شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : لابد من تمهيد اولي قبل الاجابة على الاسئلة الَمفترضة حيث اكدت استراتيجية البعث وعلى لسان قائده الامين العام للحزب المرحوم عزة ابراهيم رحمة الله عليه قائلا : ان استراتيجيتنا الشاملة والعميقة بعيدة المدى ليس فيها لنا اسرار نكتمها على الناس لا في اهدافها الاستراتيجية ولا في اهدافها الحيوية ولا في اهدافها المهمة ولا في اهدافها التقليدية لانها تعبر عن اهداف الامة المعروفة والمشروعة .. وليس لنا سرا في برامجنا التطبيقية نكتمه على الناس لاننا اصحاب قضية كبرى واصحاب حق؛ وقضيتنا لا تتحمل التدجيل والتضليل والتزوير ولا تحتمل المهادنة والمسايرة ولان اهدافنا نبيلة وشريفة وسامية وهي اهداف التحرير والاستقلال والبناء والتطور "لن تضرب امريكا ايران الى يوم الدين ' ايران لن تكون نهايتها الا بايدي عراقية عربية' ايران هي اسرائيل الشرقية ' وهي حليفة الصهاينة وجيشها وحرسها الذي يضرب الامة وقواها الحية وهو الذي عطل المقاومة الفلسطينية الباسلة وشارك اَمريكا والصهيونية والصفوية الفارسية التكفيرية والسلفية التكفرية القاعدة وداعش لملاحقة المقاومة الوطنية العراقية المعجزة.

ايها الرفاق الَمناضلون في العراق واليمن وفلسطين و ولبنان وسوريا وليبيا لا تنتظروا المعجزة من امريكا والنظام العربي الَمتخاذل والمهادن " واتركوا الاحلام والاماني واعملوا على تعبئة الشارع العربي وضخ دماء الحرية في شرايين شباب الامة وماجداتها"

المدخل : ان التسريبات الاعلامية والتحليلات السياسية عن قرب مواجهة عسكرية امريكية مع ايران وحلفائها ومليشياتها القذرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ' وحتى ذهب بعضها الى تفسير اعادة الانتشار العسكري الامريكي في العراق على انها مقدمات لمواجهة قريبة ' ولا ننسى بان ايران حصلت على خدمة كبيرة من الادارة الامريكية في عهد اوباما عندما سلم العراق على طبق من ذهب لها' مقابل ذلك بان تضع اذرعتها في مطاردة المقاومة الوطنية واستكمال اعتقال وقتل العلماء والضباط والمثقفين والادباء والشعراء والسياسيين الرافضين للعملية السياسية المخابراتية الباطلة والفاشلة والبائسة وعلى ضوء ذلك لابد ان ناخذ بعدين اساسيين مهَمين عند الاجابة عن تلك الاسئلة الافتراضية هما : الجانب السوقي والاستراتيجي والجانب التعبوي والتكتيكي ان الادارة الامريكية في عهدي بوش الابن واوباما وفرت لايران منافذ َمتعددة للتصدير والاستيراد النفط والغاز والغذاء والسلع الاستراتيجية والخدمات كما سمح اوباما اطلاق مليارات الدولارات عقب محضر الاتفاق النووي مع الادارة الامريكية كما وظفت الولايات المتحدة ايران كعامل ضغط اقليمي شريك في صياغة شكل المنطقة مقابل السماح لها بالتمدد بالعراق والابقاء ايران عدو افتراضي لغرض تأزيم المنطقة وحلب اقطار الخليج العربي.

ونعتقد ان النظام الايراني سيمارس الدبلوماسية السرية مع ادارة بايدن من اجل َصلحتها القومية حتى على حساب عملائها بالَنطقة وفق استراتجياتها الاربع في السياسة الخارجية وهي :

1 - استراتجية التبني ويقصد بها الالتزام بالاعراف الدولية كما ظهرت على سبيل المثال لا الحصر في التزام ايران بالقرارات الجائرة التي فرضت على العراق بالعقوبات ضد العراق بعد احداث الكويت .

2 - استراتجية التحفيز وتهدف الى تاكيد دور ايران الاقليمي في المعادلة بمنطقة الخليج العربي والمنطقة " المشاركة في الترتيب الامني" .

3 - استراتجية المساومات وتهدف الي تحقيق اعلى درجة من المنفعة من خلال المناورات الدبلوماسية .

4 - استراتجية التصلب وتظهر ايران استقلالها عن الولايات المتحدة الامريكية والغرب من خلال التاكيد على قوتها الاقليمية وعلى شعاراتها الشيطان الاكبر الموت لامريكا الموت لاسرائيل .

فان ايران اجادت هذه الممارسات منذ وقت مبكر في عهد خميني ولعل :

ا- المفاوضات السرية لترتيب اطلاق سراح الرهان الامريكان في طهران عام ١٩٨١ .

ب - الاتصالات السرية مع الكيان الصهيوني خلال حربها العدوانية على العراق ' فكانت مفاوضاتها بالغة السرية فوجب التفاهم مع ادارة الرئيس الامريكي الاسبق ريغان بالتزود بالسلاح والعتاد ( الاسرائيلي)مباشرة من مطار غوريون الى مطار مهاباد' وهذا ما تحدث به الرئيس الايراني بني صدر بشكل تفصيلي بفضائية العربية حول فضيحت ايران كيت .

اذن قوانين الصراع تحتم التعامل مع القوى الفاعلة وليس مع اطراف فقدت فاعليتها ومن هنا ادركت ادارة ترامب التاجر الحاذق بان العراق اصبح اسيرا لدى ايران وحلفائها في العراق ' فان الادارة الامريكية الحالية تريد من ايران ترك العراق وفي حالة الغطرسة فهناك خيارات مفتوحة لامريكا و ( اسرائيل)بالقيام ضربات موجعة لها ولملشياتها القذرة والاحزاب الطائفية وحل المليشيات التابعة لها وحصر السلاح بيد الدولة وكذلك اعادة النظر بالعملية السياسية وتغيير بعض القوانين وتفعيل ما يسمى البرلمان العراقي ومراجعة الاتفاقية الامنية لصالح الولايات المتحدة وتحسين الوضع القانوني والقضائي لضمان حقوق العراقيين الذين تعرضوا للانتهاكات والاعتقالات والقتل والتشريد والهجرة .

هل ان الامريكيين جادون في ضرب ايران ومليشياتها معا؟

نعتقد ان الادارة الامريكية في عهد ترامب او بايدن لا تتدخل بحرب شاملة مع ايران لانها ستكون باهضة الكلفة وان ضررها سيكون اكبر من نفعها وان سيناريو العراق لن يتكرر في ايران لاكثر من سبب.
- المقاومة الوطنية العراقية وضعت حدا للاحتلال الامريكي من خلال النتائج الكبيرة التي حققتها من خسائر كبيرة بالارواح للجنود الامريكيين حيث وصل قتلاهم ٧٨... الف عسكري امريكي وثلاث تريلونات دولارامريكي حسب ما اعترف به دائرة التقاعد التابعة لوزارة الدفاع الامريكية؛ حيث تنمرت روسيا والصين وايران واصبحوا اكثر ندا لامريكا .

- ان الكابوس اللوجستي الذي يمنع الادارة الامريكية من تكرار تجربة العراق في ايران فعدد سكان ايران ثلاثة اضعاف سكان العراق ومساحتها اربعة اضعاف مساحة العراق وتضاريسها صعبة جدا .
- وعلى ضوء هذه الحقائق نعتقد ان الادارة الامريكية تقوم بالضرب الناعم لايران من الداخل اولا وتفعيل الاضطرابات الشعبية كنتيجة الحصار الاقتصادي وضرب اذرعتها العسكرية والاقتصادية بالمنطقة وربما هناك ضربات عسكرية مختارة لمواقع استراتيجية في الداخل الايراني مضافا بضرب اذرعة ايران المسلحة خصوصا المليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ وهي متفقة مع بريطانيا و ( اسرائيل)والسعودية ومصر والاردن والاَمارات تخطيطا وعملياتاً.

امريكا مهدت لتلك الاستراتيجة اعلاميا وسياسيا وامنيا وعسكريا اكثر من سنة ويؤكد بول بولتون احد مهندسي غزو واحتلال العراق " ان تصرفات النظام الايراني لن تتغير؛ وان الطريق الوحيدة هي تغيير هذا النظام؛ نحن سنحتفل بانتصاركم قريبا في طهران كما قال الى مريم رجوي ان الثورة الايرانية سرقت من خميني ولا فرق بين خامئني وروحاني" .



يتبع





الجمعة ٣ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة