شبكة ذي قار
عـاجـل










تأسيس جيشنا الباسل الغيور في ٦ كانون الثاني ١٩٢١ استجابة وطنية قومية وليكون سورا" منيعا للوطن وقوة فاعله في معارك الامة العربية ، وكان يقف على رأس الرعيل الأول المؤسس المرحوم الملك فيصل الأول والمرحوم الفريق جعفر العسكري والمرحوم نوري السعيد ، وكان المرحوم جعفر العسكري أول وزير للدفاع قام بمهمته على أحسن وجه ولقد تم بناء الجيش بصورة مهنية عالية وضم جميع مكونات الشعب العراقي وبعيدا عن نسب تكوينه الأمر الذي أستمر حتى عام ٢٠٠٣ تاريخ غزو واحتلال العراق من قبل نصارى يهود ومن تحالف معهم بالعلن والسر وتخاذل النظام العربي ، ولم تمض مدة قصيرة على أنشاء هذا الجيش حتى تمكن من أن يأخذ دوره في الدفاع عن ارض وحدود العراق ، وفي عام ١٩٤١ قامت ثورة وطنية في العراق كان الجيش العراقي عمادها وداعمها الأمر الذي دفع القوات العسكرية البريطانية الى أعادة احتلال العراق بعد معارك عنيفة مع الجيش العراقي وعندما نجحت القوات البريطانية احتلال بغداد ثانية بدأت الأدارة البريطانية ومعها الوصي على العرش عبد الاله بعملية الانتقام من الجيش العراقي وذلك بأعدام قادته الذين ساهموا في الثورة وتعليق جثثهم على مدخل وزارة الدفاع في عملية أغضبت العراقيين وملآت صدورهم حقدا على الوصي والبريطانيين ونوري السعيد ، وللتاريخ فأن موقف المرحوم نوري السعيد أزاء موقف الأدارة البريطانية بعد ثورة ١٩٤١ من الجيش العراقي هو موقف أغفله الجميع لقد أصرت الأدارة البريطانية على حل الجيش آنذاك لكن نوري السعيد رفض ذلك وأصر على بقاء الجيش وتوصل الى حل وسط يقضي بتعيين ضابط بريطاني رفيع كمفتش للجيش وأعادة تنظيمه أن هذا الموقف لابد وأن يذكرنا بموقف من يدعون انهم ساسة بالعراق والذين أتوا بعد الاحتلال في ٢٠٠٣ والذين كانوا يشجعون ويباركون عمل الحاكم المدني الأمريكي المتصهين بريمر الساعي الى حل الجيش العراقي ، يقول بأن قراره جاء باقتراح ومباركة جميع الساسة الذين أتى بهم الأحتلال ، أن أدعاء بريمر هذا على الرغم من صحته يجب ان لا ينسينا حقيقة أن القرار بحل الجيش العراقي كان قد أتخذ مسبقا من قبل إدارة المجرم بوش الابن ( المحافظين الجدد ) تلبية لرغبة صهيونية واضحة ومعلنة نتيجة للدور الذي لعبه الجيش العراقي في مواجهة الكيان الصهيوني في معارك الامه ، لقد ساهم هذا الجيش في كل الحروب العربية كافة ضد الكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة في الأعوام ١٩٤٨ و١٩٦٧ و ١٩٧٣ رغم أن السياسة العربية كانت غير جادة ، بل متآمرة على الجيش وخاصة في حرب ١٩٤٨ كما أنه ورغم عدم علم القيادة العراقية بموعد حرب رمضان - أكتوبر ١٩٧٣ إلا أن القيادة آنذاك اتخذت قرارا بالمشاركة في الحرب وأرسلت قطعات عراقية كانت مقدمتها قرب دمشق ومؤخرتها في بغداد واستطاعت هذه القطعات أن تدخل الحرب بصورة مباشرة وحمت دمشق من السقوط بيد الجيش الصهيوني بشهادة الصهاينة أنفسهم لا بل أن قادة الجيش العراقي المشارك وبعد ان تمركزوا في مواقعهم بدأوا يعدون العدة لهجوم مضاد ، هذا الهجوم الذي أفسده قرار وقف أطلاق النار الذي قبلته سوريا حافظ الأسد بادعاء جعلها قرار أنور السادات بوقف اطلاق النار على الجبهة المصرية لوحدها في الساحة كما أن القوة الجوية العراقية ساهمت منذ اليوم الأول للحرب في الضربة الجوية داخل سيناء وفي المعارك على الجبهة السورية وبكثافة منذ اليوم الثاني للحرب ، ورغم كل محاولات الكيان الصهيوني الرامية الى أضعاف الجيش العراقي واستنزافه والهائه بمعارك جانبية ظلت حتى عام ٢٠٠٣ تحسب حسابا مختلفا لهذا الجيش وهناك من الحقائق والاعترافات الصهيونية التي تؤكد مشاركة أو إشراف الكيان الصهيوني على المعارك التي كانت تدور في شمال العراق ويكفي أن نقول بأن رئيس الأركان الصهيوني ألأسبق الجنرال رافائيل أيتان أعترف في مذكراته أنه كاد أن يفقد حياته في كردستان العراق عام ١٩٦٩ عندما قامت طائرات عراقية باستهداف الموقع الذي كان يتواجد فيه في احدى زياراته السرية مستطلعا ما يمكن تقديمه لأدامه الحرب وأنهاك الجيش العراقي ، ولم يكتفي الكيان الصهيوني بهذا الدور العدواني بل كان له دور في الحرب المفروضة الأيرانيا" وإيصاله أسلحة ومعدات وقطع غيار للطائرات العسكرية الأيرانية آنذاك لم يعد خافيا بعد أن نشر عنه الشيء الكثير وعندما أستطاع العراق أن يصمد في حرب طاحنة أستمرت ثمان سنوات مع أيران ، له الدليل على قدرة الجيش العراقي وبعد أن أحتلت أيران شبه جزيرة الفاو عام ١٩٨٦ قام قادة الجيش العراقي بإعادة تنظيم الجيش وتدريبه بقدراتهم الذاتية وتمكنوا في فترة وجيزة من بناء قوة ضاربة استطاعت ان تحرر الفاو في ملحمة تاريخية واستمرت في عمليات التحرير حتى أجبرت ايران على القبول بوقف أطلاق النار وأنهاء الحرب بالمقولة المشهورة لخميني {{ قبولي بقرار وقف اطلاق النار كأنه كأس سم زؤام اتجرعه }} لم يتمثل الحقد الأمريكي الصهيوني على الجيش العراقي بقرار حله فقط وانما بالطريقة المهينة والإجرامية التي تم التعامل بها مع قياداته وافراده ومنشئاته وأسلحته فبعد اصدار قرار الحل ، او قبله تم تدمير معسكراته بالكامل وتسويتها بالأرض بالجرافات كما حصل لمعسكر الرشيد العريق ، ولم يسلم من ذلك حتى مستشفى الرشيد العسكري المتطور والمهم لأبناء العراق ثم تم شن حملة منظمة تهدف الى شيطنة المؤسسة العسكرية وتشويه تاريخها من خلال قرار الدمج سيء الصيت الذي دمج القتلة والمليشيات التي ولائها خارج الحدود في هذه المؤسسة العريقة وكما وتم منح الرتب الى الهاربين والسراق ومرتكبي الجرائم الجنائية ليكونوا اليوم قاده وامرين والذين وفي الغالب الأعم لم يكونوا من العسكريين المحترفين وتم منحهم رتبا عسكرية عالية ، كما تم تدمير ما تبقى من ترسانته العسكرية والتي كانت تحتوي على الآف الدبابات والمدرعات ومئات من الطائرات المقاتلة المتطورة ، وقد قيل أن أحد وزراء الدفاع الأوائل قد باعها كخردة وقبض ثمنها ، في حين تولت مجموعة من مافيات الأحزاب المتنفذة بعد الأحتلال بتهريبها الى الخارج ثم جرت عمليات اغتيالات شملت الطيارين والضباط برتب مختلفة وهكذا كانت مهمة هذه التشكيلات ليس حماية العراق وانما القيام بالاغتيالات الطائفية والعنصرية

المجد كل المجد لشهدائنا الاكرم منا جميعا من أبناء القوات المسلحة العراقية الباسله الذين عمدوا سارية راية العراق بدمائهم الطاهرة ، وان النصر لاتي بإذن الله





الاربعاء ٢٢ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة