شبكة ذي قار
عـاجـل










ويستمر المرجع الديني حسين منتظري كشفه الأوراق الخمينية من خلال اجابته عن السؤال المتعلق ب (( العلاقة مع الولايات المتحدة .. وسفر ماكفارلين )) فيقول ثمة أسـئلة ونقاط مبهمة بشـأن زيارة المبعوث الأميركي وترتيبها من جهات غير مسؤولة ، وعدم علم أركان الدولة ، وعدم مراعاة المصالح الوطنية ، والسذاجة في التعامل مع الدوافع الأميركية في قضية ماكفارلين ، والمحادثات السرّية التي حصلت من خلف الستار ، وادعاءات هاشمي رفسنجاني البعيدة عن الواقع ، والتحذير من السعي للسلطة والمكانة السياسية والمكانة الاجتماعية ويضيف منتظري (( لاحظت في بعض التحليلات - ومنها تحليلات لمحللين في الخارج - القول أن سبب إفشاء زيارة ماكفارلين هو الصراع على السلطة بعد الخميني مع أشخاص مرتبطين بي ، أقول وليس لدي أي اطّلاع على هدف الآخرين ونيّاتـهم ، ولـو كنتُ أريد الحفاظ على السـلطة ، لـكان بمقـدوري وبأقـل التكاليف والوسـائل وهو ما يجيزه الساسة أن أحافظ على مكانتي الظاهرية وأجعلها مستحكمة ، وفي ما يتعلق بذلك فأنا مطّلع على الأساليب كلها التي يؤخذ بها في العرف السياسي للتعامل مع مراكز السلطة والقوة ومنابعهما ، بما يشمل السلطة الداخلية والسلطة الخارجية ، وفي ما يتعلق بأمر المرجعية الدينية ( واتهامي بأنني كنت أخطط لها ) أيضًا ، أعرف جيدًا الأفعال والأساليب التي يمكن أن تقويها وتوسّع انتشارها ، والأسلوب والحديث اللذين يحدّان منها أيضًا ، لكنني وطوال حياتي العلمية والسياسية لم أكن مشغولًا بكسب السلطة والمكانة الاجتماعية والمكانة السياسية )) ، وهذا ما يعزز ان جناح خميني كان له علاقات مع الأدارة الامريكية بالرغم من المعادات بالأعلام لأنها تستند الى الخلفيات القديمة والدور الذي لعبه الملالي عبر التاريخ الفارسي والإيراني اللاحق بدأت العلاقات بين فارس و أمريكا عندما بعث شاه فارس ناصر الدين شاه أول سفير لفارس ميرزا أبو الحسن شيرازي إلى واشنطن في عام ١٨٥٦ ، وفي عام ١٨٨٣ كان صمويل بنجامين أول مبعوث دبلوماسي رسمي لأمريكا في إيران وتم الإعلان عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا في عام ١٩٤٤ ، وبعد وقوع التغيير في ايران واسقاط نظام الشاه ، فالوثائق التي رفعت المخابرات الامريكية يدها عنها وتم نشر قسما" منها عبر الاعلام وتناولها المحللون والمختصون اثبتت ذلك واني سوف اتناولها بشكل تفصيلي ان شاء الله بحلقات لاحقا" ، ظل التدخل الأمريكي الذي أطاح بحكومة مصدق عام ١٩٥٣ ، أحد المكونات الرئيسية للذاكرة السياسية للنظام الإيراني الجديد ، والذي لم يستبعد قيام أمريكا في أية لحظة بتكرار ذلك الدور نفسه ، وقد كان ذلك في الواقع أحد الأسباب المهمة وراء الإجراءات القمعية التي اتخذها نظام الملالي في تلك الفترة من أجل إحكام السيطرة على البلاد بما لا يسمح بتكرار وقائع ١٩٥٣ ، وهو ما ذكره الرئيس الإيراني الأسبق خاتمي نفسه في معرض تقويمه النقدي لأداء (( الثورة الإيرانية )) منذ قيامها ، وظلت واقعة احتجاز الرهائن الأمريكيين بعد اقتحام السفارة الامريكية في طهران والتي أنهت حكم الرئيس الأمريكي كارتر ماثلة في الذاكرة الأمريكية ، والتي كرس منها في الواقع دعم إيران لعدد من التنظيمات الإسلامية سواء في العراق ولبنان والخليج وفلسطين ، ومن المفارقات الجديرة بالتأمل أن ضلوع إدارة ريكن في صفقة سلاح مع إيران والتي عرفت لاحقاً ب { فضيحة إيران كونترا } قد أضافت إلى مخزون الذاكرة الأمريكي عنصراً إضافيًا حيث صارت إيران مسئولة عن طرد رئيس جيمي كارتر من البيت الأبيض ، وتشويه آخر رونالد ريجان بفضيحة سياسية كبيرة ، وكأنه انتقام إيراني لطرد مصدق من الحكم عام ١٩٥٣ ، رسالة الخميني هي مجموعة من الوثائق الأمريكية التي رفعت عنها صفة السرية - مثل البرقيات الدبلوماسية ، ومذكرات السياسات ، وسجلات الاجتماعات - التي تروي قصة غير معروفة إلى حد كبير عن الارتباط السري الأميركي مع الخميني ، وهو رجل ألدين ألغامض سرعان ما يلهم الأصولية الإسلامية ومعاداة أمريكا في جميع أنحاء العالم ، في تشرين الثاني ١٩٦٣ ، بعث الخميني برسالة إلى إدارة كينيدي أثناء احتجازه رهن الإقامة الجبرية في طهران من قبل الشاه عن طريق الحاج ميرزا خليل جامرائي الأستاذ في كلية اللاهوت في جامعة طهران والسياسي المقرّب من المجموعات الدينية ، وفيها توضيح أنه لم يعارض المصالح الأمريكية في طهران بل على العكس فقد عبر عن اعتقاده بأن الوجود الأمريكي كان ضرورياً لإحداث توازن ضد الاتحاد السوفياتي والنفوذ البريطاني المحتمل ، وفي الرسالة شرح الخميني اعتقاده بضرورة التعاون الوثيق بين الإسلام وأديان العالم خصوصاً المسيح وفقًا لتقرير لجنة تاورففي عام ١٩٨٣ نبهت أمريكا طهران إلى التهديد الكامن في عملية تسلل واسعة في الجهاز الحكومي من قبل الحزب الشيوعي الإيراني - حزب توده - الموالية للسوفييت في البلاد باستخدام هذه المعلومات ، قامت حكومة الخميني بحملة اعتقالات واسعة بما في ذلك عمليات إعدام جماعية قضت فعليًا على البنية التحتية الموالية للاتحاد السوفياتي في إيران

يتبع بالحلقة الأخير





الجمعة ٨ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة