شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الإنسان الذي يضع على عاتقه التصدي لتغيير الواقع الذي يراه كما تراه الجماهير فاسدا .. مطالب بأن يتعرف على هذا الواقع بالتفصيل حتى يستطيع أن يفهم أين يقف .. ومن معه ومن ضده
وصف سليم ومطابق لأوضاع الوطن , والمعاناة التي يعيشها أبنائه ومحاكات القوى المتفرجة ودورها وخصوصا من تبقى من قوى اليسار الانتهازية التي تخلت عن واجبها ليس الإنساني أو الوطني فحسب وإنما الواجب الأخلاقي أيضا.حيث أضيف الى رصيدها المعروف بالمنفعية والانانية ولم يبقى لتلك القوى أي رصيد أخلاقي تتمتع أو تتباهى به مستقبلا أو تدعي أنها ساهمت وتصرفت مثلما يمليه عليها الحس والواجب الوطني بالدفاع عن حرمة الوطن وأبنائه اللذين يعيشون مرارة الإنتهاكات اليومية تحت أنظار تلك القوى التي أدارت ظهرها لجميع ممارسات وجرائم السلطة وميليشياتها وأجهزتها ليست الأمنية وإنما الأجهزة الفاشية القمعية

يجب أن لانستغرب من مواقف تلك القوى وخليطها المتشابه سواء داخل الوطن أو خارجه , والأساليب التي إتبعتها بمرحلة الأزمات التي تعرض لها الوطن حيث تعاملت مع كل أزمة بما يخدم مصالحها ومنافعها دون العودة إلى ماستفرضه تلك المواقف من إنعكاسات وإفرازات سلبية على الوطن وعلى أمنه وإستقراره , منها تصعيد القوى المعادية نفوذها لتوسيع أطماعها بإستغلال إبتعاد بعض القوى عن الهدف الرئيسي بالوقوف أمام تلك الأطماع وتحجيم ليس قدراتها فقط وإنما تحطيم أهدافها وإتجاهاتها المعادية وفضح منهجيتها ونهجها التخريبي والتدميري ومقاومة محاولاتها بكل السبل .. أما صرف الأنظار عن جميع مايحدث لايمثل أي موقف وطني قد يكون داعما للقوى المناهضة وإنما موقفا لاتفوح منه رائحة الخيانة فحسب وإنما موقفا خائنا للوطن ولإبنائه من أعلى درجات الخيانة

بصراحة أن من يفكر بأن هناك طريق ثالث أو ثاني بالتعامل مع الأحداث والإنتهاكات والفساد القائم عليه أن يعيد النظر بتفكيره وقراره , وأن يختار الطريق الوحيد دون غيره بالإنضمام إلى الخندق المناضل والرافض ومنذ اليوم الأول لغزو وإحتلال العراق وعدم التفريط بمصلحته وسيادته , وليس من خلال المواقف المتفرجة والاصوات الخفية , وإنما من خلال تحديد المسلكية , ودعم الخندق المناهض للقوى المعادية لايتم إلا بسلوكية المنطلق الوطني والوقوف بحزم ضد المخططات التآمرية , شريطة أن لاتكون من خلال الشعارات مثل , التقدم , والبناء , والحياة الأفضل لكونها أشبة بزوبعة في فنجان أو مايشابهها , كما أنها لاتوفي بالغرض المطلوب لكونها عتاد نالته المياه وأصبح فاسدا لايصلح لأية معركة مصيرية وعلى الإطلاق , وإنما برفد الخندق الوطني بكافة الإمكانيات والطاقات والقدرات الممكنة والتضحية في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة لتنسجم مع أهداف أبناء الوطن وتطلعاتهم واللذين يناضلون ويضحون من أجلها , وأهمها تحرير الوطن من النفوذ الأجنبي المجوسي الصفوي وغيره

وهنا يمكن القول أن الساحة النضالية ليس إحتكارا لأحد , ومن الخطأ أن ينظر اليها بهذه النظرة المغلوطة أو المتعمدة بغرض التنصل من الواجب .. والساحة ليست الجامعة للقوى الوطنية أو من يريد الانضمام اليها فحسب وإنما لمبادراتها وطرح أفكارها ورؤيتها وكما الساحة تسع لكثير من أمكانيات التنسيق ورفد العمل والجهود من أجل الوطن وليس لغيره , وحتى وإن إختلفت الرؤى لكن لابد من أن تبقى الأهداف موحدة بصيغ متقاربة والضروف لاتفرظ ذلك رغم مرارتها بقدر ماتفرضها الوطنية بتعزيز المواقف وتكثيف الجهود التي لاتمثل تحالفا إيديولوجيا وإنما تحالفا إستراتيجيا لوضع النقاط على الأحرف ووضع خطة عمل لالغرض الإشراف وإنما لغرض التعبئة التي تفرضها المرحلة للخروج بحصيلة إيجابية وإعادة هيبة الدولة العراقية من خلال المفهوم الوطني القومي وليس غيره

بصراحة ان من يطلب التريث ويحاول البحث عن الدليل لكي تولد به الوطنية , أما أن يكون عاقرا أو أعمى أو اطرش والبحث عن الدليل وسط التصفيات والترعيب والتقتيل وجريان الدماء والنحر المستمر دون توقف أشبه بمن يبحث عن ضله وسط الشمس ومن يحاول لعب دور السامع والمتفرج بعيدا عن أية مساهمة وطنية تذكر أشبه بالصلاة دون شهادة ومثل تلك الغايات لاتعبر عن المواقف المتضامنة وانما تعبر عن أسوا المواقف بأبعاد منافية التي تعتبر دعما للقوى المتنفذه فوق أرض الوطن وموقفا عدائيا لايختلف عن موقف السلطة الإجرامي إتجاه الوطن وأبنائه .. أما إذا كانت تلك القوى التي تحدثنا عنها مرارا وتكرارا قد دخلت في تحالف مع التيارات والأحزاب العميلة وحددت مواقفها كمواقف عدائية إتجاه الوطن وأبنائه عليها أن لاتتحدث بإسم الوطن الآن وفي المستقبل






الجمعة ١ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة