شبكة ذي قار
عـاجـل










وكما اوعدتكم اخوتي في الحلقة الأخيرة من - حزب الدعوة الإسلامي نسخة من الإخوان المسلمين ومنهجه لا ينطبق مع ما يدعيه - فأقول الأمر اللافت بتاريخ حزب الدعوة انه نشأ بقرارغيرعراقي أو عربي بل ما هو الا استجابة لحاجات النظام المعادي لتطلعات الامة العربية وله أطماع بالأرض والثروات العربية وخاصة المشرق العربي وتحديدا الخليج وعند مراجعة تاريخ - الصراع العثماني الفارسي - نجد ان الإمبراطورية الفارسية تمددت عبر صراعها والاتفاقيات التي عقدت {{ ارض روم الأولى والثانية }} على حساب التراب الوطني العراقي في البر والنهر ويلحق بها احتلال إقليم الاحواز العربي بعد مكيدة الشاه البهلوي وقتل الشيخ خزعل الكعبي ، ومن خلال هذه التوجهات كان النظام الإيراني الشاهنشاهي لم يكتفي بما يمتلك من أدوات في المرجعية الدينية في النجف وخاصة على مستوى المراجع والطلبة الدارسين فيها ، فعملت مخابراته على إيجاد وعاء اخر لا يقتصر على الفرس بل لابد من احتواء رجال الدين العرب والشباب العراقي فتم التوجيه للعناصر الموالية لآل البيت عليهم السلام المنضوين في أحزاب إسلامية بالخروج منها وتكوين حزب يطرح الية عمله وفق منهج ال البيت ليكون ركيزة مقاومة ومجابة الأحزاب العلمانية التي ترفع شعارات التغيير والتحرر ان كانت اشتراكية او قومية وكان ذلك في منصف القرن الماضي مع التوصية باسـتثمار المناسبات والفعاليات الدينية لتحقيق أهدافه والتوسع في قاعدته وقد تناولت وان كان بشـكل موجز تاريخ نشـوء حزب الدعوة في الحلقات التي نشـرتها تحت عنوان {{ حزب الدعوة الإسلامي نسخة من الإخوان المسلمين ومنهجه لا ينطبق مع ما يدعيه }} منذ عام ١٩٥٦ وما يحصل الان ويتحقق وهنا لابد من الإشارة ان حزب الدعوة لم يكن موقفه عدائي مع الحزب الشيوعي في العراق والوطن العربي والدول الإسلامية وهذا ما أكده البيان الصادر عن مؤتمر الطائف { استغل حزب الدعوة موسم الحج وعقد مؤتمره داخل الأراضي السعودية في سبعينات القرن الماضي } والذي نشرته وزارة الداخلية العراقية – مديرية الامن العامة بعد العثور عليه في احد اوكار الحزب في بغداد أوائل ثمانينات القرن الماضي ، ووثق علي الكوراني العاملي في مذكراته {{ ولإعجاب أبي عصام بالمستوى التنظيمي للحزب الشيوعي ، أخذ أحسن ما يراه منه للدعوة ، فكان شكل تنظيمها يشبه تنظيم الحزب الشيوعي فالحلقة تتكون من خمسة أعضاء يرأسها مشرف واللجان المحلية وبقية اللجان الهرمية ، تشبه التنظيم في الحزب الشيوعي }} وهذا يتناقض اجمالا مع مسببات نشوء حزب الدعوة التي ادعاها المؤسسون ، والحقيقة البينة ان نشوء الدعوة كان الغرض منه إعاقة الحركة القومية باسم الدين لان العقلية التي ارتكز عليها المؤسسون والفاعلون هي الشعوبية ومعادات الامة العربية كونها الوعاء الأصيل الذي احتوى الإسلام المحمدي ونشره بين الأمم والشعوب بالسيف والساعد العربي او التأثير الفكري من خلال الحضارة العربية الإسلامية ، وكان لحزب الدعوة أيضًا دورا" فعال في عدم إضفاء الطابع العربي على الحوزة فالكثير من الطلاب انخرطوا في صفوف الحوزة بتشجيع من هذا الحزب ، والواقع أن موجة دخول الطلبة العرب والعراقيين إلى الحوزة وإن كان يتمّ برعاية محمد باقر الحكيم وإشراف مباشر منه إلا أنّ الجهد الميداني المبذول في هذا السياق كان يقع على عاتق حزب الدعوة لا يجاد دعاة مبتعدين عن عروبتهم والفهم القومي من خلال تأثير المدرسين الحوزويين وجلهم من الإيرانيين او الأفغان او الباكستانيين والعرب الموجودين مطوقين ولا يسمح لهم بالحركة كبقية المدرسين والدارسين ، ليكونون ادواته في المدن والقصبات مقابل النضج والوعي القومي ، ضمن هذه الأجواء العدائية كانت تحركات عناصر وكوادر الدعوة ، وهنا لابد من الإشارة الى امر مهم ان الخميني عندما بدأ بالتحرك لتحقيق أهدافه ونواياه التي خرج فيها عن طاعت الشاه نتيجة تحالفه مع الحزب الشيوعي الإيراني - توده - تعرض الى مضايقات السافاك فغادر ايران الى العراق - النجف - ليكمل دراسته ونشاطه الفقهي وتم احتضانه من قبل النظام الوطني العراقي في حينه لانه يشكل معارضه للنظام الشاهنشاهي ولكن الحقيقة ان خميني كانت له المواقف العدائية للعرب وتمكن من إيجاد نوع من التواصل مع الأشخاص الذين يقتربون من أفكاره في نظرية ولاية الفقيه والعمل لا يجاد النظام الإسلامي ليكون قاعدة لانطلاق الثورة الإسلامية بأمميتها {{ ولاية الفقيه }} كما يدعيه هو ومن اعقبه في ايران ان كان مرشدا" او حوزويا في قم او طهران

يتبع بالحلقة الثانية





الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة