إن الثامن والعشرين من نيسان عام ١٩٣٧ ليس يوماً عادياً، إنه يوم ميلاد الرفيق الفارس العربي صدام حسين؛ هذا القائد الذي تجسدت في شخصه جل الصفات النبيلة كالشجاعة والبسالة والتضحية والإقدام والصمود والوفاء.

كما أن الثلاثين من كانون الأول عام ٢٠٠٦ ليس كأي يوم، فهو يوم استشهاد الرفيق المناضل صدام حسين؛ والذي صادف عيد الأضحى المبارك، بعد أن اغتاله عملاء الاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق.

ما بين ٢٨ نيسان ١٩٣٧ و٣٠ كانون الأول ٢٠٠٦ فترة زمنية هي إجمالي عمر الإنسان القائد صدام حسين؛ كان بإمكانه أن يقضي عمره الذي قدره له رب العالمين في هامش الحياة أو أن يسلك دروب الباطل لا سمح الله، ولكن الرفيق صدام نذر نفسه منذ نعومة أظفاره للكفاح في سبيل تحقيق أهداف الشعب والأمة، وكان يعلم أنه يعرض نفسه للموت في أي لحظة ولكنه لم يتراجع أو يستسلم لأنه يعلم أنه على حق وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

إن المتتبع لسيرة الرفيق الشهيد صدام حسين يجدها نضال مستمر لا يتوقف ضد أعداء العراق والعرب، وعمل دؤوب لخدمة الشعب والأمة.

لقد انتسب الرفيق المجاهد صدام حسين لحزب البعث العربي الاشتراكي عام ١٩٥٦ وأمضى في صفوفه نصف قرن حتى استشهاده عام ٢٠٠٦ لم ينقطع يوماً واحداً عن أداء واجباته النضالية، وكان خلال هذه الخمسين عاماً رمزاً للانضباط الحزبي والأخلاق الرفيعة التي أهلته لنيل الموقع الأول في قيادة الحزب والدولة وفق الأصول الشرعية الديمقراطية.

إن الشهيد الخالد صدام حسين كان من ضمن المساهمين بانتفاضة تشرين ١٩٥٦ احتجاجاً على مساندة النظام الملكي للعدوان الثلاثي على مصر، وهو أحد المشاركين بمحاولة اغتيال الطاغية عبد الكريم قاسم في السابع من تشرين الأول عام ١٩٥٩ وهو الذي تصدى للمنحرفين الذين تسببوا بوقوع ردة ١٨ تشرين الثاني عام ١٩٦٣ وهو الذي أعاد تنظيم الحزب في العراق بتكليف من الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق وموافقة القيادة القومية للحزب ووضع خطةً ثورية جريئة لإسقاط نظام عبد السلام عارف في الخامس من أيلول عام ١٩٦٤ لكنها انكشفت قبل ٢٤ ساعة من تنفيذها، وهو الذي وضع مع رفاقه خطة الثورة ضد نظام عبد الرحمن عارف وكان أحد الذين اقتحموا القصر الجمهوري في السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨ وهو الذي قاد انتفاضة تطهير الثورة من الدخلاء عليها في الثلاثين من الشهر نفسه.

إن القائد الفذ صدام حسين هو مهندس بيان الحادي عشر من آذار عام ١٩٧٠ وعملية تأميم النفط العراقي في الأول من حزيران عام ١٩٧٢ ومنجزات عديدة في العراق قبل تسلمه الموقع الأول في قيادة الحزب والدولة في السادس عشر من تموز عام ١٩٧٩ خلفاً للرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر، وقد وفرت قيادته الحكيمة المناخ الملائم لانتصارات الجيش العراقي الباسل والشعب وكوادر البعث واستبسالهم في حرب تشرين وقادسية صدام وأم المعارك وملحمة الجهاد والبناء لإعادة إعمار ما خربه العدوان على العراق والصمود في مواجهة الحصار الجائر والتصدي الحازم للمؤامرات المدعومة من الخارج ضد النظام الوطني.

لقد كان العراق في عهد الرئيس المهيب الركن صدام حسين الداعم الأول للمقاومة في فلسطين ولبنان والثوار في أريتريا والأحواز، كما كان السند لليمن في الحفاظ على وحدتها وللسودان في حماية أراضيها وموريتانيا في الدفاع عن سيادتها، وما من قطر عربي إلا وحظي بعون العراق ومؤازرته.

إن غزو العراق في العشرين من آذار واحتلاله في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ استهدف بالدرجة الأولى تصفية منجزات النظام الوطني، وحماية أمن الكيان الصهيوني الذي دكته صواريخ العراق الحسينية وإطلاق يد النظام الإيراني للعبث بأمن الوطن العربي واستقراره.

لقد كان لجهود بطل التحرير القومي الرفيق صدام حسين دور مهم في اندلاع أسرع مقاومة في التاريخ، انطلقت بعد ساعات من الاحتلال الأمريكي لبغداد.

إن القاسم المشترك في فترات الاعتقال السياسي الثلاثة التي تعرض لها صدام حسين أعوام ١٩٥٨ واستمرت لعدة أشهر و١٩٦٤ التي استمرت لعامين و٢٠٠٣ التي استمرت ثلاثة أعوام هو صموده البطولي، وقد خلد التاريخ باعتزاز ثباته في مسرحية المحاكمة الهزلية وفضحه للقائمين عليها.

لقد واجه الرفيق القائد صدام حسين حكم الإعدام ثلاث مرات، وقد وثق التاريخ خطواته الشجاعة وهو يستقبل الموت بكل بسالة هاتفاً بالمبادئ التي آمن بها وعمل في سبيلها.

إن الترحم على شخص صدام حسين وأيام حكم البعث أصبح من هتافات الشعب العراقي الثائر يومياً ضد حفنة اللصوص والقتلة، ولا غرابة في ذلك فإن الرفيق صدام قد تحول لرمز وطني وقومي وعالمي تتباهى بنضاله جماهير الأمة ويفتخر بشجاعته أحرار العالم رغم دعاية الأشرار المضللة.

ويواصل شعب العراق المجاهد وفي طليعته صناديد البعث كفاحه الملحمي ضد الاحتلال الإيراني وعملائه، مسترشداً بسيرة الشهيد الخالد صدام حسين ورفيقه الأمين وساعده الأيمن الشهيد المجاهد عزة إبراهيم ونضالهما البطولي وقيادتهما الفذة.

وما ضاع حق وراءه مطالب.