تقاسم السلطه في كردستان وقام بالسيطره على اربيل وابعاد جماعة مسعود منها حيث لم يتبقى للحزب الديمقراطي تواجد سوى في محافظة دهوك واحزاء من أطراف اربيل بما فيها مصيف صلاح الدين الذي اصبح مقرا للسيد مسعود البرزاني لذلك فقد لجأ مسعود الى الحكومه المركزيه لمساعدته ماديا وعسكريا حيث جرى الاتفاق على تزويدهم بكميات من النفط الخام يتم تسويقها من قبلهم بواسطة الشاحنات الى تركيا وكذلك تزويدهم بمعدات عسكريه تشمل اعتده واسلحه خفيفه وكان ثمن هذا الاتفاق تعاون امني بين المخابرات العراقيه وجماعة مسعود التي زودت المخابرات العراقيه بمعلومات مهمه عن نشاطات المعارضه وكذلك تحركات الامريكان ومايدور في الاجتماعات المغلقه بينهم وقد توج هذا التعاون في ٣١ أب ١٩٩٦ عندما سيطرت قوات الحرس الجمهوري على اربيل في عمليه خاطفه لم تستغرق سوى ( ٦ ) ساعات حيث تم طرد جماعة الاتحاد منها وتسليمها الى مسعود البرزاني بينما قامت عناصر المخابرات العراقيه بأقتحام مقرات الأحزاب والتنظيمات المعاديه واعتقال بعض عناصرها ممن تواجدو في المقرات في ذلك الصباح في عمليه نوعيه فاجئت الجميع بما فيهم الامريكان.

انتهت الحلقه الثانيه انتظرونا في الحلقه الثالثه سنتحدث عن تفاصيل المؤامرات ومحاولات الانقلاب الفاشله التي أستهدفت النظام الوطني ،، وكيف تم كشفها وأحباطها






الاحد ٨ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سليمان الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة