شبكة ذي قار
عـاجـل










التاريخ والأفكار المضيئة لا تموت أبداً بل تبقى مع الأوطان حتى قيام الساعة.

إن حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي يتمثل في مبادئه وقيمه الإيمانية الواعية ونضجه القومي الواقعي التي نبتت بذوره على أديم الأرض العربية لأنه من ثمار أشجارها الأصيلة فأنضجت قادة عظام من الرجال الفرسان الذين يؤمنون بعمق بأفكارهم الثورية التقدمية وأهدافهم القومية التي يتغذون بها من خلال حبل الرحم السري الذي يضبط سير نضالهم وكفاحهم بأمان على الصراط المستقيم المتمثل في الموازنة بين الفكر والممارسة.

هكذا نشأت قيادات البعث العظيم من أجيال مختلفة في واقعها وظروفها وأزمانها، لكن قياداته تسير على صراط واحد سماته قيم الأخلاق والصدق والأمانة في الروح والفكر قبل الجسد منقوعة بالقيم والمبادئ الثورية التي حصنت نفس وروح المناضل القائد الثوري وجعلته مضيئاً لظلمة المجتمع وعاكساً لشمس الوعي في نيل الحرية والعيش بكرامة.

إن القائد البعثي المناضل هو البوصلة الدقيقة المرتبطة بالقيم والمبادئ التي آمن بها وأصبحت له مساراً في عمله ونضاله وكفاحه في سبيل تفتيح عقول المواطنين وملئها بنور الوعي والعلم لكي ينضج مداركهم لاستيعاب أسرار الحياة التي من أولوياتها كشف وتشخيص من هم أعداء الوطن والأمة.

لقد تعاقب على قيادة الحزب مناضلون مكافحون صادقون أمينون على تلك القيم والمبادئ السامية التي آمنوا بها وحافظوا عليها في أصعب المحن وأخطر الظروف القطرية والإقليمية والدولية، وخاصة في خضم أشرس الحروب العسكرية الغاشمة والطائفية والعنصرية التي شنت على أقطار الأمة العربية وخاصة على نظامنا الوطني العراقي التي حرقت الأخضر قبل اليابس وتعتبر من أحدث حروب الإعلام المشيطن المصنوع بأحدث تقانة التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بتقنيات الاتصالات الفضائية والأرضية وكانت أثقل من الجبال في محاولة لبث وزرع الخوف والجزع والاستسلام لكنها والحمد لله فشلت.

هؤلاء هم القادة المناضلون المكافحون الصادقون الذين يفيضون قوة مبادئ لا يمكن قياس حجمها وقوتها، ولا يحملها إلا رجال الصحابة الكرام، لكنها فقط نالت من قشور حياتهم الاجتماعية ومتطلباتها، لأنهم فعلاً مناضلون عمالقة وقامات في الشجاعة واحترام وصون المبادئ وإبقائها في أبراجها العلية، ولم يهنوا ولم يتنازلوا قيد أنملة لأنهم طلقوا الحياة وتزوجوها.

الرفيق القائد الرئيس الشهيد صدام حسين تصدى وقاوم أعتى حلف دولي لم يتشكل مثله في الحربين العالميتين الأولى والثانية ولم يهتز بل نفذ ما بناه من مقاومة مع رفاق دربه وفي مقدمتهم نائبه الرفيق عزة إبراهيم وأبناء شعبه الوطنيين الشرفاء من أهل الغيرة والنخوة والشهامة، وقادها من معاقل المقاومين الأبطال البواسل كما فعلها الشهيد البطل عمر المختار، وجيفارا ولولا خيانة البعض من بني آدم لما استطاعوا الوصول إليه.

والرفيق القائد الشهيد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب الذي كان نائباً للرئيس الشهيد صدام حسين الذي كنا نطلق عليه "الصادق الأمين"، نعم، كان ومات وهو يحمل هذه السمة التي لا يحملها إلا رجال الصحابة حيث كان "عين جارية" تفيض بالقول الصادق والتحليل والتشخيص الصائب، ولن يتردد في رفض المساومات، رغم كل التحديات المميتة، ونقد أخطاء البعض من الرفاق وأصدقاء الحزب في أحلك الظروف قتامة وأشدها سخونة وأخطرها عيون القوات الأمريكية الغاشمة وهي تبحث عنه، ومعها الآلاف من ميليشيا القتل الطائفي مدعومة بالفتاوى الطائفية.

اقتضت ظروف سرايانا القتالية المقاومة البعثية أن نلتقي القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير للمقاومة وشيخها الأمين الرفيق الشهيد عزة إبراهيم في تموز ٢٠٠٧ في أحد الأمكنة الزراعية الواقعة في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين وفي بيت أحد الفلاحين النشامى، حيث حضر بعد صلاة العشاء وكنا "اثنان" نرتدي الزى العربي لنطلب من سيادته الدعم المادي لسرايانا القتالية المقاومة التي كانت تضرب قوات الاحتلال ولغرض إدامة الزخم استوجب توفير مستلزماتها القتالية، وتحدثنا في كثير من الأمور الداخلية، وعندما وصلنا إلى موضوع الدعم المادي قال : اذهبوا لفلان وفلان عندكم في بغداد الذين استفادوا من النظام الوطني.

ثم سألته : رفيقي العزيز أبا أحمد ألا يوجد دعم دولي لمقاومتنا الوطنية المسلحة؟

فقال : كلا، لأن الأنظمة العربية جبانة ومهزوزة وواهنة ولا تقدم دعماً إلا لِمَنْ يكون تحت قيادتهم، ونحن نرفض رفضاً قاطعاً ذلك لأننا عراقيين أحرار لن نركع إلا لله، والخيرين والشرفاء من أبناء شعبنا العراقي والعربي كثر اطرقوا أبوابهم، فقط ساعتان وودعنا بقبلات وغادر.

هؤلاء هم قادة البعث التاريخيين الذين أخذوا مكانهم العالي في التاريخ الإنساني العربي وتركوا لنا كنوزاً من الشجاعة والأخلاق والقيم وعلمونا سمات وخصال المناضل البعثي الحقيقي الذي يحب وطنه وأمته.
فنم قرير العين والضمير رفيقي العزيز أبا أحمد ومئات الآلاف من رفاقك الشجعان الأبطال البواسل الأمناء الصادقين على المبادئ والقيم والوطنية والعروبة وحب الشعب يسيرون على النهج الذي رسمته لهم.





السبت ١٤ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إياد حمزة الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة