شبكة ذي قار
عـاجـل










لابد لنا ان نشير بالجزء الثالث والاخير حال الامة العربية والمنطقة ' وكيفية مواجهة مشاريع الصادات الثلاث الصليبية الفرنجية والصهيونية والصفوية الفارسية الذي تسعى هذه المشاريع في تفتيت الامة العربية والمنطقة ونهب ثرواتها .

وتواصلا مع دراستنا الموسومة: هل هناك ضربة اميركية محتملة على ايران ومليشياتها المسلحة واحزابها الطائفية ام لتقسيم المنطقة ونهب ثرواتها؟

حال الامة العربية ليس من الَمبالغة في شيء تشبيه الاوضاع السائدة في المنطقة العربية بالايام الاخيرة للدولة العثمانية الذي يختزن مجالات عدة فعلى الصعيد الدولي انهيار الاتحاد السوفيتي وصعد نجم الامبراطورية الراسمالية الامريكية ' كما حدث على مدى التاريخ غداة التحولات الدرامية وهكذا انتهى عصر النظام الاقليمي للدولة العثمانية في ( الشرق الاوسط) واقيم مكانه النظام الاقليمي البريطاني - الفرنسي في إ طار اتفاقية سايكس - بيكو .

والان يجري التمهيد لاقامة النظام الاقليمي الجديد في المنطقة متطابق مع مصالح الامبراطورية الامريكية المهيمنة على العالم ( الشرق الاوسط الجديد) .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تنوي اَمريكا قتل رجل العالم المريض؟ .

وهناك تشابه مع النظرة للدولة العثمانية التي اطلق عليها منذ القرن التاسع عشر رجل اوربا المريض .
وهل هذه التسمية قد يصح اطلاقها حاليا على النظام العربي؟
لان كل الدلائل تشير ان اليد العليا هي لمشروع القتل او ما يسمى باستراتيجية الفوضى الخلاقة ' وهذه بعضها :

١ - التمهيد لاعلان الوفاة السريرية لجامعة الاقطار العربية'
فلم يكن احتلال العراق الازمة الاولى التي واجهت الجامعة العربية إنما سجلها حافل بالازمات' فتذكيرا سريعا منذ تاسيسها عام ١٩٤٥ وهزيمة نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ والعدوان الثلاثي على مصر ١٩٥٦ ثم الحرب الاهلية في لبنان وانقسام الترب في زيارة السادات للكيان الصهيوني واتفاقية كامب دفيد ومعاهدة( السلام الاسرائيلية - العربية ١٩٧٩) والحرب العراقية الايرانية ١٩٨. / ١٩٨٨ وتداعيات قضية الكويت وقصة مؤتمر القاهرة المعروفة وقرارها الباطل شرعيا وقانونيا وحسب المادة السادسة من ميثاق الجامعة العربية وحصار العراق ثلاثة عشر سنة الى غزو واحتلال الامريكي البريطاني ودعم ايراني في ٩ /نيسان ٢..٣ وحتى ما يسمى الربيع العربي والذي سميتها الثولات وانتهاءا بظهور داعش الاجرامي في العراق والشام .

إذن كان النظام العربي ولازال مازؤما منذ نشاته .

٢ - تقسيم الَمنطقة العربية الى ثنائيات جديدة َمتصارعة' فهناك الدول الصغيرة التي تتبنى ورقة الاصلاحات الامريكية وتقف في وجه الدول الكبيرة وسيكون قريبا الاقطار العربية الافريقية والاقطار العربية الاسيوية وبهذا " قسموا الارض وبقي الشعب متَاسكا على ارضه' اما اليوم يقسمون الشعب قبل الارض فتكون الارض لاحقة للشعب اي للبشر المراد من قبلهم ان يسكنها ويقيم كيانه عليها؛ قسموا الشعب على بحر من الدماء والثارات والعداوات" .

٣ - يبدو ان التقسيمات لن تتوقف عند هذا المنحى الافقي ثم احتمال كبير بان تكون عمودية ايضا وهذا يعني تقسيم بعض الاقطار العربية الى دويلات في الغالب وفق اسس طائفية وقبلية او حتى اثنية .

٤ - نسف الوحدة الثقافية - الاجتماعية للامة العربية عبر تفجير الحروب الاهلية؛ هذا التقطيع الشامل لجثمان رجل العالم المريض لن يتم تقطيعه بين ليلة وضحها كما حدث مع رجل اوربا المريض؛ فهذا الاخير دولة واحدة يكفي بسقوط عاصمتها كي ينهار بنيانها برمته؛ بينما الوطن العربي مكون من اثنين وعشرين قطر تتباين بحدة ظروف التغيير المحتمل في كل منها؛ خلاصة ذلك الحديث عن طمس عروبة العراق جدي للغاية ويستند الى معطيات العملية السياسية المخابراتية الباطلة الجارية في العراق؛ اذن هناك مؤامرة دولية واقليمية على الهوية العربية وهي اخطر من سايكس - بيكو .

فهل هناك مخرج من هذه المذبحة التاريخية والحضارية؟ .
وباعتقادنا سيتنامى هناك نهوض قومي إسلامي رسالي أنساني؛ لان الوضع في المنطقة العربية يشبه ذلك الذي ساد في الفترة بين الحربيين العالميتين الاولى والثانية واسفر عن انبثاق حركات مقاومة عربية (البعث - القوميين العرب) وإسلامية ( إخوان المسلَمين) ويسارية ( التيارات الماركسية)؛ ورفضت كلها الاستسلام والانبطاح للأمر الواقع؛ وهذا لا يعني ان نتوقع بروز العينة ذاتها؛ فالظروف الدولية والاقليمية تغيرت وثمة ايديولوجيات تلاشت .

كيف نواجه مشاريع الصادات الثلاث الصليبية الفرنجية والصهيونية والصفوية الفارسية التي تهدد الامن القومي؟ .

على ضوء تقدير المعطيات الفكرية والعملية للواقع العربي وحال الامة والمنطقة " ومع وضوح ادوار القوى الاستعمارية والصهيونية والصفوية الفارسية والشعوبية الجديدة نرى ان الرد على هذه القوى يكون بتحديد مصادر الخطر على الامن القومي وتسمية قواه وتحديد منطلقات وصيغ واساليب مواجهتها" من خلال :

١ - اعادة الاعتبار " للنضال الوحدوي خطابا وسلوكا فإنها تدرك الامن القومي العربي هو وحدة عضوية وان كل تهديد لأي من مكوناته الوطنية انما هو تهديد للاَن القومي برمته سواء تجسد هذا الخطر بما هدد ويهدد فلسطين والعراق والاحواز المحتلة وكل ارض عربية محتلة او ما يقع تحت هيمنة الَمشاريع الدولية او الاقليمية بسبب الانكشاف الوطني " كما يجري في سوريا ولبنان واليَن وليبيا .

٢ - ان غياب المشروع العربي الموحد احد اسباب الكوارث المدمرة للامة العربية" لذا يتطلب توفير الارضية الداخلية الوطنية المناسبة ة؛ التي تشكل من الطيف السياسي القادر على اطلاق مبادرات ومشاريع وطنية لمعالجة هذه الازمات الطاحنة ... ويفتح المجال امام عملية سياسية تعيد هيكلية الحياة السياسية على قواعد الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة لحماية الاساسية للدول المتمثلة في وحدة الارض والشعب والمؤسسات .. فان هذا المشروع لا تحمله قوى طائفية ومذهبية تمارس الترهيب السياسي والتكفير الديني وترتبط بمراكز ادارة وتحكم خارجيين " .

فان المشروع الوطني الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي يشكل اساسا لاوتاج عملية سياسية جديدة تضع حدا للاحتلال بوجهيه الامريكي والايراني وما افرزه من نتائج مدمرة؛ وتعيد العراق على اسس وطنية تضع جميع ابنائه من عرب وكرد واقليات اخرى تحت الخيمة الوطنية وفي دولة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ".

علما ان البعث في العراق ليس من طلاب للسلطة ولا يفكرون في هذه المرحلة في العودة للسلطة او المشاركة فيها ولا للتهميش ولا للقصاء لأي حزب وحركة وتيار وشخصية وطنية رافضة للاحتلال وعمليته السياسية الباطلة والفاشلة .

٣ - التخلي عن عقلية ردود الفعل والانتقال الى الفعل الشجاع المستند الى الثقة بالنفس للامساك بمقاليد التطورات في المنطقة عبر :

ا - اشاعة ثقافة المقاومة لدى الشعب العربي لأنها اقصر الطرق واسهلها وانجحها في مواجهة الاحتلالات .

ب - وضع المقاومة اللبنانية وتشجيعها على التحول الى مقاومة وطنية شاملة تضم كل القطاعات والفئات بعيدا عن المناطقية والطائفية والمساعدة على ايجاد صيغة تكامل الدولة والمقاومة لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني .

ج - رفد المقاومة الفلسطينية بالعمق الشعبي العربي الضروري والتمسك بالثوابت الوطنية لشعبنا العربي الفلسطيني .

د - بلورة مشاريع محددة وملموسة في تفعيل دعوة المرحوم معمر القذافي رحمة الله عليه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ ٢٣ ايلول ٢..٩ .

ه - ايجاد مراكز بحوث ودراسات استراتيجية توثق فيه جرائم الاحتلال الامريكي البريطاني والصهيوني والصفوي الفارسي وعملائهم وبأدلة قانونية وشرعية واخلاقية وانسانية وملاحقة كل مجرمي الغزو والاحتلال واحالتهم الى المحاكم الدولية لكذبهم وتحريفهم للحقائق واخفائهم للمعلومات .

٤ - اجراء اتصالات مع القوى السياسية والاحزاب والشخصيات الرافضة للاحتلال والهيمنة على المستوى الوطني والقومي والانساني على اعلى المستويات لبلورة تسوية وطنية وقومية .

٥ - بات من الضروري وجود منابر اعلامية للمقاومة وقوى الرفض؛ من اجل بناء مشروع قومي عربي نهضوي تقدمي حضاري انساني وفي اطار العمل الرسمي والجماهيري المنظم لمواجهة الركود والعجز في الحياة السياسية العربية واحياء حركة القومية العربية .

٦ - ان دحر الاحتلال الايراني الخطير في العراق سيفتخ بابا واسعا للمقاومة واستعادة العراق مكانته العربية والدولية وهذا لا يعني ان ما يريد محاربة ايران الانضواء تحت المظلة الامريكية؛ لان خيارنا هو ليس بين الشر الامريكي الاخطر والشر الايراني الاكثر خطرا بل هو بين التحرر من اي شكل من اشكال الهيمنة الاجنبية ومن الهيمنة الاقليمية؛ فالهيمنة الاجنبية هي واحدة ولا تقاس باللون والتسمية " .

٧ - اتخاذ موقف واضح وصريح من مسالة الاسلام السياسي؛ اذ لا يعقل ان تترك هذه المسالة في اصوليات تحتكر النطق بالإسلام؛ فان الحركة القومية العربية المؤمنة هي الوحيدة القادرة على تمكين الاسلام الرسالي من العبودية الى الحداثة بدون المخاطر وبخسارة هويته التي تؤكد على العلاقة العضوية بين العروبة والاسلام وعلى التراث والاصالة والمعاصرة وقد نبهه البعث بشكل مبكر من خلال تجربتي القائد المؤسي والقائد الشهيد المجدد رحمهما الله حول الظاهرة الدينية السياسية المغطاة بغطاء الدين وما تحدث به الرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب رحمة الله عليه عبر خطبه ورسائله واحاديثه ومقابلاته الصحفية عن خطورة الاحتلال الايراني لأربع عواصم عربية .


تم اعتماد على هذه الدراسة على المصادر الاتية :
1 - من وحي استراتيجية البعث بعيدة المدى للرفيق المرحوم الامين العام للحزب عزة ابراهيم
٢ - بعض رسائل الرفيق الامين العاَم للحزب اعداد الاستاذ الدكتور محمد رفعت :من وحي استراتيجية البعث بعيدة المدى
٣ - بيان القيادة القومية للحزب تحليل الواقع العربي الحالي اوائل ت١ لعام ٢.١٧
٤ - الحرب على العراق؛ مركز دراسات الوحدة العربية بيروت
٥ - احتلال العراق وتداعياته؛ مركز دراسات الوحدة العربية
٦ - الملامح الاساسية للاستراتيجية الاعلامية صلاح مختار
٧ - بحوث الندوة الفكرية مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ٢..٤
٨ - المؤتمر العاَم لحركة التحرر العربي الديمقراطي ورقة نجاح اوكيم ٢..٥ دمشق
٩ - صحيفة الشرق / هل يحق للسعودية ان تتباكى على العراق / فيصل القاسم ٢٥ ت ١ لعام ٢..٥
١. - شبكة المعلومات العالمية ( الانترنيت ) .





الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة