شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت مصر وما زالت دائماً النموذج في العالم العربي، ومن الأهمية في محيطها الإقليمي، فمصر عاصمة الثقافة والفنون والأدب والسينما إلى جانب دورها النضالي والقومي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتصديه لقوى العدوان والصهيونية، ودعوته لرسالة إنسانية من أجل الوحدة العربية والتحرر والعدالة الاجتماعية، ومن الحق الطبيعي أن تعيش الأمة كباقي الأمم.

فتعرضت مصر إلى حروب معلنة ومؤامرات لإجهاض مشروعها القومي النهضوي، حتى أصابها انتكاسات أدت إلى اضعافها وتحجيم دورها الريادي في العالم العربي والخارجي وضعف حضورها السياسي والثقافي خاصة بعد الفترة الناصرية، وتعرقل حاد في مفاصل الدولة انعكس على جماهير الشعب، إذ لم يكن لمصر القدرة الجادة على حل ومعالجة متطلبات الحياة، مع قيام فوضى سياسية واقتصادية في المجتمع المصري في زمن الراحل أنور السادات، وعدم معالجتها جدياً حتى بدأت واستمرت المظاهرات والانتفاضات في زمن حسني مبارك من قبل القوى السياسية الوطنية ، إذ شدد قبضته السلطوية للتشبث بالحكم وتعريض السياسيين والمعارضين للاعتقال والسجن والمطاردة، ومحاربة وغلق عدد من الصحف، مما زاد الأحوال سوء، فخرج الشعب المصري بقطاعاته كافة يطالب بحريته ومعالجة حالة الفقر والبطالة، وتحسين ظروف الفرد المصري، وعدم إهمال الجانب الاقتصادي، والمطالبة بإدارة مؤسسات الدولة من عناصر كفؤة غير فاسدة، وكانت مطالب الشعب وقواه الوطنية إنهاء نظام حسني مبارك، فعمت الاحتجاجات والمظاهرات في أغلب المدن المصرية وحدثت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل مسيلة للدموع وخراطيم الماء وتمكن آلاف من المتظاهرين السيطرة على مراكز تابعة لقوات الأمن وطردوا عناصرها، أدى ذلك إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين، وفرض النظام حظر التجول إلا أن التظاهرات امتدت إلى السويس والاسكندرية ومدن أخرى، وتم تدمير وحرق مقرات و ممتلكات حزب حسني مبارك الحزب الحاكم ، وحاول النظام المصري قطع كل وسائل الاتصال وعزل مصر عن العالم الخارجي، إلا أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوربي تناقلت ما يحدث في مصر مع استمرار التظاهرات بوتيرة أكثر شدة وعنف أجبرت حسني مبارك على التنحي وإحالته إلى المحكمة لمحاكمته.

الأسباب والعوامل التي أدت إلى إسقاط نظام حسني.

إن وعي الشعب المصري بمصالحه الحياتية لثقافته العالية وما يمتلكه من إرث حضاري جعله يرفض سياسة التضييق على الرأي والرأي العام ومصادرة الحريات وتغيب حقوق الإنسان وسوء استخدام السلطة للموارد الاقتصادية وتفشي البطالة والفقر والجوع وفشل سياسة مصر الداخلية والخارجية وعدم معالجة المشاكل في نواحي الحياة، كما أن انحسار دور مصر السياسي عربياً و عالمياً أضعفها كثيراً خاصة في أخطر قضية لتخليها الدفاع عن أرض وشعب فلسطين المحتل من قبل الصهاينة، هذه الحالات كلها استفزت مشاعر المصرين وطالبت بإسقاط نظام حسني مبارك حتى تحقق إسقاطه في ثورة شعبية عارمة.




الجمعة ١ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة