شبكة ذي قار
عـاجـل










اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ،ان نزول الناس الى الشارع رغم نظام الاغلاق ،هو ردة فعل طبيعية على تفاقم الازمة المعيشية ، وان السلطة بكل أطرافها تتحمل مسؤولية الانسداد السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب تعليقاً على احداث طرابلس.وفي مايلي نص البيان.

بعد عام على تفشي جائحة كورونا ،والبلد يرزح تحت عبء ازمة ،مازالت السلطة تتعامل معها بأسلوب الادراة وليس باجتراح الحل.فحكومة تصريف الاعمال لم تعد تصرّف الاعمال ضمن النطاق الضيق ،والتأليف يترنح على وقع تجاذب المواقف بين الرئاستين الأولى والثالثة.

وفي وقت تشتد فيه الضائقة المعيشية على الشريحة الاوسع من الناس التي التزمت بنظام الاغلاق ،لم تلتزم الدولة بتأمين الضرورات الأساسية لذوي الدخل المحدود الذين تآكلت مداخليهم من جراء الانهيار المريع لسعر صرف الليرة ، كما عمال المياومة الذين يسعون لرزق كفاف يومهم ، وهم باتوا الأكثرية بعد الصرف الجماعي الذي أقدمت عليه المؤسسات التجارية والصناعية والخدمية لاسباب عديدة بعضها مشروع وبعض غير ذلك.

امام هذا الواقع المأزوم على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ليس مستغرباً ان ترتفع صيحات المغلقة اطواق العمل في وجههم ،والمقفلة أبواب المدارس والمعاهد والجامعات امام أبنائهم ، واالباحثين عن حبة دواء ووجبة غذاء لايحصلون عليهما الابشق النفس.لكن المستغرب ،ان تقدم على بعض اطراف المنظومة السلطوية على تحميل الفقراء والجائعين والمتأففين برداً ،مسؤولية نفاذ الصبر وهم الذين صبروا طويلاً على اداء المنظومة السلطوية التي استمرأت نهب المال العام وممارسة الزبائينية في إدارة المرفق العام.

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، التي تقدر حجم المعاناة التي تعيشها الشريحة الاوسع من شعب لبنان ،انما تحمل السلطة بكل أطرافها مسؤولية ادامة الازمة وتفاقمها ،سواء تعلق الامر بالجانب السياسي وانسداد مخارج حلوله او بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنظام الصحي بات على حافة الانهيار اسوة بالقطاعات الأخرى.

واذا كان هذا الشعب قد انتفض على واقعه المزري منذ سنة ونصف ،ولم تجد مطالبه طريقها للتلبية ،وهو الذي زاد تفاقماً بعد جريمة تفجير مرفا بيروت ، فإن لاعجب ان نزلت الناس الى الشوراع معبرة عن المها وغضبها ورفضها لسلطة لاتتقن الا سياسة النهب للمال العام وإدارة شؤون البلد بعقلية المقاول السياسي.

ان القيادة القطرية للحزب ،ومع تأكيدها على عدم التعرض للاملاك العامة والخاصة ،ترى في هذا الذي حصل في طرابلس وغيرها من المناطق اللبنانية ،انما هو رد فعل طبيعي على تجاهل السلطة وانعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه من يبحث عن رغيف خبز وجرعة دواء وفرصة عمل ولا يجدها.

واذا كان الذين لايقرأون جيداً في كتاب جوع الشعب ،عليهم ان يدركوا ويعوا جيداً أن اهم الثورات الشعبية في التاريخ هي ثورات الجياع.

فلتكف السلطة بكل أطرافها والتي ينخرها الفساد ،والتي لاتقيم اعتباراً لقضايا الناس الحيوية، عن تحميل مسؤولية التفلت من نظام الاغلاق للذين لايأتيهم النوم ،لخواء بطونهم ولخوفهم على امنهم الحياتي.

لقد سبق ان أدى الاحتقان قبل اندلاع انتفاضة ١٧تشرين الأول الى الانفجار الشعبي الكبير ، وهو ان خبتت جذوته بفعل الجائحة ، الا انه سيعيد انتاج نفسه اكثر شدة واتساعاً اذا مااستمر سلوك السلطة على نمطيته.وان من ينظر الحراك بمشهديته الحالية بأنه ينطوي على توجيه رسائل ، فالرسالة الوحيدة التي يوجهها الذين نزلوا الى الشارع مطالبين بابسط الحقوق الإنسانية ،هي أن لأامل مرتجى من تغيير او اصلاح من هذه السلطة او بواسطتها ، والحل هو برحيلها وإعادة تشكيل سلطة جديدة تحاكي المطالب والحقوق التي اطلقتها الانتفاضة الشعبية.

الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى ولاطلاق سراح الموقوفين فوراً، وليكن في علم السلطة ان القمع والعنف المفرط ،لن يرهب المنتفضين ولن يعيد الأمور الى الوراء،ولن يستدرج الحراك الى المربع الأمني، لان الانتفاضة رفعت شعار سلمية الحراك وديمواقرطية التعبير وستبقى متمسكة به كشعار استراتيجي ،وان سقط لها شهداء وجرحى.


القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ٢٨ / ١ / ٢٠٢١












الجمعة ١٥ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة