شبكة ذي قار
عـاجـل










العودة إلى الله سبحانه وتعالى في منعطفات الزمن الحادة لمن لم يغادروا قط صلتهم به جل في علاه هي محاولة إنسانية مؤمنة لإعادة توجيه بوصلات الأحداث كيما تصير أكثر رفقاً بالبشر الذين يكابدون أشكال العذابات والبؤس والفاقة والأمراض والجهل وانعدام أفق الغد.

رأس العام الجديد، هجرياً كان أو ميلادياً، هو أحد هكذا منعطفات، ولعله أعظمها في نوع وكم العودة مقارنة بما يحصل لنا من فعل بذات الاتجاه يومي التكرار.

غير أن المؤمنين بالله يدركون تماماً أن الرجاء والأمنيات يحققها الله سبحانه ويغير الله بقدرته التي تدير كل جزيئات وذرات الكون اتجاهات ومسارات الأحداث عندما تتوافق إرادة الدعاة والعاملين على التغيير مع إرادة الله، أي عندما يقترن فعل الإنسان مع ما يرضي الله وبما أمر به في كتبه المقدسة المباركة ورسالاته السمحاء، وهذا اللقاء لا يعني غير معنى واحد هو أن يتحلى الساعون للتغيير بأخلاق السماء التي يقرأها البشر كل يوم أو يسمعون عنها حتى لو أخذتهم تفاصيل الحياة الملجئة والمتعبة إلى ما يشي بابتعادهم عن قراءتها أو سماعها.

إن الإيمان بالله هو حرز الإنسان الأمين الذي يوجه فعله وأسباب ونتائج كل ما يقدم عليه في السياسة والمال والاقتصاد والعلم والأنشطة الاجتماعية المترتبة أو المشتقة من هذه المجالات، فالإنسان المؤمن بالله لا يقتل، ولا يسرق، ولا يضر الآخرين، ولا يخدش الحياء، ولا يفسد في الأرض، وهو القادر على تبديل الشر بالخير بمعونة الله واسقاط الطواغيت والظلم والتعسف والانتصار على الإرهاب والغزو والاحتلال.

بل نرى يقيناً أن المؤمنين الحقيقيين هم من يتمكن جدلاً من سحب البساط من تحت الأدعياء والمزيفين عملاً بقوله تعالى : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } [الرعد : ١٧].

التجديد لا يحدثه الزمن أياً كانت انعطافاته، بل تحدثه إرادة الله الخيرة المزروعة في قلوب المؤمنين بالله وبحقوق الإنسان في الأوطان والحرية والتقدم وبازدهار الحياة ومقارعة العدوان والظلم والفساد والانحراف والطغيان والغزو والاحتلال.

وعام ٢٠٢١ م لا يفرق من حيث التكوين عن عام سبقه، إلا إذا توحدت إرادات شعبنا المؤمنة لإزالة الاحتلال وعمليته السياسية وكل ما نتج عنها وما زال ينتج عنها من خراب ودمار وتجويع ولعب فاسد بالمقدرات.




الجمعة ١ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة