شبكة ذي قار
عـاجـل










من اصعب الأمور على المناضل فقدان الأعز الاوفى الذي صان الأمانة وحفظ العهد وثبت الخطى للرفاق المجاهدين لإكمال المسيرة وتأسيس قاعدة الخلاص والنهوض من الكبوة التي سببها الغزو والاحتلالين المتداخلين بتخطيط مسبق الغرض منه اسقاط تجربة رائدة تجعل الامة والانسان العربي بمكان من القدرة على التصدي والانتصار ، يخطف من بيننا القضاء والقدر - الموت - في صمته المعهود وجبروته الذي لا يستطيع احد ان يرده او يصده او يوقفه حسبما قال الجليل الأعلى في محكم كتابه * فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * لقد مضى أربعون يوما على فراقك لنا بعد حياة حافلة كلها عطاء فما أروع ان يكون الانسان معلما مخلصا ينير درب الحياة امام الأجيال جيلا بعد جيل وكأني بك أيها الرفيق ومن سبقك على طريق الحرية كالشموع التي تذوي وتذوب تحت وطأة الحرارة التي تبعث الدفء والنور لكل من يراها ويتعامل معها لتنير الطريق للرفاق الذين تعاملت معهم مباشرة والاخرين الذين يستلهمون توجيهكم للثبات في دروب الحياة المليئة بالآلام والآمال والمليئة بمفاجئات الزمن الرديء الذي فرضه الأعداء والمتخاذلين والمنبطحين من حكام العرب ، أقول وبحكم الامر الذي لا مناص منه لقد توقف القلم الصادق الذي ما نطق يوما الا بالحكمة والوطنية وحب الأرض وتقديسها بعد الله سبحانه وتعالى وكأني اسمع همسك وانت تقول قول الجليل الأعلى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى * ومن هنا يقينا انت حيا في الضمير والذاكرة والعمل من اجل القضية التي امنا بها جميعا قضية الامة ومخاضها من اجل وحدتها وحريتها والعدالة والمساواة للإنسان العربي المستغل المنهوب مسلوب الخيرات وحتى رغيف الخبز الذي يديم الحياة ، اهتماماتك فلم يخل منها أي خطاب او رسالة موجهة الى المجاهدين الصابرين المحتسبين لله رفاق الدرب في العراق والوطن العربي وفي الخارج الذين هم واجهة الاعلام الذي يكشف الحقيقة والظلم واوجه العدوان الذي تعرض ويتعرض له العراق من الأعداء والاشرار تحت اكذوبة التحرير وحقوق الانسان وغيرها من أكاذيب وادعاءات جوفاء كشف زيفها ماحل ويحل بالعراق وأهله ، وما ألت اليه القضية المقدسة فلسطين العربية من النهر الى البحر مذكرا كل أجيال الامة بان هنالك ارضا مقدسة اغتصبها العدو الصهيوني في غفلة من الزمن وتآمرت كل الدنيا عليها لتقام عليها {{ دويلة إسرائيل }} التي تمثل السرطان الذي لا يحيا الا بالانتشار والتمدد وقتل كل جميل حتى الطفولة والكهولة والشباب ذكورا واناث ، أيها الفارس المترجل عن صهوة جواده على الرغم من ان الموت قد غيب جسدك عنا فما زالت روحك الطاهرة المليئة بالحب والوطنية وحب الناس جميعا ، وجيهاتك البليغة تبعث فينا الامل بان هذه الامة لم ولن تفنى ما دام فيها مجاهدي البعث وان بيت شعر يوثق حقيقه {{ ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن }} الا ان اليقين المطلق بانتصار الحق وان كان بعد حين يزيد فينا ان سفينة نجاة الامة مازالت تقاوم أمواج الزمن الرديء وربانها يقينا" ينهل من عزمك واصرارك رغم كل ما كان ويكون كي يوصلها الى شاطئ الامن والأمان ، وعزاؤنا في هذا انك أيها الحاضر بين المؤمنين الصادقين بأيمانهم على دربك سائرون وهم نعم الخلف لخير سلف فلهم منا الدعاء بالنجاح والتوفيق لإتمام رسالتك التي بدأتها وهم اهل لذلك وفي الختام لا يسع كل الاخيار الاصلاء الا ان تقبل مشيئة الله الذي يقول في محكم كتابه الكريم وهو اصدق القائلين * يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي * رحمك الله يا أبا أحمد وتغمدك بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته انه سميع قريب مجيب





الاحد ٢٠ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة