شبكة ذي قار
عـاجـل










ماهي رؤية البعث والقوى الرافضة للعملية السياسية والاحتلال في ذلك؟

قبل كل شيء لا يجوز ان تحجب عنا رؤية ترتيب درجات الخطورة والاعداء في كل صراع فهناك اعداء يختلفون في درجة خطورتهم فلابد من ان تاخذ تلك القوى الحية في العراق والامة العربية الاعتبارات التالية : اولا : عدم اساءة فهم ترتيب اولويات الخطورة بان العدو الفارسي الصفوي ومشروعه التوسعي تصدير الثورة له الاسبقية الاولى بالمواجهة ونتعاون مع الدنيا كلها عدى الكيان الصهيوني من اجل اسقاطه بالمنطقة ٠

ثانيا : لا يسقط من حساب البعث والقوى الوطنية في العراق بان العملية السياسية المخابراتية الفاشلة والبائسة التي هندسها الاحتلال الامريكي في المطابخ الصهيونية وارتضت به كل القوى العميلة التي تحكم العراق؛ كما لم نكن تحت الوصايا الامريكية ولا الجبة الايرانية ٠

ثالثا : اطلاق المصالحة الوطنية العراقية على ضوء المشروع الوطني الذي طرحه البعث اواخر ٢٠١٧ والابتعاد عن الثار والانتقام والتاكيد على التعددية الحزبية وعدم الاقصاء والتهميش ولا للحزب الواحد والقائد والاستفاده من التجارب العالمية وتراثنا العربي الاسلامي وتجربة جنوب افريقيا مانديلا ٠

رابعا : اطلاق المشروع القومي العربي النهضوي الرسالي الكفاحي بقيام جبهة قومية شعبية على امتداد الوطن العربي للقوى الحية في الامة العربية وكذلك قيام جبهات وطنية لكل قطر عربي مناهض للاحتلال والغزو الاجنبي وعدم الاستعانه بالاجنبي بتغيير اي حاكم عربي ٠

كيفية التعامل مع تركيا؟
اولا : اهمية العراق لتركيا : ان العراق يشكل جزءا لا يتجزء من الامن القومي التركي لان العراق يمثل اهمية اولى لتركيا لاكثرمن سبب :

ا _ ان تركيا بلد غير نفطي اي لا يملك ثروة نفطية او غازا طبيعيا؛ وتشكل الفاتورة النفطية عبئا ثقيلا على خزينة تركيا ٠

ب - وجود كتلة تركمانية في منطقة كركوك الغنية بالنفط ويقدر عددها من ٤٠٠ الف الى مليون نسمة وهناك عامل اهتمام اخر بالوضع في العراق؛ فالاقلية التركمانية كورقة ضغط داخلية تستخدمها انقرة عند الضرورة وتاكيد تركيا بقيام حكم ذاتي تركماني ٠

ج - ان احد الهواجس التركية بالخطر الكردي في العراق واقعي وحقيقي لسببين :

اولا : لان الاكراد خلاف الارمن وجود كردي كثيف في مناطق شرق تركيا حوالي ١٢ - ١٤ مليون كردي ٠

ثانيا : لان الاكراد خاضوا فعلا غمار ثورات وتمردات متوالية لَم تنقطع منذ عام ١٩٢٥ ولحد الان وكاد تمرد حزب العمال الكردستاني المسلح بين العاميين ١٩٨٤ - ١٩٩٩ يقضي على وحدة الاراضي التركية ٠

بالاضافة ان المنطقة الجغرافية يتواجد اكراد العراق محاذية بل امتداد للمنطقة التي يتواجد فيه اكراد تركيا؛ كما ان شعبنا الكردي قطع شوطا كبيرا في تجسيد هويتهم القومية والثقافية ولا سيما بعد الحكم الذاني مطلع السبعينات من القرن الماضي وصولا الى تشكيل حكومة مستقلة وانتخاب برلمان ومجالس تشريعية وتنفيذية وما الى ذلك من مؤسسات " دولة" ٠

- يمثل العراق اهمية كبيرة للاقتصاد التركي اذ كان حجم التجارة التركية مع النظام الوطني قبل الاحتلال نصف حجمها الكلي مع جميع الاقطار العربية؛ حيث كانت خسائر تركية جراء الحصار الاقتصادي ب ٣٥ مليار دولار ٠

ما هي ثوابت تركيا تجاه العراق؟
هناك ثوابت تجاه العراق منها :
اولا : الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية وذلك انطلاقا من ان اي تقسيم للعراق سيفتح باب التقسيم لكل الدول المجاورة له بما فيها تركية ٠

ثانيا : منع اقامة دولة كردية مستقلة في اقليم كردستان وهذا ما شاهدناه عند الاستفتاء بمعنى اخر ان اقامة مثل هذه الدولة رسميا سيشجع اكراد تركيا وايران على الاحتذاء باشقائهم بالعراق ٠
حقيقة ان منح شعبنا الكردي حكما ذاتيا واسعا انزعجت تركيا من ذلك القرار يمكن ان يفتح الباب لاحقا امام استقلال كامل٠

ثالثا : ان التفكك السياسي والعرقي للعراق بعد الاحتلال الامريكي شجع تركيا على المطالبة بمنح تركمان العراق _ منطقة كركوك _ حقوقا ثقافيا وحكما ذاتيا وذلك يبقى التركمان جيب تركي داخل العراق سواء تجاه بغداد او اتجاه الاكراد ٠

رابعا : منع العراق ان يكون تهديدا لتركيا مستقبلا وان كانت تركيا مع وحدة العراق الا انها ضد ظهور عراق قويا ٠

خامسا : من ثوابت تركيا ايضا عدم السماح لايران لممارسة نفوذ داخل العراق الا ايران احتلت العراق فعليا من خلال البرلمان والمؤسسات العسكرية والاَمنية والاستخبارية والمليشيات المسلحة التابعة لولاية الفقيه وبقي هذا التصور حبر على ورق٠

خلاصة على ما تقدم بان احتلالها العراق شكل تحديا مصيريا لتركية لان العراق تاريخيا وجغرافيا وبسبب تركيبته العرقية امتداد للامن القومي التركي لان التوازنات الداخلية في العراق انعكاسا للتوازنات الاقليمية؛ لان انقرة سعت الى منع نشوب الحرب في الاساس وقد طرقت من اجل ذلك لكل ابواب الضغوطات ورفضها المشاركة ضد العراق ٠

_ وجدت تركية نفسها اكثر قربا من الاتحاد الاوربي بعد احتلال العراق الا انها لم تحصل العضوية الكاملة مع الاتحاد الاوربي ونعتقد بان تركية ستضيع المشيتين لا هي اوربية ولا هي اسلامية ٠

_ تراجع دور الجيش التركي نسبيا من الحياة السياسية ٠

_ نعتقد سيكون الدور التركي المستقبلي مع العراق بعد كنس المليشيات الموالية لايران واذرعتها السياسية ايجابيا مع الحكومة الانتقالية او المنتخبة ٠

فامام تركيا ما يلي :
ا - لديها الوجه الحسن في عدم قبولها المشاركة بالحرب ضد العراق وعدم قبولها انتشار ٦٢ الف جندي امريكي في اراضيها بعد الغزووالاحتلال الامريكي للعراق٠

ب - لذلك ستكون الفرصة امام تركية سانحة مع الحكومة العراقية المقبلة لتبادل المصالخ المشتركة وادامة العمل في انبوب النفط العراقي التركي او المشاركة في اعمار العراق ٠

ج _ نرى هناك تحالفا جديدا سيطفو على سطح هذه المنطقة بعد قص اذرعة ايران بالمنطقة؛ وتطمين تركيا بانها ستحصل على مكاسب استراتيجية عديدة سواء بالعراق او عموم الَمنطقة واطمئنان تركيا بان انبوب النفط يستمر عبر اراضيها ٠

واخيرا وليس اخرا بان مواقف تركيا تجاه النظام الوطني العراقي قبل الاحتلال افضل َمن موقف ايران الانتهازي الرخيص ومن موقف بعض الانظمة العربية؛ ان هذا التوافق المحتَل ربما يتيح لانقرة ان يكون لها صوت مسموع بالرغم من ان العراق سيبقى ساحة مفتوحة لا نستطيع التكهن بتطور امورها ٠


يتبع






الاحد ٥ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة