شبكة ذي قار
عـاجـل










إن أطماع الصفويين الجدد اليوم هي امتداد لذلك الطمع الاستعماري الفارسي القديم وحلمهم الكبير ببسط رايتهم على أكبر جزء من العالم، خصوصاً المنطقة العربية التي كانت تمثل موقعاً استراتيجياً إضافة إلى الثروات والخيرات التي كانت تتمتع بها، فاكتساح أي منطقة عربية بقوة السلاح زهق للأرواح وانتهاك للكرامات وسلب للثروات واغتصاب للأوطان والأعراض، وهو بالنتيجة إضعاف للعرب وزرع الفتنة والانشقاقات فيما بينهم خصوصاً إذا أخذت القوة الغازية صبغة إسلامية معينة تختلف عن صبغة وتوجه المنطقة التي تتعرض للغزو، وهذا بحد ذاته زرع للطائفية والمنهج العنصري الذي عُرف به الفرس الإمبرياليين، بحيث تسعى إيران أن تجعل لها في كل موطن عربي بشكل خاص موضع قدم ترتكز عليه، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير، فما من دولة عربية اليوم إلا وهناك أصوات في السر أو الجهر تحمل هذا الفكر والرؤية بجهل ودون وعي لحبٍّ في المال والمكانة والصدارة، ولم تحمل إيران كنظام و ( دولة الإسلام ) يوماً من الأيام كاقتناع وحب ولكن اعتبرته مطية لتكسب به ود خصومها حتى تنقض عليهم وتأكلهم واحداً بعد الآخر، والأحداث شاهدة على ذلك، فإيران الصفوية ورغم اقتصادها المتهالك وحالة شعبها المعيشية الصعبة تمشي بكل غرور وثقة نحو مشروعها الإمبراطوري، ساعدها في ذلك غياب المشروع والرؤية الموحدة للأقطار العربية وانشغالهم بمشاكلهم وأزماتهم التي لا تتعدى دولهم والعالم الغربي يتعامل مع إيران بنفاق فاضح ففي الخطابات والإعلام عداء صارخ وفي الكواليس تناغم وحب واضح، فإيران بالنسبة لهم تعتبر بمثابة إسرائيل الثانية التي تحمي مصالحهم وتحقق أهدافهم ورؤيتهم في جعل العرب في متاهة الصراعات والنزاعات والحروب المتواصلة حتى لا تقوم لهم قائمة ولا تتوحد لهم رؤية.




الجمعة ١ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة