وافت المنية رجلاً عاش عزيزاً شامخاً مقاوماً ومات بطلاً مقداماً.

رحل العزيز إلى الجبار العزيز، دب الموت جسد عزة إبراهيم الذي لطالما كان يظهر علينا ببسمة الأب وقيافة الجندي الذي يرفع سلاحه منافحاً عن أبنائه وأهله وداره.

ترجل من قال فيهم الله في محكم تنزيله "إن خير من تستأجر القوي الأمين"، فقد كان الرفيق عزة إبراهيم قوياً متيناً عنيداً، مستعصياً على أعدائه وأعداء أمته.

كان العزيز بطلاً مغواراً في ساحات الوغى وهو حديث السن ومنذ انضمامه لحزب الرسالة الخالدة كما كان يرددها دوماً، فتشبع بأفكاره وآمن بمعتقده حتى خالط الفكر السواعد المفتولة والعقل النير فامتزجت صفات الحكمة والشجاعة والكرم والإيمان في شخصه الكريم، وأما الصفة الثانية من الآية وهي الأمانة فقد حملها على أعناقه يوم حمل الرسالة، رسالة الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وكان أميناً في نقلها واحتوائها منذ تفجير ثورة تموز المجيدة تاج الثورات والثورة البيضاء نحو العيش في جنة الأرض وعدالتها.

لقد كان العزيز أميناً للحزب ومخلصاً له منذ توليه نيابة مجلس قيادة الثورة ثم عندما تقمص قميص يوسف في الزراعة فكان العزيز الحكيم في الزراعة وثروات الأرض، وبفضل رجاحته وعقلانيته استتب الأمن في العراق إبان تقلده لوزارة الداخلية حيث آمن بدولة القانون التي تضع القانون وتخضع له كمؤسسات وأجهزة.

وبعد الغزو البربري الهمجي الغاشم على العراق وإسقاط نظامه الوطني على يد شرذمة إمبريالية صهيونية ظل العزيز محافظاً على قيمتين فُطم وجُبل عليهما القوة والأمانة.

وبعد استشهاد البطل صدام حسين تولى أمانة الحزب العظيم حزب الرسالة الخالدة مستكملاً مشروع المقاومة ومؤتمناً على وحدة الحزب التنظيمية وقد نجح رحمه الله في تماسك الحزب وتواجده ومقاومته على أرض العراق ضد الاحتلالين الأمريكي والصفوي مما جعل الأعداء يعدون ألف حساب للحزب ومناضليه ويشوهونه صباحاً ومساء، ومع ذلك ظل الحزب قائماً ويؤمن الشباب والناس بفكرته ووحدته كضرورة تنظيمية.
الله أكبر الله أكبر الله

إنا على فراقك لمحزونون
عظم الله أجرنا وأجر الأمة وأحرار العالم على فقدانك
عشت عزيزاً ومت بطلاً.